الإثنين 29 ابريل 2024

زوجة بدرجة قتيلة

مقالات14-12-2023 | 14:36

بفاجعة لخبر قد يكون معتاد نسمعه بين الحين والآخر، استقبل أفراد المجتمع قتل زوجًا لزوجته بطعنة سكين في قلبها بمحافظة المحلة علي إثر مشاجرة قامت بينهما، وبدون الرجوع لتفاصيل ذلك الخلاف أو الإشارة لكيفية حدوث الجريمة،  في ذلك المقال نحن نسلط الضوء عن قيم ومعتقدات مجتمع تتبدل وتتحول بين طرفة أعين من بيت دافئ أقيم على أساس مودة ورحمة لمكان أقيمت به مذبحة بطلها رب البيت المسئول الأول عن حماية أمن وأمان أفراد عائلته الصغيرة، ذلك الأمان الأسري المبني علي المحبة والرحمة والمودة والألفة، قال جل شأنه "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون".

ومن اللحظة الأولي التي يقرر فيها الذكر والأنثى أن يقيما بيت معًا ليوجدوا به الاستقرار العاطفي والتآلف النفسي ويجد كلًا منهم مع الأخر مشاعره النفسية وحاجاته الضرورية الألفة الأمان الطمأنينة والحنان المودة والوئام مصحوبًا بممارسة كلًا منهم حقوقه في أمن وأمان تلك الحقوق الشاملة لجميع جوانب الحياة النفسية والمعيشية الصحية والثقافية حتي الترفيهية ليعبروا سويًا من ضغوطات الحياة ويعين كلًا منهم الآخر علي متاعبها فهم في مسئولية مشتركة متساوية فيما بينهم لتحقيق توازن أسرتهم واستقرارها بعيدًا عن صراع المراكز واختلاف الأدوار باحترام متبادل وطمأنينة غير مصحوبة بخوف أو تخوين فتلك الزوجة لم تتصور يوم أن ملجئ أمانها حبها الوحيد الذي كانت تغفو كل ليلة وهي بجواره أمنه أن يكون هو قاتلها وأكد أجزم أنه هو أيضًا لم يكن ليتخيل ذلك لكن الندم لن يفيد بعد حدوث الفاجعة.

أن المؤثرات من حولنا ومشاهد العنف والقتل التي باتت تحدث داخل الأسرة وتنشر بتفاصيلها بمانشيتات عريضة وتفاصيل دقيقة باتت ترسخ في عقول أفراد المجتمع صورة ذهنية لأي شجار أنه لن ينتهي إلا بانتصار أحد أفراده بأي طريقة كانت حتي وإن كانت إزهاق روح، وباتت مشاهد القتل تتكرر علي أعيننا في الفضائيات والإنترنت والسوشيال ميديا تلك الأشياء التي بين أيدينا باستمرار جعلتنا نعتاد المشاهد ويحفر في أذهاننا بل ويكون هو رد الفعل المستحضر أولًا في أذهاننا تجاه أغلب المواقف التي نتعرض لها ويكأن تلك هي رده الفعل الصحيحة لتنهار أسر وتكثر جرائم ويقل الأمان ويندثر معه الاستقرار وتختلف القيم بل وتنهار ويحل محلها صراعات فالأسرة لا تتكون للاستقرار بل لتغليب طرف علي الأخر وانتصار ويكأنها ساحة حرب تتصفح منصات التواصل وبرامج التلفاز فتجد البرامج الاجتماعية كلًا يغني علي ليلاه يعطي نصائح وهو غير مؤهلًا لذلك وما بين أنتي كل المجتمع والرجل لا شيء وبين أنت السيد وهي لا شيء تنهال الكلمات التي يأخذها أفراد المجتمع مسلمات يستمدوا ثقافتهم في التعامل سويًا من مكانها الخطأ غالقين كل الأبواب التي يمكن أن تكون مدخلًا بينهم للاستقرار. 

دعوة أن لا نعتاد وأن يكون الخلاف مصحوبًا بفكر وحلول لا بعنف وقتل وترهيب دعوة لأن تستمر الأسرة نواه المجتمع الأمنه ملاذ الفرد وأمانه الوحيد سكنه ومسكنه دعوة للتفكير ولو بالقليل ونقد ما يصلنا ورفضه بالعقل والتفكير لكي لا يرسخ صورة ذهنية معتادة في مواقف نجد أنفسنا نستحضر فيه ردود أفعال بعنف بل وقتل وكأن ذلك هو الحل فلا تعتادوا.

Dr.Randa
Dr.Radwa