الثلاثاء 14 مايو 2024

هاكرز وذكاء اصطناعي.. تفاصيل حرب أخرى تدور مابين المقاومة وإسرائيل

سيبر طوفان الأقصى

تحقيقات5-12-2023 | 15:15

محمود غانم

 

بعيداً عن صليل الرصاص، ودوي الانفجارات في قطاع غزة، نستعرض تفاصيل رحى حرباً أخرى تدور مابين المقاومة وإسرائيل ليست على الأرض، إذ وجهت عملية طوفان الأقصى، التي شنتها المقاومة السابع من أكتوبر الماضي ضربة قاسية لقطاع التكنولوجيا الإسرائيلي.

ويعد القطاع التكنولوجي أهم القطاعات الذي يقوم عليها الاقتصاد الإسرائيلي، حيث يشكل 18% من الناتج المحلي، ونحو  نصف صادرات البلاد.

كما يشهد هذا القطاع استثمارات كبيرة في البحث والتطوير من قبل شركات عالمية، بما في ذلك "أبل"،"جوجل" ،  "مايكروسوفت"، كذلك يعمل في هذا القطاع مايقارب 6آلاف شركة.

منذ اندلاع الحرب بين المقاومة وإسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، وقيام الاحتلال بحشد الإحتياط، خسر القطاع جزء مهم من قوته العمالة، ولم تستطع إسرائيل تعويض ذلك النقص.

وعلى الرغم من نجاح الاقتصاد الإسرائيلي بفضل هذا القطاع على تجاوز تداعيات أسوء الأزمات الاقتصادية، التي ضربت العالم على مدار السنوات الماضية والتعافي سريعاً، إلا أن اليوم بات عاجزً عن تكرار سيناريو الماضي، حيث تضرر مايزيد عن 80% من شركات التقنية المتقدمة الإسرائيلية، جراء استمرار الحرب على غزة.

وقد تسببت الحرب في إلغاء أو تأخير أكثر من 40% من اتفاقات استثمارية لشركات التقنية، في حين أن 10% فقط تمكنت من عقد اجتماعات مع المستثمرين.

وحسب تقرير معهد سياسات الأمة الناشئة، فهناك نسبة كبيرة من الشركات معرضة لخطر الإغلاق أو التأخير في الإنتاج وتسليم الطلبيات، أو عدم القدرة على مقابلة المستثمرين وتلبية متطلباتهم.

وأظهر استطلاع أجراه المعهد وشمل 507 شركة تقنية إسرائيلية متقدمة، أبلغ أكثر من 70% من هذه الشركات تأجيل أو إلغاء الطلبات والمشروعات المهمة الخاصة بها.

كما أكدت هذه الشركات عدم قدرتها على إجراء التجارب المخبرية الضرورية لتطوير مشروعاتها، فضلا عن وجود صعوبات في التصدير والاستيراد من الخارج، كما أبلغ حوالي ثلثي هذه الشركات عن مشكلات فنية وتشغيلية مرتبطة بحالة الحرب.

سيبر المقاومة

وقد تزامن أيضاً مع إطلاق عملية طوفان الأقصى مجموعة من الهجمات "السيبرانية"، من قبل  مجموعات من الهاكرز يدعمون القضية الفلسطينية من مختلف بلدان العالم، التي نجحت في اختراق عددِ من المواقع المرتبطة بوزارة الدفاع الإسرائيلية واستحوذت على قاعدة بيانات لعدد من المجندين وجنود الاحتياط وأرقامهم.

كذلك نجحت مجموعة السايبر، التي تطلق على نفسها "سايبر طوفان الأقصى" عن تعطيل عمل العديد من المواقع الإسرائيلية الحكومية، وأخرى تابعة لمؤسسات إعلامية.

كما اخترقت عدداً كبيراً من أنظمة المراقبة في عدد من المدن والأحياء الإسرائيلية، إضافة إلى اختراق أنظمة المراقبة والتحكم لعدد ضخم من منازل المستوطنين وبث مواد تتعلق بدعم المقاومة.

وأعلنت مسؤوليتها عن اختراق عددِ من المواقع الإلكترونية الإسرائيلية أوخر الشهر الماضي وسرقة عدة ملفات من شركة استضافة الويب سيغنتشر آي تي (Signature-IT) التي من بين عملائها شركات تجارية مثل آيس (Ace) وشِفا أونلاين (Shefa Online) وهوم سنتر (Home Center) وأوتو ديبوت (Auto Depot) وإيكيا (IKEA).

