الجمعة 17 مايو 2024

الميزانية تغطى ٣٠٪ من النفقات.. والتبرعات كلمة السر «أبو الريش المنيرة» يلحق بـ«قطار التطوير»

23-2-2017 | 10:56

الأرقام تشير إلى أن مستشفى «أبو الريش – المنيرة»، واحد من أهم المستشفيات فى القطاع الصحى المصري، ومن واقع الأرقام ذاتها، أصبح من الطبيعى أن يخضع المستشفى لعمليات تطوير، تجرى فى الوقت الحالى على قدم وساق، فى خطوة لتحسين مستوى الخدمة التى يقدمها المكان، ورفع كفاءة قطاعاته كافة سواء تلك المتعلقة بالبنية التحتية، أو العناصر البشرية التى لا تدخر جهدا لمواجهة التحديات التى تقف أمامها.

من جهتها قالت الدكتورة رشا عمار «مدير مستشفي الأطفال الجامعي أبو الريش» «المنيرة»: مستشفي أبو الريش «المنيرة» واحد من ثلاثة مستشفيات يتبع أقسام طب الأطفال بكلية طب قصر العيني بجامعة القاهرة ، أبو الريش المنيرة هو المستشفي القديم وسمي علي اسم المنطقة، وتعرض المبني لتصدع في الزلازل، وتم عمل إحلال وتجديد للمبني عام ١٩٩١ وتم التسليم من عام ٩٦ حتي ٩٩، المستشفي طاقته ٢٣٧ سريرا منها نحو ٥٩ سرير رعاية مركزة ، منها أسرة رعاية عامة، وأسرة رعاية متخصصة، فمثلا السكر والغدد ٤ أسرة ، الجراحة ٤ أسرة وستتم زيادتها إلي ستة، النزلات ستة أسرة ، أيضا يوجد ما بين ٣٠ إلي ٦٠ حضانة كرعاية لحديثي الولادة وحسب القدرة علي التشغيل بتوافر التمريض والمستلزمات يرتفع العدد من الـ٣٠ تدريجيا.

وأوضحت أن «المستشفي يستقبل الأطفال من مختلف أنحاء الجمهورية ، ففي العام الماضي بلغ عدد الأطفال المترددين علي المستشفي نحو ٨٠٠ ألف طفل مريض ما بين تردد واستقبال وطوارئ وكل الأقسام، منهم نحو ٧٢٠٠ جراحة متنوعة ما بين أنف وأذن ومخ وأعصاب ليبلغ متوسط التردد اليومي ما بين ٢٥٠٠ إلى ٣٠٠٠ طفل بمختلف الأقسام والتخصصات.

بالنسبة قسم الاستقبال – والحديث لايزال لمديرة المستشفى- يتردد عليه نحو ٤٥٠ طفلا حالات الطوارئ نحو ٥٥٠ مريضا، ليتعدي الإجمالي أكثر من خمسة آلاف مريض يوميا، وفي بعض العيادات يكون العدد فيها كبيرا مثل عيادات أمراض الدم ويتردد عليها شهريا ألفان حالة، وحالات نقل الدم المتكررة نحو ٧٨٠ حالة شهريا لحالات مثل أنيميا البحر المتوسط والأنيميا المنجلية، معدل الجراحات في المستشفي كبير، فيتم إجراء نحو ٣٧٠ حالة جراحة شهريا منها جراحات عامة وأنف وأذن ومخ وأعصاب.

وحول متوسط بقاء الطفل في الوحدات الداخلية، قالت: المدة تتراوح ما بين ٥ إلي ٧ أيام، ترتفع إلي ١٥ يوما في حالات الرعاية، والمدة طويلة لأسباب تتعلق بتعقد الحالات التي ترد للمستشفي وتكون حالتها متأخرة بعدما يكون التردد علي مستشفيات أخرى؛ لكن في نفس الوقت النتائج جيدة.

