الجمعة 17 مايو 2024

"قصص تحت الاحتلال".. مسرحية تجسد العدوان الإسرائيلي

أ.د. محمد زعيمة

ثقافة14-12-2023 | 10:30

أ.د. محمد زعيمة

● لم يقدم عرض "قصص تحت الاحتلال" الحرب ذاتها ولكن يقدم صورة لمخلفاتها التي يمكن أن تحطم البشر كما يظهر في الصور المتعددة في المسرحية التي يبدو فيها حصد الأرواح شيئاً عادياً 
● موضوع المسرحية يهتم بطرح قضايا الشعب المترتبة على العدوان بداية من العشاق ومروراً بالإنسان العادي صانع التنك والتلميذ وحتى الفنان والموسيقار
● قدمت لنا مشاهد المسرحية الطفل والشاب والموسيقار، وقدمت أيضاً أحلاما أخرى، هي أحلام بسيطة وإنسانية فهناك حلم الزواج والحب يجمع بين شاب وفتاة
● يعتمد البناء الدرامي فى المسرحية على مجموعة من الحكايات التي تمزج بين الواقع والمسرح بين الفنانين على خشبة المسرح وأولئك المدافعين عن أنفسهم بالحجارة  

 إن العدو الإسرائيلي الذى يحتل أراضي فلسطين هو قمة الفاشية في التعامل مع أصحاب الأرض تأخذه أطماعه نحو إبادة شعب من أجل المطامع. وتأتى مسرحية قصص تحت الاحتلال التي تُقدم منذ بداية الألفية الثالثة وعُرضت في معظم دول العالم وحصلت على العديد من الجوائز منها جائزة المهرجان التجريبي بالقاهرة.. مؤكدة على هذا المعنى.
  في قصص تحت الاحتلال.. وهى عرض فلسطيني إخراج نزار الزعبي وتأليف ارتجالي جماعي فاز بجائزة أحسن عرض بالمهرجان عام 2001. وقدم وما زال في العديد من دول العالم - نجد أن الموضوع يقدم الإنسان الفلسطيني في الأرض المحتلة وأثر الاحتلال والحرب والانتفاضة الفلسطينية عليه ولم يقدم الحرب ذاتها ولكن يقدم صورة لمخلفاتها التي يمكن أن تحطم البشر كما هو الحال في الصور المتعددة في المسرحية التي يبدو فيها حصد الأرواح شيئاً عادياً وهنا كانت وقفة الفنان الفلسطيني محللاً واقعه المعاش فمع "بداية انتفاضة الأقصى كان السؤال -كما جاء في ورقة العرض- "والذي فرض نفسه علينا في مسرح القصبة كيف يمكننا كفنانين مسرحيين أن نشارك في الحدث ونعبر عنه بأدواتنا الفنية ومع تسارع الأحداث الدرامية، أصبحت طقوس الشهادة حدث يومي تحصد فيه أرواح أبناء شعبنا وغدت الحاجة أكبر لخلق العمل الفني الذي يستجيب للحدث ويخاطب جمهورنا الغارق بكافة أشكال وأبعاد الصراع اليومي مع الاحتلال" .
ومع ذلك فالموضوع لا يطرح صراعاً مباشراً مع الاحتلال لكنه يتخذ من نماذج الشعب الفلسطيني محوراً للموضوع فالكل يتأثر سلبياً بالحرب. لذلك فالموضوع يهتم بطرح قضايا الشعب المترتبة على العدوان بداية من العشاق ومروراً بالإنسان العادي صانع التنك والتلميذ وحتى الفنان والموسيقار. كل ذلك في علاقته بالإعلام فالموضوع هو "الإعلام والوضع الفلسطيني، سرد مسرحي لكيفية تحول الفلسطيني إلى مجرد خبر تتناقله وسائل الإعلام"، إنه تحليل للوضع الداخلي لإنسان، بل لشعب يعيش تحت الاحتلال يقاوم ويضرب بالنار لذلك فهو يعيش في حالة حرب دائمة لكنه في النهاية هو شعب مكون من بشر يضحك ويحزن ويموت ويقاوم من أجل حياة عادية خالية من الاحتلال" .
البناء الدرامي في قصص تحت الاحتلال
 يعتمد البناء الدرامي على مجموعة من الحكايات التي تمزج بين الواقع والمسرح بين الفنانين على خشبة المسرح وأولئك المدافعين عن أنفسهم بالحجارة.
فالمسرحية تبدأ من خلال لوحة تجمع الجميع ثم ما تلبث أن تنفصل الشخصيات لتأخذ شكل السرد المسرحي حيث كل مشهد يعتمد على حكاية كاملة واضحة المعالم لكل شخصية رغم صغرها وتكثيفها، إنها بمثابة لحظات في حياة الشخصية لكنها تكثف معاناتها، وتقدم أيضاً من خلال تقنيات الكوميديا. فمثلاً الأب الذي فقد ابنه هنا يصبح هو الشخصية الرئيسية الساردة فهو محور وبطل الحكاية يحكي لنا عن مأساة طفله البريء الصغير الذي كان يحلم بالحياة ولا يشعر بما حوله خرج للمدرسة من أجل التعلم حاملاً براءة الأطفال ومعه حقيبته المدرسية، خرج ذاهباً إلى مدرسته فرحاً بالخروج من المنزل لم يكن الطفل يعلم أنه الخروج الأخير فقد حصدته غارة طائرات الإسرائيليين ولم يتبق منه سوى الحقيبة التي تصبح حاملة كل دلالات العنف الإسرائيلي ضد البراءة الفلسطينية، فالحقيبة ما زالت بها أدوات الطفل الصغير ذو الخمسة أعوام بها كراسة رسم، تفاحة وقد قضمت مرة واحدة، ساندويتش زيت وزعتر ينقص منه لقمة واحدة، قلم رصاص مكسور في مبراه".
إن هذه الأشياء تحمل دلالات ومعاني عميقة.  والأب في المسرحية أصبح سارداً لماضي طفله، وأصبح مذهولاً على حافة الجنون ممسكاً بالحقيبة ومحاوراً لها، مستحضراً من خلالها ابنه فقد تحولت الحقيبة إلى معادل للابن الذي رحل فما بقى للأب من الابن الصغير سوى الحقيبة التي تشهد على براءته وتدين العدوان الإسرائيلي.
فإذا كان الطفل خرج من المنزل دون أن يعي ما سيحدث له حاملاً حلم العلم، وإذا كان الطفل لم يستطع كتابة رسالة محبة للشهداء في أكفانهم فإنه كتب رسالة تحمل حلمه وتحمل أيضاً المسكوت عنه في الحكاية المسرودة لقد كان يحلم بالأمان بل كان رغم صغر سنه راصداً لما حوله وكأنه المراقب للأحداث لكن لم يكن يدرك أن ذلك يمكن أن يصيبه هو لقد عبرت الرسالة عن الطفل واستحضرته 
 
