استعرض الدبلوماسي الأمريكي السابق آرون ديفيد ميلر وجهات نظره حول دعم الولايات المتحدة الثابت لإسرائيل، والتحديات الدبلوماسية المحيطة بالصراع مع حماس في غزة، وذلك في مقابلة حديثة له مع صحيفة "لوموند" الفرنسية.
وتوقع ميلر، المتخصّص في شؤون الشرق الأوسط، في ختام المقابلة، حدوث تحول محتمل في التركيز على القضية الفلسطينية - الإسرائيلية إذا أعيد انتخاب بايدن.
وبدأت المقابلة بالحديث عن العلاقات الدبلوماسية المتوترة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي تجلّت بشكل خاص في المفاوضات الأخيرة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
واعترف ميلر بصعوبة تغيير ديناميكيات الصراع من خلال الوسائل الدبلوماسية، مؤكدا التحديات السياسية التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قبول المساعدات الإنسانية.
وفيما يتعلق بالمناقشات الجارية حول حلٍّ إنساني، أعرب ميلر عن شكوكه بشأن تأثيره المحتمل على الأرض، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لا تستطيع إجبار إسرائيل على زيادة المساعدات الإنسانية بشكل كبير؛ لأن السيطرة على ما يدخل غزة تقع في المقام الأول على عاتق إسرائيل ومصر وحماس.
وأشار إلى أن الحل يكمن في إيجاد آليات مقبولة، ربما مع مصر، لتسريع عملية تسليم المساعدات. وتناولت المقابلة موقف إدارة بايدن، مع الاعتراف بالتوترات الداخلية بين النهج العملي للرئيس بايدن والمخاوف الإنسانية التي عبّر عنها وزير الخارجية أنتوني بلينكن وسفيرة الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد.
وسلّط ميلر الضوء على إنجازات الإدارة في تسهيل المساعدات، وتأمين إطلاق سراح الرهائن، ومنع الضربات الاستباقية من قبل إسرائيل في لبنان.
وأضاف ميلر أنه مع دخول الحرب شهرها الثالث تبدو إدارة بايدن مستعدة لتحمل انتقادات واسعة النطاق من داخل الحزب الديمقراطي، ومن دول المنطقة، ومن المجتمع الدولي، ومن كافة الجهات، إذ يرجع هذا جزئيًّا إلى جو بايدن نفسه، "فهجوم حماس في 7 أكتوبر" أحرج الرئيس فيما يتعلّق بإسرائيل، إضافة إلى ميله إلى التكيّف وليس المواجهة.
وردًّا على أسئلة حول النفوذ الأمريكي المحتمل على إسرائيل، حدّد ميللر ثلاثة خيارات إستراتيجية: أولاً: إبطاء أو منع عمليات تسليم الذخيرة، ثانياً: دعم قرار مجلس الأمن الذي يتناول البعد السياسي للصراع، وثالثاً: إقناع إسرائيل بقبول وقف الأعمال العدائية.
ومع ذلك، شكّك ميلر في فعالية الخيار الثالث، مشددًا على تعقيد الوضع وحاجة الولايات المتحدة إلى معالجة الأسئلة الأساسية حول طبيعة الصراع، والمساعدات الإنسانية، والإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية.
واختتمت المقابلة باعتراف ميلر بالعزلة الدبلوماسية للولايات المتحدة، مع انتقادات من جهات مختلفة، متوقعًا، أنه على الرغم من المعارضة الداخلية والضرر الذي أصاب السمعة الأمريكية، تحوّلًا محتملًا في التركيز على القضية الإسرائيلية الفلسطينية إذا أُعيد انتخاب بايدن، ما يسلّط الضوء على الطبيعة المعقّدة للتحديات التي تواجه سمعة قوة عالمية مثل الولايات المتحدة.