الخميس 27 يونيو 2024

«الإنسانية أولا»: شعار ملائكة الرحمة فى قصر العينى

23-2-2017 | 10:59

تقرير : أحمد جمعة

 

هموم كثيرة على أبواب «ملائكة الرحمة» صاحبات البالطو الأبيض، أشهر هذه الهموم العجز فى عدد الممرضات، وضعف بدل العدوى، وبدل التغذية.. «الإنسانية أولًا».. هكذا تقول اللافتة التى تقبع خلف مكتب منال سعد مدير عام التمريض بقصر العينى، فهل هذا هو الواقع الفعلى للتمريض فى مصر؟، ولماذا إذن الشكوى؟.

أجابت «nurse» منال قائلة: أحيانا الشكوى تحدث لأن هناك ضغطا كبيرا على التمريض فى قصر العينى، فعددنا ٢٧٥٣ ممرضة فقط، تخدم ١٤ مستشفى بقصر العينى ونعانى عجزا كبيرا يصل إلى ألف ممرضة سنويا، مع ملاحظة أن قصر العينى بأكمله يحتاج إلى ٩٠٠ ألف ممرضة طبقا لما قاله د. فتحى خضير عميد الكلية.

مضيفة: هذا العجز يتم تغطيته عن طريق عقود «برايفيت»، والاستعانة بأطقم تمريض عن طريق نقابة التمريض، ويتم دفع فلوس لتغطية هذا العجز، لافتة إلى أن «العجز يؤدى أن الممرضة تكون مسئولة عن أكثر من مريض، ومن المفترض أن تكون ممرضة لكل ٢ مريض فى الرعاية المركزة والحضانات، وفى الأقسام العادية ممرضة لـ ٨ مرضى، وفى الطوارئ والجراحة ممرضة لـ ٦ مرضى، لكن على أرض الواقع، فهناك ممرضة واحدة لكل ١٥ مريضا فى الأقسام العادية، وممرضة لكل ٣ مرضى فى الحضانات والرعاية، وهذا مجهود كبير عليهم، ولذا خاطبنا وزارة الصحة لإمدادنا بممرضات من الطلبة، وكليات التمريض يتم توزيعهم عن طريق الوزارة ونحصل على ٥٠٪ من العدد فقط.

والأزمة فى نقص التمريض تعود أيضًا إلى نظام التكليف الذى يسمح للممرضات باستلام عملهن ليوم واحد فقط، ثم تحصلن على إجازة ليعملن فى الخارج، حسبما تقوم منال سعد: «التمريض من البلاد وبعد شوية يتم تعديل التكليف وهذه مشكلة كبيرة، والمشكلة فى المُكلفات لأنهن يأتين يستلمن العمل، لحجز وظيفة، ثم تحصل على إجازة وتعمل فى الخارج، موضحة نتخذ الإجراءات القانونية ضدها، تأتى تستلم يوما واحدا فقط، ثم تنقطع مرة أخرى مضيفة: لابد من تعديل قانون التكليف، ولابد أن يعمل عامين للعمل باستمرار، وأغلب التكليف يقوم بهذا الأمر، أبلغنا هذه المشكلة لوزير التعليم العالى السابق سيد عبد الخالق».

وتؤكد سهير أبو الفتوح، وكيلة مدير عام التمريض بمستشفيات جامعة القاهرة، أن الممرضات يحصلن على عدة دورات تدريبية وهناك المهارات التمريضية يحصل عليها كافة أطقم التمريض، ولدينا قسم للتدريب، وهناك برامج موجودة فيها مثل برامج الرعاية وحديثى الولادة، والعمليات، وبرامج كيفية استقبال المريض وحسن التعامل معه، وهناك خطة سنوية كاملة للتمريض، ومن بداية تعيين كل ممرض يتم إعطاء دورات لأطقم التمريض عن طريق د. داليا صفى الدين مسئولة عن التمريض ونساعدها فى ذلك، وهناك دورة تدريبية فى وحدة شريف مختار حصل عليها ٩٨٦ ممرضا وممرضة «CBR» إنعاش القلب الرئوى والتنفس.

وبطبيعة الحال لا يخلو الأمر من بعض المشاحنات بين أهل المرضى وأطقم التمريض، تشرحها «أبو الفتوح» بالقول إنها فى الأغلب تكون داخل قسم الطوارئ، لأن المريض قد يكون فى حالة حرجة، وأهل المريض يحتاجون للاطمئنان عليه، وبالتالى يكون هناك احتكاك بين الأمن وطقم التمريض مع أهل المريض، كما أن الخطوات التمريضية لا يجب أن تحدث أمام أهل المريض لأنهم قد يفهمون أمورًا خاطئة، ولسهولة حركة الأطباء داخل غرفة الإنعاش خصوصًا.