   أصبح الأب هنا -كما ذكرنا- سارداً للماضي وحاضراً في زمنه الحالي وأصبحت الحقيقة وسيلة لاستدعاء الماضي الخاص بالطفل بل عن طريقها يستدعي الطفل ليقدم رسالته للعالم إنها رسالة لم تطلب منهم الرحمة لكنها رسالة تجسد القهر والعدوان رسالة تجعل من خطاب المشهد خطاباً موجهاً إلى العالم أجمع وليس العرب فقط باعتبار أن الكل يقف ساكناً لا يتحرك أمام اغتيال أحلام البراءة. التي تجسدها رسالة الطفل والتي تتحول إلى أغنية وكأنها شعارات ترددها الأجيال على لسان المطرب والملحن وهو نموذج جديد يدخل إلى عالم النص حاملاً حلماً مغايراً وليصبح سارداً جديداً فهو شخصية فنان موسيقار يغني للجميع للسلام والأمان لكنه يشعر بأن أحداًَ لا يشعر به لذلك يطلب أن نبحث عنه. إنه بيننا وأيضاً هو نموذج مغاير للطفل السابق عمرياً فقط لكنه يقع تحت نفس الظروف وتكون نهايته هي نفس النهاية بالغارة يموت، وهو يدرك ذلك لكنه ليس كالطفل لذلك يترك وصيته لكن بعد أن يحذرنا من خلال مجموعة القصائد التي يربط بها بين المشاهد والتي تجعل منه سارداً مستمراً داخل بنية النص حيث أنه يربط بين المشاهد وكأنه المعلق على الأحداث. بينما الموسيقار الكبير يشعر بالإحباط من سكوتنا وسكوت العالم على هذه المأساة الإنسانية، إنه يلقي بقنبلة في وجوهنا يحذرنا وكأنه وهو داخل المأساة يحاول أن يحركنا ليس من أجله ولكن من أجل أنفسنا فكما نرى في الحكايات داخل بنية النص تبدو وكأنها بنية دائرية إذا ما جردناها لوجدنا أنها كلها حدث واحد صراع ضد الاحتلال.  
   وفي مشهد آخر للشاب الفدائي البسيط الذي أدرك أنه لا مفر سوى المقاومة، وهو هنا ليس كالطفل فقد أمهله القدر فرصة العيش حتى أصبح شاباً لكنه رأى أن حلمه في الحرية وهو حلم الجميع لا يمكن أن يتحقق بل يجب أن تكون هناك مقاومة لذلك يقرر أن ينفذ عملية فدائية ولأنه يعرف أن طقوس الشهادة جعلت منهم رقماً وجعلت أخبارهم عادية في الصحف فإنها لا ينتظر منا شيئاً وهو بعكس الموسيقار ولذلك يترك وصيته.
"أن يتوقف لاعبو الطاولة أو الدومينو على المقاهي عن اللعب دقائق قليلة حينما تمر جنازتي عليهم، وأرجو ألا تتزاحموا عند نزول جثماني القبر وأن يطفئ الجميع سجائرهم ولو لدقائق حفاظاً على البيئة وعلى صحتهم ولي رجاء آخر، يجب أن تغسلوني قبل دفني فربما يكون أحد الصهاينة لمس ملابسي ونجسها".
هذه هي وصيته التي تبدو أيضاً خطاباً للمشهد لكنه خطاب يستفز المتلقي دون أن يطلب منه أن يتحرك يجعل المتلقي خزلاناً ويشعر بالخزي لسكوته بينما الشاب يضحي من أجل الحرية التي هي بالطبع كما رأينا عند الموسيقار حرية لنا فالعدوان الصهيوني ليس بعيداً عنا وأطماعه كبيرة.
وإذا كانت المشاهد قد قدمت لنا الطفل والشاب والموسيقار فإنها تقدم لنا أيضاً أحلاما أخرى هي أحلام بسيطة وإنسانية فهناك حلم الزواج والحب يجمع بين شاب وفتاة. 
 
