منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم من عام 2014، وقد أولى اهتماما كبيرا ببناء الإنسان والحرص علي تحقيق رخاء اقتصادي واستقرار اجتماعي، ومحاولة إعادة هيكلة الحياة في مصر بما يحقق تقدما ويليق بمكانة مصر وسط دول العالم، وقد كرست الحكومة المصرية جهودها لتحسين جودة الحياة للمواطنين، ومن أبرز المشاريع التي نفذتها الدولة المصرية للمواطنين تأتي مبادرة "حياة كريمة"، والتي أسهمت في تغيير السياق التنموي بمصر، وتحسين صورة الريف المصري بشكل يخدم أكثر من 60 مليون مواطن. حيث بدأت هذه المبادرة بفكرة نابعة من شغف ورؤية الشباب المتطوع والتي حاولت الحكومة وأجهزة الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، خروجها للنور وتواجدها على أرض الواقع.

وأعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات، فوز المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، بمنصب رئيس الجمهورية، بنسبة  89.6%، وجاءت نتيجة الانتخابات الرئاسية 2024 لكل مرشح كالآتي عبد الفتاح السيسي.. 39 مليون و702 ألف و451 صوتا بنسبة 89.6% من الأصوات الصحيحة، فيما حصل حازم عمر.. مليون و986 ألف و352 صوتا بنسبة 4.5% من إجمالي الأصوات الصحيحة، وحصل فريد زهران.. مليون و776 و952 صوتا بنسبة 4% من إجمالي الأصوات الصحيحة، وحصل عبد السند يمامة.. 822 ألف و606 صوتا بنسبة 1.9% من إجمالي الأصوات الصحيحة.

مبادرة حياة كريمة

وأطلقت المبادرة لرئاسية حياة كريمة في 2 يناير 2019، حيث قال حينها: «في مستهل عام ميلادي جديد، تأملت العام الماضي باحثاً عن البطل الحقيقي لأمناء فوجدت أن المواطن المصري هو البطل الحقيقي، فهو الذي خاض معركتي البقاء والبناء ببسالة، وقدم التضحيات، وتحمل كلمة الإصلاحات الاقتصادية من أجل تحقيق مستقبل أفضل للأجيال المقبلة.. ولذلك فإنني أوجه الدعوة لمؤسسات وأجهزة الدولة، بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني، لتوحيد الجهود بينهما والتنسيق المشترك الاستنهاض عزيمة أمتنا العريقة شبابا وشيوخًا.. رجالاً ونساء.. وبرعايتي المباشرة.. لإطلاق مبادرة وطنية على مستوى الدولة لتوفير حياة كريمة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجا خلال العام 2019».

 

ثم تحولت إلى مشروع قومي لتنمية الريف المصرى "حياة كريمة" في يناير 2021، وبعدها إنشاء مؤسسة حياة كريمة بتاريخ 22 أكتوبر 2019 من شباب متطوع يقدم نموذج فريد يحتذى به في العمل التطوعي، وهي مبادرة متعددة في أركانِها ومتكاملة في ملامِحِها تنبُع من مسؤولية وبُعد إنساني قبل أي شيء آخر، فهي أبعدُ من كونها مبادرة تهدفُ إلى تحسين ظروف المعيشة والحياة اليومية للمواطن المصري، فهي تهدف لحفظ كرامة الإنسان وحقه في العيش وان ينعم بحياة كريمة.

كما كان الهدف من المبادرة الاستثمار في المواطن المصري والتخفيف عن كاهل المواطنين بالتجمعات الأكثر احتياجا في الريف والمناطق العشوائية في الحضر وأيضا الارتقاء بالمستوي الاجتماعي والبيئي للأسر المستهدفة، وإشعار المجتمع المحلي بفارق إيجابي في مستوي معيشتهم، وسد الفجوات التنموية بين المراكز والقري وتوابعها، وكل ذلك من اجل تنظيم صفوف المجتمع المدني وعمل كافة مؤسسات الدولة.

