الخميس 16 مايو 2024

سلطنة عُمان وسنغافورة.. طموحاتٌ اقتصاديّة واستثماريّة

سلطنة عُمان وسنغافورة

عرب وعالم11-12-2023 | 14:06

سامى الجزار

 تواصل سلطنة عُمان بقيادة  السلطان هيثم بن طارق مدّ جسور التواصل وتعزيز الصداقة والتعاون مع مختلف دول العالم وفقًا للمصالح والمنافع المشتركة، وهو ما تؤكّده زيارة الدولة للسلطا هيثم  إلى جمهورية سنغافورة الأربعاء المقبل بصفتها أول دولة يزورها في جنوب شرق آسيا.

ويسعى البلدان إلى تعظيم الاستفادة من علاقاتهما الوطيدة والصداقة الراسخة حيث شهدا خلال السنوات الماضية حراكًا على مختلف المستويات والمجالات أبرزها السياسية والاقتصادية والثقافية، عكَس رغبتيهما في دفع مستويات التعاون بينهما إلى مزيد من التقدم والتطوير.

وتشكّل التجارة البينية بين سلطنة عُمان وجمهورية سنغافورة نحو 3 بالمائة من إجمالي التجارة الخارجية لسلطنة عُمان بنهاية عام 2022م، وسجل حجم التبادل التجاري حتى نهاية شهر سبتمبر 2023م نحو 576.4 مليون ريال عُماني؛ وفقًا للبيانات المبدئية الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات.

وبيّنت الإحصاءات أن إجمالي الصادرات العُمانية إلى سنغافورة بلغ حتى نهاية سبتمبر الماضي حوالي 521.7 مليون ريال عُماني، فيما وصل إجمالي الواردات من سنغافورة لسلطنة عُمان إلى 54.6 مليون ريال عُماني.

وتمثلت أهم السلع العُمانية المصدرة إلى سنغافورة في منتجات النفط والغاز والميثانول ومواد البولي بروبيلين بأشكالها الأولية، وبعض المنتجات الحديدية والعطور وغيرها من المنتجات الغذائية، فيما تمثلت أبرز السلع المستوردة من سنغافورة في قطع غيار المركبات وزيوت الوقود للمحركات والسفن وزيوت التشحيم وأكسيد الألمنيوم وغيرها.

وبلغ إجمالي عدد الشركات السنغافورية المسجلة في سلطنة عُمان بنهاية عام 2022م أكثر من 24 شركة بإجمالي رأس مال مستثمر تجاوز 55.8 مليون ريال عُماني؛ شملت قطاعات عدّة أبرزها الإنشاءات والتجارة والصناعة والتعدين والخدمات والسياحة والتعليم والنفط والغاز والنقل والاتصالات.

وقال المستشار أنور بن أحمد مقيبل القائم بأعمال سفارة سلطنة عُمان في جمهورية سنغافورة إن الزيارة الرسميّة  للسلطان هيثم بن طارق الى  جمهورية سنغافورة بصفتها أول دولة في جنوب شرق آسيا يزورها، تحمل العديد من الأبعاد أبرزها تقديرُه للعلاقات مع جمهورية سنغافورة الصديقة وتعزيز التعاون على المستويات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها.

وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية أن هذه الزيارة التاريخية تأتي تلبيةً لدعوة رسميّة من فخامة الرئيس ثارمان شانموغاراتنام رئيس جمهورية سنغافورة الذي فاز في الانتخابات الرئاسية في شهر سبتمبر الماضي، كما تحمل هذه الزيارة أيضًا تقديرًا عاليًا من الجانب السنغافوري لسلطنة عُمان حيث يعدُّ السُّلطان  هيثم بن طارق  أول قائد يستضيفه الرئيس السنغافوري.

ولفت إلى أن المباحثات التي سيعقدُها القائدان تطلق حقبة جديدة من مجالات التعاون الثنائي بين البلدين في مسيرة العلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين، خاصةً في مجالات الطاقة المتجدّدة والأمن الغذائي والاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية وتكنولوجيا التعليم والتدريب الذكي والصناعات اللوجستية والنقل البحري كما سيُوقّع البلدان على مذكرات تفاهم تعزّز التعاون الثنائي.

ووضّح أن العلاقات العُمانية السنغافورية شهدت نقلة نوعية هذا العام، حيث قرّر البلدان الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية إلى المستوى الاستراتيجي، فتم الإعلان خلال الحوار الاستراتيجي الأول الذي عُقد بسنغافورة عن رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بينهما وذلك بترقية القنصليات العامة في كلا البلدين إلى سفارات مقيمة ابتداءً من الأول من يناير هذا العام، بالإضافة إلى قيام عدد من الوفود الرسميّة العُمانيّة بزيارات لجمهورية سنغافورة أسهمت في تعزيز حجم التبادل التجاري بين البلدين إذ حقق نموًّا بنسبة 80 بالمائة.

وبيّن أن للعلاقات العُمانية السنغافورية شواهد عظيمة تؤكد على عمق ومتانة العلاقات القائمة بينهما، أحدها شارع مسقط التاريخي الذي يقع في قلب سنغافورة، وسفينة جوهرة مسقط التي ترسو حاليًّا في متحف جزيرة سانتوزا البحري بسنغافورة، ويدلّ احتضان جمهورية سنغافورة هذين المعلمين على التواصل الوثيق والروابط التاريخية والتجارية والثقافية بين البلدين.

وأشار إلى أن إطلاق اسم شارع مسقط تيمّنًا بالعاصمة العُمانية في عام 1909م، هو دليل على عمق وأصالة العلاقات التاريخية بين البلدين، حيث اعتبر ميناء سنغافورة من الموانئ المهمة في طريق الحرير البحري، وكان للتجار العُمانيين والسفن العُمانية دور مهم في التبادل التجاري بمنطقة جنوب شرق آسيا، وجسدت سفينة جوهرة مسقط في عصرنا الحاض…