قال ناظم الشبلي عضو البرلمان العربي وعضو المنتدي العالمى للدراسات المستقبلية، إن العراقيين على موعد جديد لاختيار أعضاء مجالسهم المحلية المعنية بتقديم الخدمات الأساسية لسكان المحافظات الخمسة عشرة التي تتكون منها الخريطة المحلية العراقية، بعدما جرت آخر انتخابات محلية عام 2013، وتم إلغاؤها مع الحراك الشعبى الذى اجتاح مناطق الوسط والجنوب عام 2019، لتظل المحافظات بدون مجالس محلية في حين بقى المحافظون في مناصبهم لإدارة شئون مدنهم بالتنسيق مع الحكومة المركزية.
وأشار إلى أن ذلك أعطى للمحافظين سلطة واسعة في إدارة شئون المحافظة دون وجود رقابة على هذه الإدارة، كما منح الحكومة المركزية كذلك فرصة لإجراء تغييرات واسعة في بعض المدن، بل وصل الأمر إلى تغيير بعض المحافظين دون الحاجة إلى موافقة مجلس المحافظة.
وأشار الشبلي إلى أنه تجرى هذه الانتخابات في ظل حالة من الاستقطاب الحزبى الذى يتحكم في توجهات الناخبين وقراراتهم خاصة مع مقاطعة فصيل عراقى (تيار الصدر) للمشاركة في هذا الاستحقاق، بما يعطى للتيارات الأخرى فرصة لإحكام السيطرة على الإدارة المحلية في البلاد كما نجحوا في السيطرة على بعض المؤسسات السياسية (البرلمان)، الأمر الذى يحتاج إلى قراءة متأنية في مستقبل الدولة العراقية مع هيمنة فصيل على الإدارتين التشريعية والمحلية بما يجعل من الرقابة على الأداء محل استفهام وتساؤل من ناحية، ومحل تقييم للتجربة العراقية على مدار الثلاث سنوات الماضية من ناحية أخرى، وذلك بهدف وضع رؤية حقيقية نابعة من الواقع العراقى تنهض بالدولة وتحسن مستوى الخدمات لدى المواطنين الذين يعانون من مشكلات وأزمات حياتية عديدة.
وأكد أنه من المفترض أن تأتى هذه المجالس للقيام بدورها المنوط به حتى يشعر المواطن بأن صوته أفرز قيادات معبرة عن طموحاته وتطلعاته.