الجمعة 3 مايو 2024

عاطل بالرغم من عبقريته.. أصغر طالب جامعي في الصين يعاني من البطالة

الطالب

الهلال لايت 17-12-2023 | 13:49

ميادة عبد الناصر

تشانغ شينيانغ  كان طفلا صينيا سابقاً لعمره حيث دخل الجامعة في سن العاشرة وتم ترشيحه لنيل درجة الدكتوراه في الرياضيات التطبيقية في سن السادسة عشرة، لكنه الآن لا يفعل أى شيئ ويعتمد على والديه للحصول على المال.
كان تشانغ متفوقا بالفطرة فعندما كان عمره عامين ونصف فقط، تعلم أكثر من ألف حرف صيني في ثلاثة أشهر، وبحلول سن الرابعة، التحق بالمدرسة الابتدائية.
ولد الصبي في عائلة متواضعة، لكنه استطاع تخطى العديد من المراحل، ففي سن السادسة، كان بالفعل في الصف الخامس، وفي سن التاسعة، التحق بالصف الثالث من المدرسة الثانوية. وعندما كان في العاشرة من عمره، أصبح تشانغ شينيانغ أصغر طالب جامعي في الصين، حيث تم قبوله في جامعة تيانجين للتكنولوجيا والتعليم، وفاجأت عبقريته الجميع، ولكن سلوكه بدأ يتغير مع تقدمه فى السن.
في سن الثالثة عشرة، بدأ تشانغ برنامج الماجستير في بكين، وبينما كان الشباب الذين يبلغون من العمر 16 عامًا يفكرون في الجامعة التي سيتقدمون إليها، كان تشانغ شينيانغ يسعى بالفعل للحصول على درجة الدكتوراه في الرياضيات التطبيقية ويقوم بإجراء المقابلات مع وسائل الإعلام الكبرى، وبعد مرور شهر واحد فقط على فترة عمله في جامعة بكين للملاحة الجوية والفضائية حصل على درجة الدكتوراه، وتصدر الشاب المعجزة عناوين الأخبار حيث قام بتخيير والديه إما أن يشتريا له شقة في بكين، أو يترك دراسته.
وقال الشاب تشانغ في مقابلة تلفزيونية: يريد والداي أن أبقى في بكين، ولو لم يكن لدي بيت خاص فصأصبح مثل هؤلاء التائهين في بكين، فكيف أحصل على درجة الدكتوراه؟، مضيفا أن والديه يجب أن يتحملا مسؤولية توفير بيئة معيشية جيدة له.
كان والدا تشانغ شينيانغ يكافحان لإبقائه في المدرسة، وكان من المستحيل تلبية طلبه. ومع ذلك، لم يتمكنوا من تحمل فكرة تركه لدراسته لأنه حقق الكثير بالفعل، لذلك استأجروا شقة في بكين وقالوا أنهم اشتروها. وكان والد تشانغ أيضًا طفلًا موهوبًا وكان من الممكن أن يكون ضمن الجيل الأول من الطلاب في برنامج ماجستير إدارة الأعمال في جامعة رنمين، لكن عائلته لم تكن قادرة على تحمل تكاليف تعليمه، لذلك فهو يأمل أن يحقق ابنه كل ما لم يحققه.
في ذلك الوقت، تعرض الشاب لانتقادات من قبل الجمهور، لكن ذلك لم يؤثر عليه، بل ضاعف من تصريحاته العنيدة.
وقال الشاب البالغ من العمر 16 عاماً: لقد أنجبني والداي وفرضا حلمهما علي، على أمل أن أحقق ما أرادا تحقيقه في الماضي. وأضاف: "لقد خططوا لحياتي، وحاولوا أن يجعلوني أعتقد أن ما كانوا يقودونني إليه هو ما أردت القيام به."
وأعرب والدا تشانغ عن أسفهما لأنهما دفعاه بشدة، لكنهما كانا يأملان أن يبرر نجاحه أفعالهما. إلا أن الأمور لم تسر كما كانوا يأملون.
اليوم، وصل الشاب النابغة إلى 28 عامًا، لكنه لم يعد الشخص الذي توقعه الكثيرون. ولا يزال يعيش في الشقة التي استأجرها في بكين منذ سنوات والتي يدفع والديه الإيجار لها، وليس لديه وظيفة ويقضي معظم لا يفعل شيئًا. إنه يعتقد أن أسلوب الحياة البسيط هذا هو التعبير الحقيقي عن السعادة وهو راضٍ عن الاعتماد على والديه.
قال تشانغ مؤخرًا عن والديه: إنهم مدينون لي بهذا، الشقة التي لم يشتروها لي قط يجب أن تبلغ قيمتها الآن أكثر من 10 ملايين يوان - ما يعادل 1.4 مليون دولار-.
وأحدثت قصة تشانغ شينيانغ انقساماً في فى الرأى العام الصينى حيث ينتقده البعض بسبب غطرسته وعدم احترامه لوالديه، بينما يستشهد آخرون بحالته كقصة تحذيرية للآباء الذين يدفعون أطفالهم للتقدم بينما ينبغي عليهم السماح لهم بالاستمتاع بسنوات طفولتهم.

Dr.Randa
Dr.Radwa