على الرغم من أن العالم واضحًا من ناحية أن أزمة المناخ يمكن أن تقودنا مباشرة إلى الجحيم، أو«إلى عصر الغليان العالمي» على حد تعبير  الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إلا أن لا شيء يتغير.

وفي ظل الغفلة عن التحذير الذي أطلقه حكماء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بأن "الفرصة السانحة لضمان مستقبل صالح للعيش ومستدام للجميع تتضاءل بسرعة"، فإن العكس هو ما يحدث، وهذه ليست مبالغة ففي يونيو الماضي، فقد حطم استهلاك النفط رقما قياسيا عالميا جديدا، وهو 103 ملايين برميل من النفط الخام يوميا. 

وتسائل المحلل الصحفي سيزار خافيير بالاسيوس بجريدة 20 مينوتوس الإسبانية، ألم نبدل السيارات العادية بالوقود إلى سيارات كهربائية؟ ألم نملأ الآفاق بتوربينات الرياح والأسطح بألواح الطاقة الشمسية؟ ما الخطأ الذي نفعله؟
 الخطأ يسميه الاقتصاديون «تأثير جيفونز» وهو مصطلع بيئي صيغ عام 1865، ويخلص إلى أنه كلما زادت الكفاءة في استخدام المورد، زاد الطلب عليه. وعندما يُزيد التقدم التكنولوجي أو السياسة الحكومية من الكفاءة التي يُستخدم بها المورد،  يزيد معدل استهلاك ذلك المورد بسبب زيادة الطلب عليه.

وبما أننا نستهلك نصف ما يستهلكه القديمون، فإننا الآن نستهلك ضعف ذلك بسبب زيادة الطلب عليه، ويحدث الشيء نفسه مع المحركات الجديدة. نظرًا لأنها أكثر كفاءة، فإننا نصنع سيارات أكبر وأثقل تستهلك المزيد.

 ربما تكون مفارقة جيفونز المفارقة الأكثر شهرة على نطاق واسع في الاقتصاد البيئي. تفترض الحكومات ودعاة حماية البيئة عمومًا أن مكاسب الكفاءة ستقلل من استهلاك الموارد متجاهلة هذه المفارقة.