الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

قصر العينى الآن

  • 23-2-2017 | 10:16

طباعة

بقلم : إيمـــان رســـلان

فى الستينيات وما أدراك ما الستينيات وقف الرئيس جمال عبدالناصر وسط حشد كبير من الجماهير فى أحد خطاباته وقال: «لقد استطعنا أن نبنى السد العالى ورغم ذلك لم نستطع إصلاح قصر العينى».

إذن كان قصر العينى ومنذ أكثر من نصف قرن ويزيد مشكلة مزمنة تؤرق حتى رئيس الجمهورية حتى إنه يخصص جزءا من خطابه فى مؤتمر للحديث عنه وعما وصل إليه.

قصر العينى اهتم به الرئيس عبدالناصر وكل الرؤساء من بعده وحتى الرئيس السيسى الذى قال لنا د.جابر نصار إن السيسى دائم السؤال عنه وعن إصلاحه لتوصيل الخدمة للمصريين.

قصر العينى ليس مجرد كلية للطب ومستشفى تابع لها بل هو ومنذ تم تأسيسه من ١٩٠ عامًا بالتمام والكمال حيث يكمل فى أول مارس القادم عامه ١٩٠ أسسه الوالى وحاكم مصر محمد على فى منطقة أبوزعبل ليكون مدرسة للطب الحديث وجمع له فى عامه الدراسى الأول مائة تلميذ ممن يجيدون اللغة العربية ليلتحقوا به من عشرة أقسام وعين له كلوت بك وهو أحد الأقطاب الفرنسية والأسماء اللامعة فى ذلك الوقت مديرًا له ثم بعد ذلك أطلق اسمه على أشهر شوارع مصر الخديوية تخليدًا لما صنعه لتأسيس مدرسة الطب.

والتى أصبحت بعد ١٩٠ عامًا مدينة طبية كاملة تقبع فى محيط القصر العينى وتطل على النيل فى أكثر من اتجاه حيث إن القصر العينى جزيرة صغيرة وأصبحت هذه «الدولة الطبية المتكاملة» إن جاز التعبير هى ملاذ فقراء ومواطنى مصر من كل بقاع الجمهورية ويتردد عليه ما يقرب من ٢.٢ مليون مريض ويستحوذ بمفرده على ٢٠٪ من الخدمة الصحية أى خمس الخدمة الطبية التى تقدم فى الوطن ومازالت الخدمة المجانية تقدم لـ٩٥٪ من المرضى الذين يترددون على قصر العينى مقابل ٥٪ فقط للعلاج بأجر.

منذ أكثر من عامين يد الإصلاح امتدت لتنتشل قصر العينى من تراكم الأزمات والمشاكل، وقد وضع د.جابر نصار رئيس جامعة القاهرة إصلاح منظومة العمل داخل قصر العينى على رأس أولوياته، بالإصلاح المالى والإدارى والعلمى داخل جامعة القاهرة حينما تولى المسئولية فى أغسطس عام ٢٠١٣، الآن وبعد ما يقترب من أربعة أعوام نستطيع القول إن خطة الإصلاح شملت لأول مرة افتتاح مستشفى مستقل للطوارئ وإكمال مستشفى ثابت للأمراض المتوطنة لتعمل بعد ٨٠ عامًا حيث وضع حجر أساسها فى العهد الملكى حتى جاء د.جابر نصار ومعه كتيبة الإصلاح فى القصر العينى من عميد الكلية د. فتحى خضير والأساتذة والممرضين وأهل الخير والتبرعات يكتبون صفحة جديدة تعيد مجد قصر العينى الذى تم إنشاؤه قبل ١٩٠عاما.