الخميس 16 مايو 2024

في ذكرى ميلاده.. بدر شاكر السياب مؤسس الشعر الحر في الأدب العربي

الشعر بدر شاكر السياب

ثقافة25-12-2023 | 16:39

أروى أحمد

تحل اليوم ذكرى ميلاد الشاعر العراقي  بدر شاكر السياب ، حيث ولد 25 ديسمبر 1926م ،  ويعد واحدًا من أبرز الشعراء في الوطن العربي في القرن العشرين، فهو أحد مؤسسي مدرسة الشعر الحر في الأدب العربي.

الميلاد والنشأة

وُلد «السياب»  في قرية جيكور الصغيرة  والتابعة لمدينة أبي الخصيب في محافظة البصرة، وكان والده شاكر عبد الجبار  مثل معظم سكان هذه القرية يعمل في فلاحة أشجار النخيل، ويعيش في ضيقٍ مادي في بيت العائلة الممتدة، وتزوج الأب من ابنة عمه «كريمة»، وأنجبا الوالدان، ابنيّن آخرين غير «بدر» عبدالله ومصطفى، وبنتًا توفيت هي ووالدتها إثر وضعها في عام 1930م، فعاش «بدر» يتيم الأم وهو في السادسة من عمره.

الدراسة والتعليم

عاش  «السياب» متنقلًا بين قرية «جيكور» وأبي الخصيب والبصرة لتلقِّي علومه الدراسيّة، ثمّ التحق بدار المعلمين في بغداد عام 1943م، ودرس أدب اللغة العربية لمدة عامين، وفي العام الثالث انتقل إلى قسم أدب اللغة الانجليزية، وتخرّج منه عام 1949م حاملا شهادة في اللغة الإنجليزية والأدب الإنجليزي .

مراحله الشعرية

كانت بداياته الشعرية عندما كان شابًا صغيرا، فبدأ الشعر باللهجة العراقية الدارجة، ثم تحوّل إلى الشعر الفصيح محتذيا بشعراء المدرسة الرومانسية، إلّا أنّ شعره لم يتميّز بشيء جديدٍ في تلك المرحلة، ولم يأتي بجديد في بناء القصيدة، وقد أنتج حينها ديوانيّ «أزهار ذابلة»،  «أساطير».

وعند نهاية الحرب العالمية الثانية، ومع دخول ثقافات مختلفة إلى البلاد بدأ «السيّاب» مرحلةً جديدةً من شعره امتازت بغزارة الإنتاج، ألف عدة دواوين شعرية أهمها: «أنشودة المطر» و«المعبد الغريق»، و«منزل الأقنان»، و«شناشيل ابنة الجلبي»، وفي تلك المرحلة بدأ  يبتعد بشعره عن الشعر التقليدي القديم، ويسعى لبناء أنماط جديدة للقصيدة، فأصبح في مقدمة الشعراء المجدّدين في الشعر العربي الحديث.

وفي نهاية الأربعينيات في القرن الماضي،  وضع «السياب» أول قصيدةٍ له بأسلوبٍ جديدٍ من حيث الوزن والقافية افتتح بها مشروعه الحداثي وهي قصيدة «هل كان حبا».

مؤلفاته

 للسياب إرث كبير ومتنوّع،  منه الدواوين الشعرية منها ما نشر في حياته وهي: «أزهار ذابلة ، أساطير، حفّار القبور، المومس العمياء، الأسلحة والأطفال، أنشودة المطر، المعبد الغريق، منزل أفنان، أزهار وأساطير»، ومنها ما جُمع بعد مماته وهي: «شناشيل ابنة الجلبي، إقبال، قيثارة الريح، أعاصير، الهدايا،  البواكير، فجر السلام».

 

وترجم من عالم الشعر غير العربي «الحب والحرب، وقصائد عن العصر الذري عن إيديث ستيول، وقصائد مختارة من الشعر العالمي الحديث وقصائد من ناظم حكمت».

 ومن الأعمال النثرية لبدر شارك السياب :  محاضرة «الالتزام والالتزام في الأدب العربي الحديث» التي ألقاها السيّاب في مؤتمر الأدب العربي المعاصر الذي أقيم في روما مثالًا على هذا النوع من المؤلفات.

 

ومن الأعمال النثرية المترجمة: «ثلاثة قرون من الأدب» الذي صدر في جزأين، ومسرحية الفصل الواحد  «الشاعر والمخترع والكولونيل» لبيتر أوستينوف.

تأسيس مدرسة الشعر الحر

أصبح شعر بدر شاكر السياب العميق الذي حرك مشاعر العشاق شعرًا حرًا لا يلتزم بالبناء القديم ولا الكلاسيكية الشعرية المعتادة ووصف بأنه مؤسس مدرسة الشعر الحر ، حيث أ تى «السياب» بكسر إيقاع الشعر العربي وغيره إلى نصوص خاصة به .

المرض والرحيل

 وفي سنة 1961 بدأت صحة «السياب» بالتدهور،  حيث بدأ يشعر بثقل في الحركة وأخذ الألم يزداد في أسفل ظهره، ثم ظهرت بعد ذلك حالة الضمور في جسده وقدميه، وظل يتنقل بين بغداد وبيروت وباريس ولندن للعلاج دون فائدة.

 وأخيرا ذهب  مؤسس الشعر الحر في العصر الحديث  بدر شاكر السياب إلى الكويت لتلقي العلاج في المستشفى الأميري، و التي قامت برعايته وأنفقت عليه خلال مدة علاجه، وتوفي بالمستشفى  في 24 ديسمبر عام 1964 عن 38 عاما ونُقل جثمانه إلى البصرة وعاد إلى مسقط رأٍسه قرية جيكور .