وأكد تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت وموقع "واينت" حصول اختراق ضخم على خوادم شركة سيغنتشر آي تي.

وبحسب "واينت"، فإن الملفات المسروقة تشمل عشرات الآلاف من تفاصيل الموظفين والعملاء وتفاصيل المعاملات التي قامت بها الشركة.

فيما ذكرت يديعوت أحرنوت، أن المجموعة التي أعربت عن دعمها لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" تمكنت من سرقة ملفات بيانات يبلغ مجموعها نحو 16 جيغابايتا، ويبدو أنها سُرقت من قاعدة بيانات المواقع المختلفة المخزنة على خوادم الشركة.

الحرب والذكاء الإصطناعي

 في المقابل، كشفت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، أن الجيش الإسرائيلي يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لشن حرب شاملة في قطاع غزة يستطيع بها تقدير عدد الضحايا المدنيين في القصف، قائلة إن الخوارزميات التي طورتها إسرائيل أو شركات خاصة تعد أحد أكثر طرق القصف تدميراً وفتكاً في القرن الـ21.

ونقلت الصحيفة الفرنسية عن صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي ادعى قيادته ما سماه "حرب الذكاء الاصطناعي" الأولى، باستخدام 3 خوارزميات، هي "الكيميائي"، و"الإنجيل"، و"عمق الحكمة"، وذكرت نظاماً عسكريا آخر تستخدمه يطلق عليه "مصنع الإطفاء".

ويستخدم الجيش الإسرائيلي هذه الخوارزميات لتحليل عدد كبير من البيانات الاستخباراتية وتقدير تأثيرات الخيارات الإستراتيجية المختلفة المحتملة بسرعة.

وذكرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يستخدم أداتين على وجه الخصوص في حربه على قطاع غزة، هما "الإنجيل" و"مصنع النار".

ويهدف الأول إلى اقتراح الأهداف الأكثر صلة بالهجوم، داخل محيط معين. والثاني، يُستخدم لتحسين خطط الهجوم للطائرات والمسيّرات اعتماداً على طبيعة الأهداف المختارة، كما تكون الخوارزميات مسؤولة عن حساب كمية الذخيرة اللازمة، وفق الصحيفة.

وأضافت الصحيفة، أن أنظمة الذكاء الاصطناعي لدى الجيش الإسرائيلي تعمل من قبل مشغلين يجب عليهم التحقق والموافقة على الأهداف وخطط الغارات، مما يعني أن هذه الأنظمة لن تتخذ قرارا مباشرا بإطلاق النار، على الرغم من أن جزءا من العملية سيكون آليا.

وقالت الصحيفة إن خوارزمية "الإنجيل" تأخذ الخسائر المدنية من بين العناصر التي تعتبرها في تحديد أهداف جديدة للقصف.

ونقلت عن وسائل إعلام إسرائيلية مقابلتها لمصدر عسكري، قال إن صواريخهم لغزة ليست عشوائية، وأفاد بأنه "عندما تُقتل فتاة في الثالثة من عمرها في منزل بغزة، فذلك لأن فردا بالجيش الإسرائيلي قرر أن موتها ليس مهما"، مؤكدا أنهم يعرفون حجم الأضرار الناتجة عن قصف كل منزل.

ونقلت الصحيفة عن وسائل إعلام إسرائيلية قولها إن استخدام هذه الحلول التكنولوجية يفسر كيف تمكن الجيش الإسرائيلي من قصف قطاع غزة بهذه الوتيرة المحمومة.

وبحسب أرقام الجيش الإسرائيلي، قصف 15 ألف موقع خلال الـ35 يوما الأولى من الحرب على القطاع، واعترف بأن خوارزمية "الإنجيل" سمحت له تلقائيا بتحديد "أهداف بوتيرة سريعة".

وذكرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي قال إن خوارزمية "الإنجيل" تسجل 100 هدف يوميا للقصف، في حين كان الجيش يضع 50 هدفا سنويا في غزة لقصفهم، ووصف ضباط سابقون بالجيش الخوارزمية بأنها "مصنع اغتيالات جماعية".

Dr.Radwa
Egypt Air