"كبار السن وذوي الهمم والنساء بأطفالهم والشباب" في لجان حي المعادي بمحافظة القاهرة، سطروا بأحرف من نور مشهدًا لن يغفله التاريخ، وذلك خلال حرصهم على المشاركة في الاستحقاق الرئاسي 2024، مؤكدين أنها مهمةً قوميةً لا يستثنى منها أحدٌ، وأن طريق الممارسة الديمقراطية يدشنه الشعب، ومن خلاله يحصل على حقوقه كاملةً غير منقوصة.
توكأ على عصاه ممسكًا برقمه القومي متجهًا إلى مقر لجنته الانتخابية بمدرسة الأورمان الفندقية، منذ الثامنة والنصف صباحًا، ليجد رجال الشرطة في انتظاره مقدمين له كرسيًا للجلوس في انتظار فتح باب التصويت في تمام التاسعة، كمال محمود إبراهيم، 71 عامًا، أكد أنه حرص على الحضور منذ الصباح الباكر؛ لإدراكه أهمية هذا الاستحقاق الدستوري، الذي يعد مهمةً قوميةً لا يستثنى منها أحدٌ، وأن طريق الممارسة الديمقراطية يدشنه الشعب، ومن خلاله يحصل على حقوقه كاملةً غير منقوصة.
وقال كمال محمود، إنه لمس بمجرد وصوله إلى مقر اللجنة تعاونًا غير مسبوق سواء من قبل الأجهزة الأمنية التي وفرت له كرسيًا للجلوس وسألته إذا كان يرغب في الحصول على كرسي متحرك لدخول اللجنة، مرورًا بالقاضي الذي استقبله على مشارف اللجنة، وقدم له يد العون للمساعدة في الإدلاء بصوته. وفي مدرسة محمد فريد..
حرص مصطفى محمود السنوسي، 30 عامًا، على الحضور قبل انطلاق التصويت؛ حتى يتسنى له المشاركة قبيل التوجه إلى عمله، قائلا إن الشباب المصري عليه مسؤولية كبيرة تحتم عليه الوقوف بجوار بلده، فلا يوجد أهم من المشاركة في الانتخابات الرئاسية؛ لاختيار من يمثل مصر وشعبها أمام التحديات الكبيرة التي تحيط بالبلاد. وأضاف مصطفى محمود السنوسي، أن الدولة تولي اهتماما كبيرا بإعداد الشباب وتأهيلهم فكريا وبدنيا باعتبارهم الشريحة الأكبر من السكان، والأكثر ديناميكية وقدرة على المشاركة في العمل الوطني .
حاملة رضيعها الذي لا يتعدى عمره العامين، وجدت ضابطة تساعدها على الجلوس حتى يأتي دورها للمشاركة في التصويت بلجنة مدرسة الجبرتي، شهدان وائل سعيد، 33 عامًا، قالت إن رعاية رضيعها لم تمنعها من المشاركة في هذا الاستحقاق المهم، مؤكدة أن للمرأة دورًا مهمًا في المجتمع، وأن النساء تعيش عصرًا ذهبيًا أعاد لها الحياة، بفضل وجود إرادة سياسية تؤمن بتمكين المرأة .
وأضافت السيدة الثلاثينية، أن الدولة بذلت على مدار السنوات الماضية، جهودا موجهة للمرأة، إيمانًا منها بدورها وأهميتها في دعم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للدولة، كما تم ترجمة الحقوق الدستورية للمرأة إلى قوانين واستراتيجيات وبرامج تنفيذية تقوم بها جهات حكومية وغير حكومية .
مرتديًا جلبابًا، تبدو عليه ملامح السعادة، ربيع سيد مجاور، 48 عامًا، حارس عقار من محافظة بني سويف ، حرص على التوجه إلى لجنة "مقر الجهاز التنفيذي لشق التعبان" للوافدين؛ للإدلاء بصوته، قائلا: إنه رغم طبيعة عمله التي تتطلب منه التواجد باستمرار في العقار الذي يحرسه إلا أنه استأذن من قاطنيه؛ للذهاب والتصويت. وأعرب ربيع سيد، عن سعادته بأن الدولة لم تنس المغتربين خارج محافظتهم، ووفرت لهم مقارًا للإدلاء بصوتهم، مؤكدا أنه بذلك لايوجد ما يمنع أحد للمشاركة في هذا الاستحقاق المهم .
إعاقته لم تمنعه من الحضور إلى مقر لجنته الانتخابية في مدرسة مصطفى كامل، ليجد رجال الأمن يستقبلونه ويخصصون أحد الأفراد لمرافقته حتى الإدلاء بصوته، محمد عاطف، 37 عامًا، أشاد بما قدمه له رجال الشرطة وقاضي اللجنة من تعاون منذ وصوله إلى مقر اللجنة وحتى خروجه منها.
وقال محمد عاطف، إن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بأصحاب الهمم؛ لإيمانها بما لديهم من قدرات وإمكانيات، مؤكدا أنه لا يشعر بوجود اختلاف بينه وبين غيره من بني جيله الأصحاء، بل بالعكس يجد اهتمامًا أكبر .
في السياق.. وفي مشهد يدعو للطمأنينة والسكينة، اصطفت سيارت وزارة الداخلية والإسعاف بمحيط اللجان الانتخابية؛ تحسبا لأي طارئ، كما تزينت اللجان بعلم مصر، وشدت فيها الأغاني الوطنية لشحذ الهمم؛ للمشاركة في هذا الاستحقاق المهم . كما شهد محيط اللجان تواجد عناصر منظمات المجتمع المدني والتي منها مؤسسة "حياة كريمة"؛ لتقديم أوجه المساعدة للمواطنين للإدلاء بأصواتهم في سهولة ويسر. يشار إلى أن لجان حي المعادي بالقاهرة فتحت أبوابها أمام الناخبين، في التاسعة صباح اليوم؛ للإدلاء بأصواتهم في اليوم الأول للانتخابات الرئاسية 2024، والتي تستمر على مدار 3 أيام.