وأقام الرئيس السيسي وكل أجهزة الدولة مشروع حياة كريمة، في مراحل متتالية تهدف كل مرحلة إلى استهداف تنمية معينة، فالمرحلة الأولي قد شملت القري ذات نسب الفقر من 70 % فيما أكثر، أي القري الأكثر احتياجا والتي تحتاج إلي تنمية عاجلة وتدخل سريعه من الدولة، أما المرحلة الثانية في المشروع استهدفت القرى ذات نسب الفقر من 50% إلى 70% فهي أقل صعوبة من المجموعة الأولى، والمرحلة الثالثة شملت القرى ذات نسب الفقر أقل من 50% أي حاولت المبادرة القضاء علي الفقر بكافة أنواعه ومراحله ومساعدة كل الفئات المحتاجة التي تحملت فاتورة الإصلاح الاقتصادي طوال السنوات السابقة والتي حان الوقت لسدادها.

 

حياة كريمة في كل مجالات الحياة

 وشملت المبادرة إصلاح حياة المواطنين في كل مجالات الحياة، فعملت علي توفير سكن كريم من خلال رفع كفاءة المنازل وبناء اسقف وبناء مجمعات سكنية في الري الاكثر احتياجا، ومد وصلات مياه وصرف صحي والاهتمام بكافة المرافق، وعلي مستوي الصحة هدفت حياة كريمة إلي بناء مستشفيات ووحدات صحية مجهزة علي اعلي مستوي واطلاق قوافل طبية تقدم من خلالها خدمات صحية من أجهزة تعويضية مثل توفير سماعات وكراسي متحركو وعكازات، كما شملت الخدمات التعليمية محو الأمية وبناء مدارس وحضانات وإرسال كوادر تعليمية لتبني العملية التعليمية.

كما حاول من خلالها الرئيس السيسي توفير فرص عما وخلق تمكين اقتصادي من خلال إنشاء مجمعات صناعية وحرفية، والعمل علي تحسين النظام البيئي في تلك القري من خلال تدخلات بيئية قامت بها المبادرة كجمع مخلفات القمامة والبحث عن سبل تدويرها، ولم تهمل المبادرة الجانب الإنساني التي تهدف إليه في الأساس من خلال تدخلات اجتماعية تشمل بناء الإنسان وتأهيله تستهدف الأسرة والطفل والمرأة وذوي الهمم وذلك من خلال مبادرات توعوية، وحرصت المبادرة علي زواج اليتيمات وتجهيزهم دون وضع أي أعباء عليهم، فلم تترك المبادرة مجال إلا وكان لها دور بارز فيه وذلك بتوجيهات من الرئيس السيسي.

فحياة كريمة ترتكز علي توزيع مكاسب التنمية بشكل عادل بين المواطنين، وتعزيز الحماية الاجتماعية لهم وتوفير فرص عمل لدعم استقلال المواطنين وتحفيزهم علي النهوض بمستوي معيشتهم من اجل انفسهم وأسرتهم علي المستوي الضيق ومن اجل مجتمعهم علي نطاق واسع، وكل ذلك يتم من خلال تضافرجهود الدولة ومنظمات المجتمع المدني وتكاتف كافة أجهزة الدولة للخروج بالنتائج المبهرة التي حققتها "حياة كريمة "والتي ساعدت المواطنين علي العيش بحياة كريمة.

إنجازات حياة كريمة

وتم تقسيم مراحل عمل المبادرة إلى 3 مراحل، المرحلة التجريبية: تشمل حوالي 375 قرية لتخدم أكثر من 4.5 مليون مواطن بإجمالي استثمارات 13.5 مليار جنيه، أما المرحلة الأولى: تشمل 1436 قرية في 53 مركز موزعة علي 20 محافظة ومن المتوقع أن تفيد اكثر من 18.5 مليون مواطن، أما المراحل الأخرى استهدفت تقسيم باقي القري علي مرحلتين المرحلة الثانية والمرحلة التالية.

