تحل علينا اليوم الأحد 3 ديسمبر، ذكرى وفاة الفنان صلاح قبيل الذي التحق بعد تخرجه في معهد الفنون المسرحية بفرقة مسرح التلفزيون المصري التي قدم معها مسرحية "شيء في صدري" و"اللص والكلاب" و"ليلة عاصفة جدا"، حيث تميز عمله بالتعددية ولم يتخصص، فقام بدور المعلم والضابط والمجرم والرجل الطيب والفلاح والسياسي ورجل الأعمال والنصاب والشرير، حيث قدم 73 فيلما
ويكشف لنا في حوار قديم له مع مجلة الكواكب سبب تفكيره في استقالته من مسرح التلفزيون
صلاح قابيل يعطى كل جهده وموهبته المسرح التليفزيون ، لكن قسوة الظروف ، والتخطيط الذي يسير عليه المسرح يجعله أحيانا يفكر في الاستقالة ! يقول صلاح :
-أنا متجوز وعندي بنت وورايا مسئوليات، والخمسة وعشرين جنيه مرتبى من مسرح التليفزيون لا تكفيني لكني لا أريد أن أترك مسرح التليفزيون، فلولاه لما كنت صلاح قابيل وما كان زملائی من الجيل الجديد .. وأنا أتجه للسينما، لا طمعا في سيارة «كاديلاك»، ولا في لقب نجم يشار إليه بالبنان، إنما عاوز أعيش وأعمـل.. أن التخطيط غلط بالنسبة لعرض الروايات بين لحظة وأخرى أجد «أوردر أو تلغرافا يخبرني بأني راحل من القاهرة إلى أسوان دون أن أستعد أو أرتب حيـاتي !. أن مسرح التليفزيون يعتمد على أننى موظف يربطني الروتين وهذا صحيح ومستحيل أن أتمرد أو أفترى على مسرح التليفزيون أو أتركه.
وأنا مستعد أن أتفرغ لمسرح التليفزيون تماما، على شرط أن يعوضني دخلی من الخارج ... هل أنا غاوي ابعزق نفسي، وأتعب صحتى بعملي الإضافي خارج المسرح غير معقـول طبعا .. وانه سعدني أن أتفرغ .. ولست محتاجا إلا الى 60 جنبها مثلا، كفاية على .. لا أريد لنفسي أن أكون النجم الذي يقلده الناس في لبسه، أو أكله، أو مشيته.. أبدا.. أريد أن أؤدي عملى وبس.. وأسمع الناس يقولون : لقد أجاد في تأدية عمله ..
وأخذ صلاح نفسا عميقا عصبيا من سيجارته وقال : أنا في يوم كان عندي تسجيل(بنت الحتة) في التليفزيون، و فوجئت بتلغراف يطلبني للسفر الى أسيوط في نفس يوم التسجيل! ماذا أفعل ؟ هل أترك التمثيلية المسلسلة وأعطل عشرات الممثلين ، والدقيقة تتكلف في التليفزيون مئات الجنيهات؟ وفي الوقت نفسه كيف أرفض أمرا لمسرحي؟ هذه الأشياء تحرق أعصابي .. توجج ثورتي على الفن .. وتجعلني ألعن الظروف التي جعلت منى فنانا !
أحسن ممثلة مثل معها صلاح و يستريح الى العمل معها هي سميحة أيوب يقول :
لقد كانت قمة في دور (فيدرا) الأسطورة الخالدة.. كان وجهها يشد كل طاقتي الداخلية.. ممثلة أكثر من ممتازة
صلاح يتمنى أن يمثل دور عامل يشتغل بعيدا في الصحراء .. شاب اسمر يعمل من أجل الآخرين في مناجم البترول أو الفحم..عمل تحس فيه بحبـات العـرق تتساقط وتغرق جسمه .. ويتمنی صلاح أن يرسم له واحدا من كتابنا هذا الدور ليقوم به.
وقد انتهى صلاح من بطولة فيلمين : «زقاق المدق» و«بین القصرين» وهما من إخراج حسن الإمام .. وثلاثة أفلام قصيرة، وهو متعاقد مع مؤسسة السينما على تمثيل 10 أفلام
وقد بدأ صلاح حياته الفنية سنة 1949 بالمدرسة الخديوية..وحاول أن يدرس ليتخرج محاميا، لكنه ترك الحقوق في سنة ثانية والتحق بمعهد التمثيل وتخـرج سنة ١٩٥٧ ، وعمل في التليفزيون، ثم دخل مسرح التليفزيون مع الدفعة الأولى .. وقد ترك صلاح وظيفته في فلم المرور وتفرغ لعمله الفني منذ فترة.