وتابعت: بالنسبة للعيادات الخارجية توجد لدينا عدد ١٠ عيادات خارجية عامة تعمل ٦ أيام في الأسبوع، ولدينا عيادات أطفال تخصصية وهي عيادة النزلات، الكلي، الأعصاب، وأمراض الدم، الغدد، عيادة الجراحة، وأنف وأذن وحنجرة، أما بالنسبة للأقسام الداخلية فيوجد ثلاث وحدات أطفال عامة سعتها ٩٥ سريرا، المبتسرون وحديثو الولادة، وحدة طب وزراعة الكلي، وحدة أمراض الكلي، وحدة أمراض الدم، وحدة زرع النخاع، الجهاز الهضمي، غدد وسكر، الجراحة، الأعصاب، رعاية مركزة ، الاستقبال والطوارئ، العمليات والجراحة، المعمل الرئيسي بكل أقسامه، وقسم أشعة وموجات فوق صوتية ومناظير الجهاز الهضمي، من الوحدات المميزة في المستشفي أيضا وحدة زراعة الكلي، فخلال الثلاث سنوات الماضية تم إجراء نحو ١٢٠ حالة زرع كلي للأطفال بمعدلات نجاح عالية.»

وواصلت حديثها: «المستشفي يضم نحو ٥٧٠ من إداريين وعمال وفنيين وتمريض وصيادلة، التعاقدات نحو ٢٠٠، ٤٥ طبيبا مقيما ،٣٧٠ عضو هيئة تدريس، بالنسبة للتمريض فعددهم نحو ٢٢٠ ممرضة علي قوة المستشفي والعدد الفعلي لمن يمارسن العمل ما بين ١٤٠ إلي ١٥٠ ممرضة، ونحتاج لمضاعفة العدد إلى أجور إضافية يتم توفيرها من خلال التبرعات؛ لأن مشكلة التمريض أزمة في كل المستشفيات والحل في فكرة التكليف، فمثلا المعهد فني التمريض يقضي فترة سنة أو سنتين في قصر العيني مثل تكليف وزارة الصحة».

وفيما يتعلق بميزانية المستشفى، أوضحت «د.رشا» أنه « تبلغ الميزانية نحو ٢٠ مليون جنيه في صورة بنود محددة، وبالتأكيد هي غير كافية، وتغطي نحو ٣٠ ٪ من إجمالي المنفق، ونسبة ٧٠ ٪ تتم تغطيتها من خلال التبرعات، وغالبا تكون التبرعات إما عينية في صورة أدوية أو مستلزمات طبية، أو في صورة الإنفاق علي مشروعات معينة، ومن بين المشروعات ففي عام ٢٠١٦ تم افتتاح وحدة الطوارئ الجديدة، وتضم أجهزة حجز لتلقي العلاج لمدة ٢٤ ساعة لو تحسنت الحالة تخرج ولو لم تتحسن يتم حجزها، أيضا إحلال وتجديد وحدة أمراض الدم برعاية بنك بلوم، أيضا إحلال وتجديد وحدة الرعاية المركزة القديمة بالدور السابع».

وأكملت: سيتم بدء خطة التجديد حيث تم انتهاء كل الإجراءات والاعتمادات المالية، وهناك أيضا مشروع زيادة غرف العلميات من ٣ إلي ٦ غرف عمليات، وتطوير رعاية الجراحة برعاية البنك الإفريقي مؤسسة «وفاء لمصر» وجارٍ إنهاء المراحل النهائية ومتوقع افتتاحها بنهاية فبراير الجاري، أيضا وحدة داخل الكلي سيتم تجديدها ومتبرع بها مؤسسة خيرا زاد، وهناك المشروع الكبير للقرية الفرعونية حيث تبرع الدكتور عبد السلام رجب بنحو خمسة ملايين جنيه لنقل العيادات الخارجية العامة الموجودة في الدور الأرضي للمركز الطب الوقائي «المستشفي الثالث لأبو الريش «، بحيث يكون المبني كله عيادات في إطار إعادة توزيع العيادات بين مباني المستشفي بحيث يتبقي في مبني المنيرة العيادات التخصصية التي لها وحدات بالمستشفي، ومتوقع تحسين ظروف استقبال المرض.

