الأحد 5 مايو 2024

«جين أوستن».. واجهت عقبات في التعليم وأصبحت روائية وكاتبة في هوليوود

جين أوستن

ثقافة16-12-2023 | 15:36

آلاء طنطاوي

تحل اليوم ذكرى ميلاد الروائية الإنجليزية العلمية جين أوستن، حيث ولدت في 16 ديسمبر 1775م، واشتهرت بتأليفها لست روايات توضح فيهم وتنتقد وتعلق على حياة طبقة ملاك الأراضي البريطانيين بنهاية القرن الثامن عشر.

 

اشتهرت جين بعد وفاتها بعدما نشر ابن أختها سيرتها الذاتية وقدمها للجمهور، وتعد من أكثر رواياتها نجاحًا خلال حياتها "كبرياء وهوى"، وكانت تلك ثاني رواية تنشر لها تكشف فيها اعتماد النساء على الزواج السعيد وراء مركز اجتماعي ودخل ثابت.

 

ولدت جين أوستن في قرية أبرشية ستيفنتون في شمال هامبشاير بجنوب انجلترا، في عائلة كبيرة الحجم، ضمت ستة أشقاء وشقيقة واحدة، وبعد عدة شهور من ميلادها وضعتها أمها في رعاية امرأة تعيش بالقرب منهم، لتقوم برعايتها وإرضاعها، كان والدها تابع للكنيسة الإنجليزية الرسمية، ومن عائلة تعمل بصناعة الصوف، وتعد من أدنى رتب في طبقة ملاك الأراضي.

 

وذهبت في سن الثامنة من عمرها إلى مدينة أوكسفورد مع أختها "كاساندرا" لتتعلم على يد "آن كاولي"، ثم إلى مدينة ساوثهامبتون، وكادت أن تموت بعد أن أصيبت بمرض التيفوس، ثم التحقوا بمدرسة داخلية عام 1785، وتعلمت بها الفرنسية والهجاء والخياطة والرقص والموسيقى، وبعد عام لم تتحمل الأسرة تكلفة الدراسة الفتاتين بالمدرسة فعادوا إلى المنزل.

واكملت تعليمها من قراءة الكتب، وساعدها في ذلك والدها واخويها جيمس وهنرى، فكانوا يدلوها على الكتب التي تقرأها، وسمحوا لها بالدخول إلى مكتبة والدها وكتبة صديق العائلة وارين هاستينجر، والتي ضمت مجموعة واسعة ومتنوعة من الكتب، كما قام والدها بإعطائها أوراق غالية الثمن وأدوات للكتابة والرسم.

وتميز أسلوب الحياة في منزل عائلة أوستن بأنه يتمتع بجو منفتح وممتع وسهل وثقافي، وقائم على المناقشة والحديث بين أفراد العئلة، حيث يتم مناقشة الأفكار السياسية والاجتماعية التي تعارضها العائلة.

 

بدأت " أوستن" في نشر كتباتها بدون كتابة اسمها عليها، ولم تحقق كتباهتها سوى القليل من الشهرة أثناء حياتها، وقد نشرت جميع رواياتها الرئيسية ما بين عام 1811م إلى 1818، وحققت روايتها الأولى "العقل والعاطفة" نجاحًا عام 1811م، ثم لقت روايتها الثانية " كبرياء وهوى" عام 1813م رواجًا كبيرًا ونشر منها طبعتين، كما تعد من أشهر وأنجح كتباتها حتى الآن.

 

وفي عام 1814،  كتبت "متنزه مانسفيلد" ولقت نجاحًا كبيرًا ولكن تجاهلها العديد من المعلقين بعد وفاتها، ونشرت رواية "إيما" عام 1815، كما كتبت روايتين إضافيتين بعنوان "دير نورثانجر" و"إفناع"، تم نشر كلاهما بعد وفاتها في عام 1818. وكانت قد بدأت رواية أخرى قبل وفاتها سميت فيما بعد "بلدة سانديتون".

 

وتأثرت جين في كتاباتها للروايات بالشعراء، حيث أحبت عددًا من الشعراء الرومانسيين البريطانيين مثل ويليان ووزدزوورت، وسامويل كولريدج، ولورد بايرون، وقد كتبت خلال فترة "الرومانسية البريطانية" وصولًا إلى " المثالية البيريطانية".

 

ولعبت العروض المسرحية دور في ثقافة جين، حيث أنها منذ أن كانت في السابعة حتى بلغت عام الثالثة عشر، كانت عائلتها والأصدقاء والمقربون ينظمون سلسلة من المسرحيات، مثل مسرحية "المتنافسون": لريتشارد شاريدان، ومسرحية "الطبقة الراقية" لديفيد جاريك، وفي البداية كانت تنضم إلى تلك الأنشطة متفرجة، وفيما بعد صارت  تشارك  بتلك المسرحيات، مما جعلها مصدرًا لموهبة "جين" الفكاهية والساحرة في الكتابة.

وألهمت كتابات جين أوستن خلال القرن العشرين والحادي والعشرين، عددًا كبيرًا من المقالات النقدية والمختارات الأدبية، مما زادت من شهرتها ذلك الحين، وتحولت بعض كتابتها إلى عدة أفلام مثل فيلم "Pride & Prejudice"  عام 1940، وفيلم "Sense and Sensibility" عام 1995، وفيلم "Love and Friendship" عام 2016.

 

وتوفيت جين أوستن عام 1818 بمرض بريل زينسر عام 1816م، بعد أن تدهورت حالتها بتجاهلها لتعبها واستمرارها في الكتابة ومشاركتها في انشطة العائلة المعتادة.