تتواصل المأساة التى يعانى منها الأشقاء الفلسطينون من غزة بعد أكثر من شهرين بسبب العدوان الأسرائيلي المتواصل على القطاع .
ومن داخل المستشفى الميداني الفرنسي المقام بالعريش تتجسد المآساة في شكل صرخات وبكاء لجرحى لا ذنب لهم وأطفال لا ناقة لهم ولا جمل فقدوا أهاليهم كما أطرافهم .
أم ماهر" سيدة فى العشرينات من عمرها فقدت زوجها بعد أن قصف منزلهم.."أم ماهر" تركت بناتها ومن بينهم رضيعة ذات عام واحد لترافق ابنها ماهر فى رحلة علاجه بالمستشفى الميداني الفرنسي المقام على متن حاملة المروحيات "ديسكمود" التى ترسو بميناء العريش بعد ان فقد "ماهر" الطفل ذى السنوات السبع قدمه التى بترت اثر القصف .
وقالت "أم ماهر" - لموفدة وكالة انباء الشرق الاوسط من داخل المستشفى الميداني انه يوم القصف الذى كان المنزل حيث تواجدوا كانت ترقد مع بناتها واستيقظت على اصوات النيران وصرخات الجيران، بينما كان يرقد ماهر مع والده الذى استشهد يومها ولكنها لم تجد ماهر فى المنزل حيث طار جسده من شدة القصف على المنزل المجاور ليفقد احد قدميه .
"كان بالبيت الذى كنا بداخله ٦٦ شخصا ولم يخرج منه اثر القصف سوى ١٦ فقط والباقي ما بين شهيد وجريح"، بدموعها روت ام ماهر الماساة واليوم الذي غير حياتها.
وتابعت" نعيش كابوس.. القصف في كل مكان.. هدم منزلنا.. وفقدت وزجى.. تشتت أبنائي.. نحن مدنيون ولسنا بمقاومة او مجاهدين.. أمنيتى أن اعود الى وطنى ورؤية بناتى الذين حرموا من والدهم، حتى لو نعيش فى خيمة"..مناشدة جميع الدول العربية ان تدعم أهالى غزة.
وأضافت أن ولدها الحق بالعناية المركزة بالمستشفى الأورويى بغزة حيث كان فاقدا للوعى، وذلك قبل نقله الى العريش بالمستشفى الفرنسي أذ انه يحتاج الى طرف صناعي.. مشيدة بما لقته من جانب السلطات المصرية من حسن استقبال عند معبر رفح وحتى وصولها الى المستشفى الميدانى بالعريش.
ماهر الطفل الفلسطينى يجلس داخل المستشفى على مقعد متحرك بعد ان تم بتر قدمه ولكن الابتسامة لا تفارق وجهه قال بينما يمسك بكرة قدم فى يده" بدى ألعب كرة مع رفاقى أمام منزلي.. حرمت من أبى.. وبدى أعيش مع أخواتى".
ماهر تتلخص امنياته فى العودة الى وطنه على قدميه وان يكون بطلا رياضيا فى كرة القدم، ولكن الاحتلال الاسرائيلى حرم هذا الطفل من حلمه كما حرمه من والده .
لم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة للطفلة سادين ذات العامين التى تجلس ايضا على مقعد متحرك بعد اصابة قدمها.. سادين فقدت فى القصف والدها ووالدتها واخواتها ولم يبقى لها فى الحياة سوى جدتها لوالدها التى قالت لموفدة وكالة انباء الشرق الاوسط والدموع تنهمر من عينها انها فقدت ابنها الوحيد فى القصف وان قلبها يعتصر على حفيدتها المتبقية وهى تعانى كل لحظة من الألم .
صرخات المصابين تدوى في غرفة الأفاقة والرعاية بالمستشفى الميداني حيث يرقد في الغرفتين ذوو الحالات الحرجة من اعمار مختلفة بعد اجراء عمليات جراحية لهم، صرخات ممزوجة بالالم، الم الأصابة والم فراق الوطن .
ومن داخل غرفة مجهزة لاستقبال المصابين.. قالت سيدات فى مقتبل العمر لموفدة وكالة أبناء الشرق الأوسط "ماذا يحدث فى غزة الآن ؟.. أنقترب من هدنة.. أمنيتنا فى العام الجديد أن نعود إلى بلدنا وأن نعيش مثل البشر.. القصف دمر حياتنا وفقدنا أعز الناس".. كما اعربن عن حبهم الشديد لمصر .