الإثنين 29 ابريل 2024

افخروا بأنفسكم أيها المصريون

مقالات10-12-2023 | 12:08

مع انطلاق الساعات الأولى من السباق الانتخابي في أهم استحقاق دستوري في البلاد وهو الانتخابات الرئاسية 2024 يرسم المصريون عبر رحاب الوطن أروع القصص حيث خرج الناخبون بقلوب تداعبها الأماني والأمل في استكمال حلمهم بدولة مدنية حديثة قادرة على تلبية احتياجاتهم ليعلن المصريون وبقوة تمسكهم بالإيجابية وهي الطاقة التي تضيء الطريق وتغذي السعى إلى نجاح المستقبل.

واصطفت الطوابير رغم الأوجاع شامخة وصامدة في وجه التحديات لتؤكد تماسك الشعب وفتوة قدرته على مواجهة الصعاب بإيمان لا ينقطع بأن لكل ضيق فرجا وأن الليل يسبق الفجر الجديد وبدا الواقفون كأنهم أعضاء في عائلة واحدة يشد  بعضهم بعضًا ويدفع بعضهم بعضا لتحقيق الأهداف المشتركة في حياة كريمة عنوانها التقدم والازدهار ومجددا يعطي المصريون الجميع درسا بليغا في قدرته على الإبداع والالتفاف حول العثرات والشكوك والظنون والمؤامرات والمكائد وأشكال المحاصرة ليجسد حضورهم حبهم العارم لوطنهم الذي يضحون ويعملون بلا كلل من أجله فتناسى الجميع الخلافات والمصالح الضيقة وتسامت في القلوب قيم الحب والعطاء ليتحول الوطن في حركة واحدة تشير إلى أنه  مكان ينبض بالحياة.

أما المقاطعون الغاضبون الذين لا يرون أن الانتخابات هي سبيلهم لتحقيق ما يرونه أصوب فقد نسوا أن الانتخابات هي أهم وسائل التعبير عن إرادة الشعب الملزمون بالخضوع لها والتي يمكن أن تتعارض مع قناعاتهم وليعلم كل شارد أنه قرر مختارا التخلي والابتعاد عن أولى خطوات تحديد مسار المستقبل السياسي للدولة وضيع الفرصة للتأثير وأحبط فرصة ترقية من يظنه قادرا على التعبير عن احتياجاتك ومطالبك.

كما تناسوا أيضا أنه لاسبيل لنيل شرعية إلا بالانتخابات أداة نقل السلطة الشرعية وأنهم بابتعادهم يتركون المساحات خالية أمام نشاط محتمل للتطرف والتشدد وتعزيز دعايات  جماعات ذات أجندات لا تهدأ في مطاردة السلطة للاستيلاء عليها وتهديد التوازن السياسي والاستقرار كما نسي كل مقاطع أنه يضيع فرصته في التأثير الكبير على توجيه السياسات الاقتصادية والاجتماعية بفقدان الفرصة للمشاركة في تحديد اتجاه السياسات التي تؤثر على حياة الناس.

أما الأكثر أهمية في هذا المشهد الملهم للمصريين أمام صناديق الاقتراع فهو أننا استوعبنا الدرس جيدا وأنه مازالت حالة التربص بمصر وشعبها ومستقبله حاضرة في الذاكرة فأراد كل من شارك برأيه أن تكون عملية الاقتراع فرصىة للإعلان عن أننا واعون للتحدي وجاهزون للاختبار مجددا وفي كل مرة سنكون كذلك فقد أصاب المصريون كبد المتربصين في مقتل بمخالفة ما كانوا يحشدون له و يتوقعونه لتبدأ موجة جديدة من خيبة أمل المتربصين وأنهم لم يبرحوا  مكانهم السحيق في عالم لا وجود له إلا في أذهانهم ولا أدري لماذا لا تدفعهم تلك  التجارب شديدة الإيلام مع المصريين إلى محاولة النمو والتطور ومغادرة شرتقة الوهم.

إن الانتخابات الرئاسية 2024 حلقة جديدة ومشهد يحق للمصريين بعده أن يفخروا بأنفسهم ويفرحوا بما أنجزوه بعد أن أعلنوا وبوضوح تمسكهم بإعطاء دفعة قوية للتنمية وبناء مجتمع متماسك ومتقدم بتسطير صفحة جديدة في كتاب فخر الشعوب بتاريخها وعراقتها وقدرتها على قهر التحديات وتجاوز الصعاب فليفخر الجميع بذلك التضامن والتعاون والتفاعل الإيجابي وهو ما لم يكن ليتحقق دون إحساس الناس بأنهم باتوا جزءا من نجاحات مشتركة وتخطي تحديات مصيرية فمن ذا الذي ينكر أن الفخر بالهوية الوطنية وإحراز الإنجازات هما وقود أي قاطرة تتحرك نحو التقدم والبناء بعد أن اتفقت الإغلبية على أن تكون حماية الوطن هو المحرك الرئيسي لهذا التفاعل الكبير وبذلك يكون الفائز الحقيقي في الانتخابات هو الوطن ورفاهيته أما من تخلف عن الركب فلن يجني إلا مشاعر الندم وكم هي مؤلمة خاصة مع فقدان الوقت أو تضييعه في أمور تأكد أنها غير مجدية ليبقى المبتعد عن المشهد غضبا أو احتجاجا حبيس عدم الرضا عن الذات يكابد زيادة مستويات التوتر والقلق وتفاقم الانعزال و الشعور بالعجز .. ودائما أبدا ستحيا مصر ولو كره الكارهون.

Dr.Randa
Dr.Radwa