منذ اندلاع العملية البرية للجيش الإسرائيلي في غزة أواخر أكتوبر الماضي، تكبدت إسرائيل خسائر فادحة عن طريق شبكة الأنفاق التابعة لحماس، فقد نجحت المقاومة في استدراج جنود الاحتلال إلى فتحات أنفاق ملغمة ثم تفجيرها، ناهيك عن اصطيادهم منها والإجهاز عليهم من المسافة صفر، فضلاً عن تنفيذ عمليات خلف الخطوط الإسرائيلية.
ولسنا في حاجة لكي نبرز فعالية شبكة الأنفاق، في الوقت الذي أصبحت فيه مواقع التواصل الإجتماعي تضج بالفديوهات، التي بثتها المقاومة لاصطياد دبابات ميركافا الإسرائيلية، التي تتم عن طريق الخروج من فوهات الأنفاق في الوقت والمكان المناسب.
ومنذ عام 2008 إلى اليوم، حاولت إسرائيل خلال حروبها على غزة بشتى الطرق تدمير الأنفاق، لكن دون جدوى، حيث تمكنت حركة حماس في كل مرة من إعادة بنائها.
وخلال عمليتها البرية الجارية في القطاع، فكرت إسرائيل إقامة نظاماً كبيراً من مضخات الماء؛ لغمر الأنفاق.
إلى ذلك، نقلت نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ ضخ مياه البحر إلى "مجمع الأنفاق" التابع لحركة حماس في قطاع غزة.
وأضاف المسؤولون، أن ضخ مياه البحر في الأنفاق بغزة جزء من جهود؛ لتدمير البنية التحتية لحركة حماس.
وأشاروا إلى أن غمر أنفاق الحركة يمكن أن يستغرق أسابيع، وأنهم قلقون من أن يعرض استخدام مياه البحر لإغراق الأنفاق إمدادات المياه العذبة في غزة للخطر.
في غضون ذلك، قال متحدث باسم وزير الدفاع الإسرائيلي إن عملية الأنفاق سرية ولا يمكن التعليق عليها، بحسب ما ذكرت وول ستريت جورنال.
وفي وقت سابق ذكرت الصحيفة، أن الجيش الإسرائيلي وضع ما لا يقل عن 5 مضخات على بعد كيلومتر تقريباً إلى الشمال من مخيم الشاطئ للاجئين، يمكنها نقل آلاف الأمتار المكعبة من المياه في الساعة وإغراق الأنفاق في غضون أسابيع.
على مسار مواز، حذرت روسيا إسرائيل من الإقدام على ذلك، مشيرة إلى أن هذه الخطوة ستكون جريمة حرب.
وتشير التقديرات إلى أن شبكة أنفاق حماس هي الأكبر في العالم بعد شبكة المنشآت التي بنتها كوريا الشمالية تحت الأرض.
وتشير التقديرات أيضاً، إلى أن شبكة أنفاق غزة تضم 1300 نفق، بطول 500 كيلومتر، وأن عمق بعضها يصل إلى 70 متر تحت الأرض.
وتعتقد إسرائيل أن المقاومة تحتفظ بمن أسرتهم في الهجوم الذي شنته على الاحتلال الإسرائيلي، في تلك الأنفاق، وتستخدمها لتخزين السلاح والغذاء والماء والوقود.
ومنذ 68 يوماً، يشن جيش الاحتلال حرب مدمرة على قطاع غزة، راح ضحيتها 18412 شهيد، فضلاً عن إصابة أكثر من 50 ألف، جلهم من النساء والأطفال.