 ويكون اللقاء بين العاشقين هو أول لقاء داخل النص يتغير فيه بنية المشهد من مشهد يعتمد على سارد وبالتالي يقوم على مونولوج ذاتي يسرد فيه البطل معاناته ولكن بطريقته يتحول هنا المشهد إلى مشهد ثنائي تحضر فيه شخصيتان ليصبح المشهد ديالوج حواري بين شخصيتين ولأنه مشهد رومانسي فإن خطاب المشهد أيضاً ومن خلال تقنيات الكوميديا السوداء خاصة في استخدام لغة سواء مرئية أو سمعية متعارضة مع الحالة يقدم المشهد حلم العاشقين تحت مظلة القصف الصهيوني ويعرض المشهد لهفة لقاء العاشقَين كل يحمل للآخر هدية تذكاراً لكن التذكار يحمل في داخله المفاجأة التي تعبر عن الواقع المُعاش ومفرداته فالهديتان رصاصة وقنبلة يدوية إنهما هديتان من أجل الدفاع عن النفس فقد أصبح حلم السلام مستحيلاً وكلاهما مبعد عن الآخر أحدها في قطاع غزة والآخر في القدس والقصف مستمر فأفضل هدية هي ما تجعل الحبيب يستطيع أن يدافع عن نفسه وفي مشهد الشاب عاشق التمثيل يتحول الأمر إلى مأساة كوميدية في محاولة إلى تأكيد أن الصهاينة لا يميزون أحداً ويسعون إلى تدمير كل ما هو فلسطيني فهذا  شاب مسالم يعشق التمثيل سمع عن وصول الممثل العالمي الهندي إلى القدس فسعى إلى مشاهدته على الطبيعة ربما يعمل في الفيلم ولو كومبارس واصطحب ابن عمه يوسف الصغير وهناك شاهد الآلاف عند الأقصى ومن خلال السرد يطرح لنا البطل السارد أمانيه وأحلامه بل يحلق بالحلم ويشعر أنه داخل الفيلم يصور وأن الكاميرا ترصده وتجعله في بؤرتها ويبدأ الفيلم الذي يقوم على معركة يسقط فيها يوسف ويحاول أن يجعله يقف فالرصاص فشنك.. لكن يكتشف الحقيقة أنها كانت زيارة شارون للأقصى والنار التي أطلقت حقيقية، فقدَ فيها يوسف الطفل البريء كما فقدَ الطفل الأول وضاع حلم التمثيل فالواقع مرير.
  وإذا كانت المشاهد السابقة تجمع الشباب فإن المشاهد التالية تجمع بين الكبار وهو العنصر المشترك، لكن جميعهم في حلم. 
   المشهد يبدأ بالتعليم من خلال حديث المعلم لكن يشارك فيه الأطفال ليصبح المشهد حواري لكنه حوار بسيط من خلال لعبة الكلمة والحروف وهنا في هذا المشهد يفضح خطابه المسكوت عنه من خلال مفردات الكلمات المختارة في اللعبة.. هنا يصبح السارد في هذا المشهد هو ذلك الرجل الذي يعمل تكنجي لكنه يكتشف كما نكتشف نحن من خلال سرده أنه محاصر في كل شيء بهذا الصباح حتى أنه أثناء ركوبه سيارة ميكروباص زعق شخص في السائق كي يسرع مطالباً له أن يضغط على التنك والصاجة فآثر الرجل أن يهبط من السيارة ويترجل لأنه شعر أن حياته أصبحت محاصرة بالصاج وأصبح حلمه هو الخروج من هذا الحصار الذي فرضه العدو عليه على الرغم من التقدم العلمي إنه يطرح في النهاية السؤال الإنساني الذي يطرحه كل مشهد معبراً عن خطاب المشهد وسؤاله هنا "مع تقدم التكنولوجيا في العالم لم تختلف هذه الأدوات؟ هل هي علامة من علامات النكبة لا تريد أن تفارق اللاجئين؟ إن هذا الطرح يؤكد الخطاب العام الذي تسعى إليه كل المشاهد وهو الحرية لهؤلاء ورفع العدوان عنهم إنه خطاب تثويري دون أن يبادر بالمباشرة إلى الطلب فهو هنا كإنسان لا يبحث إلا عن التكنولوجيا تلك الكلمة التي يبدأ بها المشهد والتي تنتهي بالمشهد إلى مفارقة ساخرة فهي جرد كلمة يسمعونها لكنها تناقض الواقع المعاش تأكيداً على أن الشعب يعاني منذ القدم، ويقودنا ذلك إلى مشهد يطرح تساؤلاً من خلال سارده وهو من قتل عبدالحسن؟ فهو "شاب قوي ومناضل لم يستطع الإنجليز الإمساك به أو الإيقاع به ومن عادة الاستعمار أن يستعمل كل أدواته للإيقاع بالمناضلين وخاصة الشباب منهم أخيراً وقع عبدالحسن بيد الإنجليز لكن من الذي سلم عبدالحسن إلى الإنجليز؟ لماذا لم يستطع الأب الذي رأى ابنه يقتل أمام عينيه أن يعرف من الذي قتل عبدالحسن؟ إن المشهد من خلال السارد يطرح أيضاً بعد الخيانة ويطرح بعد الماضي أيضاً وكأن الماضي يشابه الحاضر فما فعله الإنجليز يفعله الصهاينة أيضاً يقتلون الأحلام كلها وهكذا تبدو كل المشاهد أحلام يجهضها العدو تجمع بينها فكرة حلم السلام والحياة السعيدة لكنها دائماً مجهدة وبذلك تبدو هذه البنية وكأنها بنية مفتوحة بحيث يمكن الحذف أو الإضافة لأي قصص جديدة وهذا بالفعل صحيح لكن الواضح أيضاً أن تكنيك البناء معقد ومتشابك فليس من السهل تقديم مجموعة من الحكايات المسرودة على المسرح لكن الاعتماد في التكنيك على لحظة صغيرة سريعة يمكن أن تجعل المتلقي يسبح معها في ماضيها وحاضرها من جهة ومن جهة أخرى تبقى حكايتان من القصص تعمل عامل الربط التصاعدي بين هذه المشاهد هو مشهد الرجل الذي يمثل اللاجئون عندما يتوجه إلى الله فهو منذ البداية يخاطبنا بكلمات مأساوية يعبر فيها عن ذاته من خلال أسلوب السرد "نحن أعلم الناس باللجوء والتشرد، بالهجرة وتعدد الوثائق ثم إنه من العبث أن تكون لاجئاً لأرض غير التي شردت منها إلا أنهم سيعيدونك إلى بلدك.. رأيت أن الحلم طال والوثائق كثرت والأجيال بدأت تذبل.. وبعد أن قضى عمره بالدعوى إلى الله لكي يعيده إلى أرضه رأى أن عليه اختيار طريقة أخرى لأنه اكتشف أن الله ليس إلهه فقط بل إله آخرين وعليه حل مشكلته بنفسه".
رغم الإحساس بأن البطل السارد على حافة الكفر إلا أنه يقدم منطق جديد فالله للجميع لكن الإنسان عليه الاختيار بل إن الخطاب يؤكد ثقة البطل في نفسه وفقدان الثقة في الآخر الذي منه المتلقي الذي يسكت وتعمل المشاهد على استثارته وتحريكه لأنه مستهدف أيضاً وليس بمأمن والمشهد الأخير مشهد الفتاة التي تربط بين هذه المشاهد من خلال مشهد الصحف وبشكل كوميدي ساخر تقرأ أخبار الانتفاضة التي أصبحت أخباراً يومية إنها أخبار عادية بالنسبة لنا،  يتحول السرد في هذا المشهد إلى سرد أخبار على طريقة صراع كرة القدم ليصبح موت فلسطيني هو نتيجة واحد-صفر وموت خمسة مقابل صهيوني خمسة-واحد وهكذا ورغم كل هذا الحالة التي تسعى إلى استفزاز الجمهور تأتي النهاية حينما تأتي الغارة المعتادة كمثل التي حصدت روح الطفل في البداية لتحصد روح الفتاة بل والآخرين الذين هم بالفعل كل النماذج التي شاهدناها والتي تعبر عن شرائح عديدة في المجتمع.