رواية "عناقيد الغضب" للكاتب جون شتاينبك، تدور أحداثها حول عائلة "جود" التي عانت من الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت أمريكا في ثلاثينيات القرن الماضي، مثلها مثل الكثير من العائلات التي عاشت تلك الأزمة.

تركت تلك العائلة بيتها بـ"أوكلاهوما" بعد أن أصابها الجفاف وانتقلت إلى "كاليفورنيا" سعيًا لعيش حياة أفضل، ولكن كاليفورنيا لم تكن الجنة بالنسبة لهم بل كانت تكملة للمعاناة، حيث أنه كان يوجد صراع طبقي بين المهاجرين الذين عملوا بالزراعة وبين ملاك الأراضي، وكانت الشركات الكبرى تسرق كل ما يمكنها أن تضع يدها عليه، وكانت الأجور ضعيفة لا تمكنهم من تلبية أساسيات المعيشة، وتستمر أحداث الرواية في وصف المعاناة التي واجهتها تلك العائلة.

تعد عناقيد الغضب من أهم كلاسيكيات الأدب الواقعي الأمريكي، وحققت تلك الرواية مبيعات كبيرة وصلت إلى 10 آلاف نسخة أسبوعيًا وطُبع منها 430 ألف نسخة بحلول فبراير 1940م، وحصل " شتاينبك" بفضلها على عدة جوائز منها جائزة الكتاب الوطني، جائزة الخيال المفضل، وجائزة  بوليتزر.

كانت عناقيد الغضب أحد الأسباب الرئيسية للجنة نوبل لمنح "شتاينبك" جائزة نوبل في الآداب، وأدرجت مجلة تايم الرواية في أفضل "100 رواية باللغة الإنجليزية"، كما أدرجتها صحيفة الديلي تلغراف في المملكة المتحدة في "100 رواية يجب على الجميع قراءتها"، وتم إدراجها في المرتبة الـ29 من بين "أفضل الروايات المحبوبة في البلاد" في استطلاع قناة بي بي سي 2003 ضمن مسابقة القراءة الكبرى.

جدير بالذكر أن جون شتاينبك ولد في 27 فبراير 1902م، في "كاليفورنيا" لأسرة محدودة الإمكانيات، وفي شبابه عايش الطبقات المكافحة وعانى من الظلم الطبقي الذي ميز المجتمع الأمريكي، حيث عمل سائسًا في حظيرة للدواب وقاطفًا للفواكه في إحدى المزارع والعديد من الأعمال الأخرى قبل أن يتجه للكتابة، كتب "ستاتينبك" العديد من المؤلفات منها، كأس من ذهب، مراعي الفردوس، المُهر الأحمر، البحث عن إله مجهول، وحصل على جائزة نوبل في الآداب عن رواياته وأعماله العديدة، وتوفي في مدينة نيويورك في 20 ديسمبر 1986م.