ووضعت المبادرة استراتيجية خلال الفترة من 2019 وحتى 2023، حيث استهدفت المشروع حوالي 60 مليون مواطن من سكان مصر في كافة أنحاء الجمهورية، مستهدف تطوير 4584 قرية في 175 مركز بإجمالي أكثر من 30 ألف تابع (نجع / كفر / عزبة) من خلال تدخلات مباشرة وغير مباشرة تستهدف كافة مناحي الحياة مع مراعاة الاستدامة، أما التكلفة الإجمالية للمشروع 800 مليار جنيه مصري وقابلة للزيادة.

استهدفت المرحلة الأولى 1477 قرية موزعة على 52 مركز إداري، ويعيش فيها 18 مليون مصري، وقد بلغت استثمارات المرحلة الأولى التي يجري خلالها تنفيذ 23 ألف مشروع بتكلفة تتخطي نحو 350 مليار جنيه، حيث تم تنفيذ نحو 30 ألف مشروع، تم الانتهاء من أكثر من 90% من المشروعات المستهدفة في 8 محافظات، وأكثر من 70% من المشروعات المستهدفة في 7 محافظات، وأقل من 70% في 5 محافظات .

ونجحت المبادرة منذ إطلاقها حتى نهاية 2022 في تنفيذ عدد من الإنجازات، فعلمت المبادرة على إنشاء 495 وحدة صحية ومركزا طبيا، و4 مستشفيات مركزية بمركزي مغاغة وأبو قرقاص محافظة المنيا ومطوبس محافظة كفر الشيخ وشبين القناطر محافظة القليوبية، وكذلك تنفيذ 186 نقطة إسعاف بعدة قرى.

كما نجحت حياة كريمة في إنشاء وتطوير ورفع كفاءة الوحدات الصحية والمراكز الطبية ونقاط الإسعاف المتواجدة داخل القرى، وتجهيزها وتشغيلها بالكوادر الطبية المناسبة بغرض الارتقاء بالمنظومة الطبية بالقرى .

ونفذت حياة كريمة نحو 61 مجمعًا خدميًا في المحافظات وجار تنفيذ 115 مجمعًا لخدمة المواطنين، حيث يضم كل مجمع مقرًا للوحدة المحلية القروية والمجلس المحلي ومكتب التموين والشهر العقاري والسجل المدني ومكتب بريد ووحدة تضامن اجتماعي ومركز تكنولوجي مصغر يعمل كمكتب لهذه الجهات .

ونجحت المبادرة في مجال الكهرباء في تنفيذ مشاريع بتكلفة تقديرية 24.235 مليار جنيه وتضمنت (مباني الموزعات - قواعد أكشاك - محولات - أعمدة الجهد المتوسط والمنخفض)، بينما يجري أعمال صيانة ورفع كفاءة أكشاك المحولات وأعمدة الجهد المتوسط والمنخفض .

وفي مجال مشروعات مراكز الشباب والرياضة، تم تنفيذ وإنشاء 530 مشروعًا مركز شباب منهم 117 إنشاءً جديدا و97 إحلالًا وتجديدا و316 تطويرًا ورفع كفاءة ويجري العمل في عدد 461 مشروع مركز شباب منهم "95 إنشاء - 85 إحلالا وتجديد - 281 تطويرا ورفع كفاءة - تنفيذ أعمال 18 مركز شباب - جار التجهيز لتنفيذ 51 مركز شباب ".

كما تم تنفيذ 160 مجمعًا زراعيًا وكذلك إنشاء وتطوير 127 مدرسة تضم 2311 فصلًا دراسيًا، وإنشاء 51 وحدة طبية ثابتة و175 قافلة طبية متحركة وتنفيذ 3000 حضانة و82 وحدة بيطرية و26 مركز شباب و9 وحدات اجتماعية، كما تم الانتهاء من إنشاء ورفع كفاءة 132 ألف وحدة سكنية، فضلًا عن تركيب 706 خزان صرف صحي منزلي، و130 محطة معالجة، و1680 وصلة صرف صحي منزلي، و1675 وصلة مياه منزلية، وكذلك تركيب 9500 عمود إنارة ورصف 188 كم.