حوار : إيمان رسلان
قصر العينى أضخم مؤسسة طبية فى مصر و٤٠٠٠ عضو هيئة تدريس هم رأس مالنا الحقيقى.. ونُقدم ٢٠٪ من الخدمة الصحية فى مصر
قد لا يعرف الكثيرون أن قصر العينى ليس مجرد اسم كلية أو مستشفى فقط، بل هى مدينة طبية مُتكاملة تخدم كل مصر ويتردد عليها ٢.٢ مليون مريض سنويًا، وتستوعب ٦٤٠٠ سرير.. هكذا بدأ الدكتور فتحى خضير عميد كلية طب قصر العينى حواره مع «المصور».
«خضير» قال إن «قصر العينى بمفرده يخدم ٢٠٪ من الخدمة الصحية التى تُقدم للمصريين، وأقل عدد يتردد على الطوارئ يوميًا هو ٧٠٠ مريض وأحيانًا يتجاوز الـ ١٢٥٠ مريضا.
«د. خضير» أكد أن قصر العينى أضخم مؤسسة طبية فى مصر و٤٠٠٠ عضو هيئة تدريس هم رأس مالنا الحقيقي، لافتًا إلى أن موازنة قصر العينى تقترب الآن من مليار جنيه وبالمعايير العالمية نحتاج إلى ٣ أو ٤ مليارات.. موضوعات كثيرة تحدث عنها «د. خضير» عن وضع قصر العينى على مستوى العالم، وما يقدمه من خدمات للمرضى، ويرد على ما يتردد بشأن شراء أسر المرضى للعلاج من خارج المستشفى، فإلى الحوار:
بلغة الأرقام.. كيف نُصنف قصر العيني؟
أولًا الإجمالى الموجود لدينا ٦٤٠٠ سرير لهذا يُعد القصر العينى أضخم مؤسسة طبية فى مصر، بالتأكيد بجانب أنها الأقدم فهى تستحوذ وتقدم ما بين ١٧٪ إلى ٢٠٪ من الخدمة الصحية على مستوى الجمهورية كلها، ويأتى لنا حالات من كل أرجاء مصر لأن قصر العينى لديه اسم كبير وعلامة جودة باسم الأساتذة بقصر العيني، وهذا هو رأس المال الحقيقى للقصر العينى وعددهم يصل إلى ٤٠٠٠ عضو هيئة تدريس ما بين أستاذ متفرغ وعضو عامل ومدرسين وهيئات معاونة، ويتردد عليها ٢.١٥٠ مليون مريض سنويًا طبقًا لآخر إحصاء فى نهاية عام ٢٠١٦.
وكيف يُمول إذن قصر العيني.. وما هى الموازنة المخصصة له؟
موازنة قصر العينى تقترب الآن من مليار جنيه سنويًا ٦٠٪ منها يأتى من الدولة و٢٠٪ من التبرعات و٢٠٪ من العلاج بأجر أو «الاقتصادي».
وهل هذا يعنى أن نسبة العلاج بأجر فى قصر العينى وصلت إلى ٢٠٪؟
لا على الإطلاق، فنسبة العلاج المجانى ٩٥٪ مقابل ٥٪ فقط علاجا بأجر، ولكن هذه النسبة وهى الـ٥٪، يصل مردودها فى التكلفة إلى ٢٩٪ من موازنة قصر العينى أى ٥٪ من العلاج بأجر، تساهم فى التمويل بجانب ٢٠٪ من التبرعات، أى الإجمالي٦٠٪ من الدولة، مقابل ٤٠٪ من التبرعات والعلاج الاقتصادي.
وكم يحتاج قصر العينى سنويًا لتقديم خدمة صحية؟
إذا تحدثنا بالمعايير العالمية، فنحن نحتاج إلى موازنة سنوية تصل إلى ٣ مليارات جنيه ويمكن أن تصل إلى ٤ مليارات.
يعنى الموازنة الحالية تمول ثلث التكلفة وفق المعايير العالمية؟
نعم تمول حوالى الثلث تقريبًا، ولكن كما يقول المثل «الشاطرة تغزل ولو برجل حمار» أى أننا نبذل جهدنا لمحاولة توصيل الخدمة الجيدة، أو فى حدها الأدنى العالمى وبالجودة المطلوبة، فمثلًا لدينا فى قصر العينى طاقم للإدارة يفهم فى كيفية إدارة المستشفيات، وهو تخصص كنا نعانى من قلته أو ندرته أو عدم وجوده فى مواقع المسئولية.. الآن هؤلاء المتخصصون «أغلبهم من الشباب ومتوسطى العمر» وهم من وضعوا خطة الإصلاح والنهوض بقصر العيني.. فمثلًا كانت من الإجراءات التى ساهمت فى تعظيم دور تقديم الخدمة الصحية هى تقليل فترة «مكوث «و»تواجد» المريض داخل قصر العينى من متوسط عام ٧ أيام إلى يومين فقط، وهذه الخطوة فقط ساعدت على استيعاب وعلاج أعداد أكبر من المرضى.
