في مثل هذا اليوم، ولد الأديب الكبير نجيب محفوظ، الذي أصبح أحد أهم أدباء عصره، وكرّمته جائزة نوبل مكرِّمةً مكانته الأدبية والثقافية الكبيرة، وتوّجته ملكا على عرش الثقافة المصرية.
جمعت نجيب محفوظ العديد من المقابلات الصحفية واللقاءات التلفزيونية، ولذلك نشرت «مجلة الهلال» في عام 1970 بعضًا من حواراته الصحفية وأهم آرائه وتصريحاته حول الدين والاشتراكية وحرية النقد وسمات العصر ورؤيته للموت.
الدين والاشتراكية
وقال نجيب محفوظ عن الدين والاشتراكية إنهما من اهتماماته الجوهرية، وإن القوتين تنازعان الإنسان والإنسان لا يملك أن يتجاهلهما.. . وأوضح أن هناك وجهات نظر أخرى بخلاف النظرة العادية التي تدعو لاختيار أحدهما، وأعرب عن أفكاره في قصة "أولاد حارتنا" ووصف الخلود بأنه مجرد حلم مثل الحياة.
حرية النقد
وأضاف نجيب محفوظ أننا نطالب أننا نطالب بحرية النقد المسؤولة والواعية للأديب، فلابد أن نضمن للنقد مثل هذه الحرية.. وأن الالتزام ليس موقفًا مذهبيًا.. بل هو إحساس من داخل الفنان بمسؤوليته تجاه مجتمعه وجيله وعصره.
رسالته للأدباء الجدد
ووجه محفوظ رسالته للأدباء الجدد، قائلاً: "لكي يصبح الأديب معبرًا، يجب أن يفهم عصره ويعيشه ويجربه بقدر طاقته".
وأكدا محفوظ أن الفكر الاشتراكي هو الأرض النابتة التي أستطيع أن أسميها عقيدة عندي.. أما ما عدا ذلك فإنه يندرج تحت عبارة.. البحث المستمر.
وأشار أن واجب الأدب أن ينقد بين نوعين من النقد: نقد للبؤرة لحساب الثورة.. ونقد للثورة لحساب غيرها..
رؤيته للموت
وبخصوص الانتصار على الموت، أوضح محفوظ أن الموت على المستوى العام ما هو إلا جزء من الحياة مثل بندول الساعة، لكنه على المستوى الفردي أبشع مأساة يتصورها الخيال، إنه يجعل الحياة مهزلة لا أكثر ولا أقل، لذلك أعود نفسي على أن أنظر إلى الموت وأفكر فيه على مستواه العام لا على مستواه الفردي، هذه هي وسيلة الانتصار عليه.