وأكدت أيضا أن كل هذه المشروعات الاتفاقيات مع المتبرعين تم توقيعها مع الدكتور فتحي خضير عميد الكلية والدكتور جابر نصار رئيس الجامعة، وجارٍ عمل الرسومات الإنشائية وكثير منها بدأ منذ النصف الثاني من العام الماضي، وهذا يعكس الاهتمام والدعم من قبل المسئولين، سواء الدعم في التخطيط وسرعة الاستجابة للمتبرعين، او الدعم الإداري والفكري ودعم للنجاح وتذليل العقبات وسرعة إنهاء بعض الإجراءات، أيضا دعم مادي من خلال توفير جهاز رنين مغناطيسي وسيكون في الياباني، وكذلك موافقة الدكتور جابر نصار رئيس الجامعة علي دعم وحدة الأشعة بمستشفي أبو الريش المنيرة بتكلفة تبلغ ١٠ ملايين جنيه وتم تخصيص المبلغ، أيضا إحلال وتجديد الصرف الصحي بتخصيص مبلغ من الجامعة يبلغ نحو ٥ ملايين جنيه، ومتوقع أن ينفذه جهاز الخدمة الوطنية، كل هذا الاهتمام منذ سبتمبر الماضي أحدث فرقا كبيرا وظهر في زيادة معدل التبرعات التي ساهمت بشكل كبير في توفير الأدوية والمستلزمات.

بالنسبة لمشروع تطوير مستشفي أبو الريش قالت: شكل الدكتور فتحي خضير، عميد كلية الطب لجنة لإعداد مشروع لتطوير مستشفيات أبو الريش ٢٠٢٠ ، وهو مشروع متكامل وكما يظهر في صور مبهجة مراعاة للحالة النفسية للأطفال، فعلي الأقل الشكل العام يكون مناسبا للأطفال، والتطوير يشمل محاور عدة منها تطوير الإنشاءات والبنية التحتية وشبكات الغازات وهنا تبرع الجيش بالتكييف المركزي، وخلال فترة قصيرة سيدخل الخدمة، ويشمل الأجهزة، والمستوي الطبي وتحديدا العامل البشري من خلال التنمية البشرية.

وفيما يتعلق بالمدة الزمنية للتطوير، قالت: الخطة مخطط لها ثلاث سنوات للمستشفيات وهذا يرتبط بتوفر التبرعات، الخطة ركزت علي عدم توقف العمل بحيث يتم التطوير بالتنسيق بين المستشفيات الثلاثة، إحلال وتجديد للأجهزة، كما أن التطوير يشمل زيادة أسرة كما هو مقرر في أبو الريش المنيرة، وفي أماكن أخرى لن تزيد عدد الأسرة، لكن ستتم زيادة الطاقة الاستيعابية من خلال تقصير الدورة السريرية لبقاء الطفل في المستشفي وتحسين الأداء بالكفاءات الطبية والتجهيزات، وهذا في حد ذاته سيساعد في خدمة عدد مرضي أكبر وفي نفس الوقت نتائج أفضل وفي فترة زمنية أقصر، وبالتالي تقل التكلفة بقصر مدة بقاء المريض.

مديرة مستشفى «أبو الريش»، أنهت حديثها بقولها: الخطة تم الانتهاء من وضعها وتسلمتها الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن، للتنسيق مع الجمعيات الأهلية التي تجمع تبرعات لصالح أبو الريش ، ومشروع تطوير مستشفيات أبو الريش تكلفته نحو ٥٠٠ مليون جنيه، والمشروع يمثل حلما لأطفال أبو الريش؛ حيث تحويل المستشفيات لتقديم خدمة طبية تليق بمستشفي به كم الاستشاريين والأساتذة وكم البحث العلمي، والحلم؛ لأنه أهم مستشفي للأطفال في مصر والشرق الأوسط والعالم العربي يليق به أن يكون مميزا ويستقبل مرضي من فلسطين وليبيا والسودان.

من جهتها قالت إيمان عبده، «رئيسة التمريض بالمستشفي»: نقص التمريض مشكلة متكررة في كل المستشفيات تقريبا، ونواجهها بالإضافي، ونظام العمل مقسم الشفت ١٢ ساعة ،المقابل لـ«الشيفت الليلي» نحو ١٧٥ جنيها ، و١٥٠ جنيها لليوم مثل الجمعة لا يقسم لشفتين، وهذه مبالغ أقل منها في القطاع الخاص لذا يتجه البعض للعمل الخاص، وكذلك للسفر، والمشكلة الأخرى أن التعامل مع الأطفال يحتاج لتعامل خاص، ونجد كثيرات لا يفضلن هذا التخصص لأمور تتعلق بالخوف علي الطفل أو صعوبة التعامل معه