وكيف تم ذلك؟
عن طريق خطة التطوير والإصلاح، فمثلًا وفرنا عددا من أجهزة الأشعة المتطورة، هذا قلل الفاقد فى استخدام السرير، فمن أكبر المشاكل التى واجهتنى عندما توليت قصر العينى قبل عامين هى خدمة الطوارئ واستقبال الطوارئ، كانت صداعا وأزمة مزمنة، استطعنا بفضل التطوير الإدارى من أن يستقبل مستشفى ونطلق عليها اسم ١٨٥ طوارئ وهى سعته٤٢٠ سريرا وتكلفت ٤٨٠ مليون جنيه، ويتردد على الطوارئ بحد أدنى يومى ٧٥٠ مريضا، ويصل فى أوقات أخرى فى «مشاجرة» أو حادثة إلى أكثر من ١٢٥٠ مريضا، لذلك ساهمت مستشفى ١٨٥ طوارئ فى فك الأزمة داخل أقسام قصر العيني.
ولكن ما زالت هناك شكاوى من عدم توفر الأدوية.. وأن الأهالى يشترونها من الخارج؟
أحب أن أوضح شيئًا مهمًا وهو أننا لا نُنكر أنه أحيانًا نطلب أشياء وعلاجا من المريض، لكنها ليست العلاج الرئيسى الذى بدونه سيتوفى، فمثلًا مستشفى الطوارئ وأقسام السكتة الدماغية الجديدة وغيرها نحن نوفر فيها العلاج بالكامل. فمثلًا الحقنة اللازمة فى وحدة «السكتة الدماغية» لعلاج جلطة المخ فى الساعات الأولى لها أى ما بين ٣ إلى ٤ ساعات، ثمن الحقنة الواحدة ٩ آلاف جنيه ونصرف يوميًا منها طبقًا لمن يصل، ولا علاقة لنا بمستوى المريض أو غيره، فنحن نقدم خدمة طبية أولًا وأخيرًا لأننا لا نستطيع أن نغلق أبواب قصر العينى فى وجه أى مواطن مصري.
وماذا عن العيادات الخارجية والشكوى من عدم وجود الأطباء؟
العيادات الطبية فى قصر العينى عددها ٧٢ عيادة متخصصة تستقبل يوميًا الآلاف من المرضى والتذكرة سعرها ٥ جنيهات فقط لا غير، وبعد لائحة الانضباط التى تم وضعها بالكلية أصبح الحد الأدنى لوجود أعضاء هيئات التدريب ١٢٥٠ أستاذا وأحيانًا تصل إلى ٢٨٠٠ أستاذ، وهذا رقم رهيب إذا ما تم ما مقارنته بأى كلية طب ومستشفى تعليمى فى العالم، وهذه العيادات الخارجية يتردد عليها ٢.٢ مليون مريض سنويًا ، وتم توفير ٧٢ غرفة عمليات داخل قصر العينى ولذلك أنشئت إدارة متكاملة لها اسمها»إدارة العمليات» لكى تدير المنظومة بالكامل - فمثلا لدينا بقصر العينى الآن ١٢٠٠ سرير والمثيل الجامعى ١٢٠٠ سرير، وهذه مجرد أمثلة بجانب مستشفى الطوارئ ووحدة الحروق والوحدات المتخصصة مثل وحدة د.شريف مختار - والمُبتسرين بخلاف أبو الريش والسكتة الدماغية، ولذلك من الطبيعى أن تكون قصر العينى قلعة طبية واسمها مسجل عالميًا وحاليًا تحتل رقم ٢٥٠ فى الترتيب فى العالم، أى نحن مُصنفون عالميًا وهذا تقدم كبير بفضل جهود الإصلاح وجهود الأساتذة.
ما عدد طلاب قصر العيني.. ولماذا ارتفعت مصروفات القسم المتميز هذا العام؟
نحن نقبل سنويًا من مكتب التنسيق ٧٥٠ طالبًا وتكلفة الطالب الواحد طبقًا للدراسة التى تمت بواسطة كلية الهندسة ٥٨ ألف و٤٥٠ جنيها للطالب الواحد، وبالتالى حينما نفتح القسم المتميز وتكون مصروفاته فى حدود ٧٥ ألف جنيهًا، فهذا معناه أننا نقدم مقابل الخدمة التعليمية التى تقدم مع أن تكلفتها الحقيقية بالمستوى الذى تقدم به هى ضعف هذا المبلغ سنويًا، ورغم ذلك نقدم لأكثر من ٦٠٪ من طلبة قصر العينى مُساعدات طلابية لعدد ٥٢٠٠ طالب مصري.
وهل هناك فارق فى التعليم الطبى بين طالب القسم المتميز والعادى أم أنها بدعة؟
لدينا طلب بالفعل كثير وضغط للقبول بالقسم المتميز أولًا لسمعة قصر العينى وأساتذته، وثانيًا أن مصروفاته أقل من مصروفات كليات الطب الخاصة، ونحن لا نتجاوز فنقبل به بنفس مجموع الطلاب بالثانوية العامة من خلال مكتب التنسيق، وهؤلاء أصلًا كانوا يدفعون مصروفات مرتفعة فى مدارسهم الثانوية، لكن لا يوجد تميز فى التعليم، فالامتحان واحد للجميع والشهادة واحدة.