تشهد مدينة غزة ، اليوم الجمعة ، يوماً جديداً من التصعيد والاقتتال بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية المسلحة، فيما لا تظهر أي بادرة لوقف وشيك لإطلاق النار في القطاع بهدف رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني الذي يعاني من أزمة إنسانية طاحنة.
وفي آخر التطورات الميدانية، وفيما يتواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنها فجرت منزلا يتحصن فيه جنود إسرائيليون في خان يونس. وقبلها كان الجيش الإسرائيلي قد أكد أن قواته سيطرت على مقر كتيبة الشجاعية.
وقبلها، تجدد القصف الإسرائيلي العنيف صباح اليوم على مناطق عديدة في قطاع غزة، شمالا وجنوبا، فيما أفاد مراسل "العربية" و"الحدث" بانقطاع شبكة الاتصالات والإنترنت بشكل كامل عن قطاع غزة.
كما أفاد بوقوع اشتباكات عنيفة شرق خان يونس، فيما الفصائل الفلسطينية تعرقل تقدم الدبابات الإسرائيلية في الشجاعية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أحد جنوده خلال المعارك في جنوب القطاع، وقال بيان للجيش إن قوات خاصة إسرائيلية انتشلت جثة رهينة كانت محتجزة لدى حماس في غزة. وقال البيان إن القوات الخاصة انتشلت جثة الرهينة الفرنسي الإسرائيلي إيليا توليدانو في قطاع غزة ونقلتها إلى إسرائيل، موضحا أن الأطباء الشرعيين حددوا هويته.
كما أعلن أيضاً العثور على جثتي جنديين إسرائيليين في القطاع، كانا قد أُسِرا خلال هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل. وجاء في بيان الجيش الإسرائيلي: "خلال العملية في غزة انتشلت قوات الدفاع الإسرائيلي جثتي - العريف نيك بازر والرقيب رون شيرمان - وأعادتهما إلى إسرائيل".
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية، الجمعة، بسقوط قتلى وجرحى في غارات إسرائيلية على خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة ليل الخميس وفجر اليوم. وأوضحت الوكالة أن 4 فلسطينيين على الأقل بينهم أطفال قتلوا وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي لمنزل في المعسكر الغربي غرب خان يونس.
وأضافت أن إسرائيل قصفت بالمدفعية عدة أحياء في مدينة خان يونس مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، لكنها لم تذكر أرقاما محددة للضحايا. وذكرت الوكالة الفلسطينية أيضا أن الطيران الإسرائيلي قصف مربعا سكنيا بالقرب من المستشفى الكويتي في رفح جنوب قطاع غزة مما أسفر عن سقوط ضحايا.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، أمس ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 18,787 قتيلا فيما زاد عدد المصابين إلى 50.897.
وأوضح مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، في اجتماعات عقدها في إسرائيل أمس، أن الحملة المكثفة التي تشنها في قطاع غزة يجب أن تنتقل إلى مرحلة أقل حدة خلال أسابيع، لافتا إلى أن هذا ليس موعدا نهائيا وأن الولايات المتحدة تتفهم ضرورة استمرار الحملة "ولكن بشكل أقل حدة".
وأوضحت شبكة تلفزيون "سي.بي.إس نيوز" CBC News، نقلا عن مسؤولين أميركيين قولهما، إن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة أن المرحلة الجارية التي تتضمن ضربات جوية مكثفة وعملية برية ضخمة في قطاع غزة سوف تنتهي خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع وستفسح المجال لشن ضربات على أهداف محددة بدقة.
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" Times of Israel عن سوليفان قوله في تصريحات تلفزيونية ليل الخميس إن الولايات المتحدة ترى أن "الضفة الغربية وغزة يجب أن تكونا متصلتين.. وتحت قيادة سلطة فلسطينية متجددة".
وأضاف "يتطلب ذلك إصلاحا. هناك حاجة لتحديث طريقة الحكم في السلطة الفلسطينية كما يتطلب الأمر مشاركة دول أخرى في المنطقة بتقديم مساعدات مالية وأشكال أخرى من الدعم". وتابع قائلا: "يجب أن تكون الضفة وغزة تحت سيادة قيادة لا تشكل تهديدا إرهابيا على إسرائيل.. ونحن مصممون على ذلك".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال عقب لقائه مع سوليفان إن إسرائيل مصممة الآن أكثر من أي وقت مضى على "مواصلة القتال حتى القضاء على حماس وحتى تحقيق النصر المطلق".
وذكرت حماس في بيان، أنها منفتحة على الجهود التي "تؤدي إلى تشكيل مرجعية وطنية على طريق استرداد شعبنا لحقوقه الوطنية وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس". لكن حماس شددت على عدم التفاوض لتبادل المحتجزين مع إسرائيل إلا بعد توقف كامل للحرب على قطاع غزة.