راتب أطقم التمريض إحدى الأزمات التى يعانون منها، لكن رئيس التمريض تؤكد كثيرًا بعد تطبيق الكادر بدأت المرتبات تتحسن، كما تم زيادة المقابل المادى للمتعاونين وهذا يشجع التمريض، مضيفة: «هناك عدة أنظمة لعمل أطقم التمريض، من ٨ صباحًا إلى ٨ مساءً، ومن ٨ مساءً لـ ٨ صباحا اليوم التالي، ونظام آخر من ٨ صباحًا إلى ٢ ظهرًا، ومن ٢ ظهرًا لـ ٨ مساءً، وهناك وحدات بنظام اللونج داي، وهذا النظام مريح بالنسبة لهم ولديهم إمكانية للعمل فى أماكن خارجية لتحسين الدخل».

فارق كبير بين التمريض عام ١٩٩٢ وهو العام الذى شهد تخريج «منال وسهير»، وبين ما يشهده قصر العينى الآن، تقول مديرة التمريض «الفارق بين التمريض فى الماضى والآن، أن هناك تقدما ورُقيا كبيرا، بفضل الدورات التدريبية، وكنا نطبق فقط ما ندرسه فى الكلية وكانت مشكلة بالنسبة لنا، وبدأنا نعلم التمريض ما درسناه، وقد سافرت إلى اليابان ٦ أشهر تدريبا وتعلمنا من الممرضات اليابانيات. هناك عجز فى التمريض فى اليابان كذلك، لكن تمريضنا شاطر، والناحية الإنسانية تغيب بشكل كبير عن التمريض الخارجي».

لا تنكر مسئولتا المريض داخل قصر العينى أن أزمة قد حدثت فى نقص المستلزمات خلال الفترة الماضية، لكنهما تؤكدان أنه قد تم حلها بعد شراء مستلزمات خلال الأسابيع الماضية. تقول منال «فى الفترة الأخيرة كان هناك نقص، لكن تم تغطية هذا العجز، وتم شراء جوانيتات وكالونات وخلافه».

بدل العدوى والتغذية أحد المطالب التى ينادى بها مسئولو التمريض، حيث تقول سهير «كل أطقم التمريض مدرب على برامج مكافحة العدوى، ويحصل على شهادة بذلك نسبة تعرض الممرضات للعدوى، ولكن هناك نسبة إصابات، وبدل العدوى غير كاف ونطالب بزيادته بجانب بدل العدوى، وكذلك بدل التغذية».

وتطالب زينب كمال رئيسة تمريض مستشفى قبلي، بزيادة عدد التمريض «علشان كل ممرضة تدى المريض حقه، علشان أعرف أحاسبها، ومريض السكتة الدماغية أهم مريض فى القصر العينى كله، والضغط كله على الممرضة لأن المريض فاقد الوعى وغير مسموح بتواجد أهله،وأن يتم النظر للمرضة أكثر من ذلك، ولا نهدر حق المريض، وأى مريض زى والدها».

تؤكد «كمال» أن تمريض الرعاية المركزة عليه ضغط كبير بالقول «التمريض العادى فهو أولا وأخيرًا واع ومعاه مرافق يساعد التمريض، ممرضة الرعاية لا يساعدها أحد وأتلاشى أن يحدث له قرح فراش، ومن المهم أن يكون تحت الرعاية باستمرار»، موضحة أنه عند شفاء المريض تكون أكبر مكافأة لنا، وتربطنا قواعد وقوانين والرعاية الجيدة تتطلب توفير أطقم تمريض و»بنحط نفسنا» مكان المريض، متذكرة فرحتها بشفاء «المريضة سارة.. وعم خلف» بعد ٣ أشهر من استمرارهم بالرعاية المركزة.

العجز فى التمريض هى نفس القضية التى ذكرتها الممرضة رضا محمد رشاد، حيث قالت «أعمل فى الرعاية المتوسطة، وهناك ضغط على الممرضة حاليًا، حيث تكون مسئولة عن المريض من الألف إلى الياء على اعتبار أنه فى الرعاية وغير قادر على تلبية احتياجاته، والمريض نايم فى السرير والعائد المادى قليل والعائد المعنوى فى بعض الأحيان يشجع أطقم التمريض على العمل».

تُضيف: «نهتم بالإنسان ونعتبر المريض «أمى أو أخويا أو أبويا»، وهناك ألفة مع المريض، نضع أنفسنا مكان أهل المريض ونقدر شعورهم وخوفهم فى هذا التوقيت، قصر العينى أفضل من الخاص أكثر من مرة، وأغلب من يعمل فى الخارج يكون فى الأساس يعمل ومتدربا فى القصر العيني».