الأحد 5 مايو 2024

المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية: الانتخابات الرئاسية المصرية 2024 شهدت إقبالا تاريخيا

الانتخابات الرئاسية المصرية 2024

أخبار16-12-2023 | 18:20

دار الهلال

كشفت دراسة للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية أن الانتخابات الرئاسية المصرية 2024 شهدت حالة من الإقبال التاريخى والكثيف للمواطنين على مقار اللجان الانتخابية، حيث تشير النتائج التى تم حصرها ورصدها من مختلف اللجان الفرعية والعامة على مستوى الجمهورية أن نسبة المشاركة ستزيد عن 65 %، وعليه هناك عددا من المؤشرات الإيجابية التى تستحق الدراسة والبحث بهدف البناء عليها.

وتطرقت الدراسة إلى أنه يأتى فى مقدمتها الإقبال الشبابى على المشاركة وحرصهم على الظهور بدور إيجابى فى مختلف زوايا المشهد الانتخابى، فتجدهم فى الصفوف الأولى للناخبين، كما كانوا جزءا من منظمات وجمعيات منوط بها مراقبة ومتابعة هذا السباق الأهم، منوهة أن تلك الشواهد تؤكد الاندماج السياسى للشباب فى المجال العام بدوافع من وطنيته وثقافته السياسية ووعيه بتحديات.

وأكدت الدراسة أن المشاركة الشبابية الواسعة فى مختلف الاستحقاقات الانتخابية وعلى رأسها الانتخابات الرئاسية رسالة واضحة من جيل الشباب على “نضجه السياسي” وفهمه للتحديات الوطنية التى سيكون لهم اليد العليا فى حلها، وتعد مؤشر إيجابى لمستقبل مِصر التى تشكل فئة الشباب أكبر فئاتها المجتمعية والتصدر من منطلق أن الشباب الواعى بتحديات وطنه هو المحرك الأساسى فى معادلة التقدم والازدهار.

 

انعكاس جهود تمكين الشباب على المشاركة الإيجابية فى الانتخابات 
 
واعتبرت الدراسة أن اندفاع الشباب للمشاركة فى الاستحقاق الأبرز يأتى نتاج لتضافر العديد من الجهود على مدى العقد الأخير، فبعد ما مرت به البلاد من أحداث فى بداية العقد الثانى من الألفية حتى 2014، فقد سعت القيادة السياسية بعد ذلك لتمكين ودمج الشباب فى الحياة السياسية وفتحت المجال لبناء الكيانات الشبابية ودعمت زيادة الوعى والثقافة السياسية لدى جيل الشباب.

وفى سبيل ذلك كان للدولة عديد الجهود بدءا من مؤتمرات الشباب والتى كان لها دورها فى تعزيز الاتصال السياسى بين الشباب والدولة، ومنصة منتدى شباب العالم التى أعادت للشباب المصرى الثقة الكاملة بقدرته على التأثير فى الأحداث العالمية، بالإضافة للأكاديمية الوطنية للتدريب والتأهيل ودورها فى تنمية الكوادر الشبابية، وهو الأمر الذى انعكس فى زيادة نسب تمكين الشباب فى المناصب التنفيذية والتشريعية.

وذكرت أن الدولة مهدت الطريق أمام شبابها لاستغلال طاقاتهم بشكل إيجابى لتنمية المجتمع من خلال تعزيزها للعمل الأهلى وهو ما تترجمه مؤسسة “حياة كريمة” التى يندرج تحت مظلتها الآلاف من الشباب المصرى بمختلف المحافظات، وإطلاق التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى الذى وحد جهود المنظمات، ويضاف لذلك انفتاح المجال السياسى منذ 2014 والحياة الحزبية حيث ولدت العديد من الكيانات والأحزاب التى وضعت التمكين والدمج السياسى للشباب كأولوية لها كتنسيقة شباب الأحزاب والسياسيين.

كما تم استحداث الدولة لآليات سياسية ساهمت فى تعزيز دور الشباب كآلية ” الحوار الوطني” التى شهدت تواجد شبابى عبر عن تواجد قوى لجيل الشباب فى المشهد السياسى.

 

مرحلة ” إثبات الذات” لجيل الشباب ومشاركة واسعة لهم فى انتخابات الخارج
 
وأكدت الدراسة أنه على الرغم من تشكك الكثير من حجم فهم الجيل الجديد للتحديات الوطنية والقومية إلا أنه أثبت على أنه على درجة عالية من الفهم والوعى والإدراك،  فتجدهم فى الصفوف الأولى من المتطوعين للتبرع لأهالينا فى غزة، كما فى الصفوف الأولى من الحملات والمبادرات الاجتماعية، حريصين على المشاركة السياسية، فلقد كان إقبال الشباب المصرى على الحضور فى الانتخابات الرئاسية معبرا حقيقياً لفهم هذا الجيل لحجم المسؤولية وإيمانه بدوره فيما يمكن اعتباره بمرحلة ” إثبات الذات” للجيل الجديد وتعبير عن رغبة أكبر فى التفاعل والبناء. 

ومن هذا المنطلق وبعد عملية رفع الوعى والثقافة السياسية، خرج الشباب من حالة التقوقع السياسى لمرحلة الاندماج والتفاعل والانخراط الفعلى التى تجعله قادر على ممارسة الأدوار القيادية ولا يمكننا فى هذا الصدد إغفال الإقبال الكبير من الشباب المصرى المقيم خارج القطر المصرى على الانتخابات وحرصه على واجبه الوطنى وحقه الدستورى حتى وهو بعيد عن أرضه متكبداً تكلفة ومشقة التنقل.

وهو ما يكشف الفهم العميق العميق للوضع والتحديات الخارجية والداخلية علاوة على نجاح المؤسسات الوطنية فى الاتصال السياسى بهم من خلال المبادرات واللقاءات المختلفة الممتدة بطول السنوات الخمس الأخيرة.