الخميس 16 مايو 2024

خبيرة صحية بريطانية: حرب غزة هي الصراع الأشد فتكًا بالأطفال مؤخرًا

أطفال غزة

عرب وعالم1-1-2024 | 12:03

دار الهلال

أكدت البروفيسورة ديفي سريدهار، رئيسة قسم الصحة العامة العالمية في جامعة إدنبره البريطانية، في مقال لها بصحيفة "الجارديان" أن حرب غزة هي الصراع الأشد فتكاً بالأطفال في الآونة الأخيرة، إذ قُتل نحو 160 طفلاً يومياً في الشهر الماضي وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

وأضافت سريدهار قائلة: "قارن هذا بثلاثة في اليوم في الصراع الأخير في سوريا، واثنين في اليوم في أفغانستان، و0.7 في اليوم في أوكرانيا، ويبلغ العدد الإجمالي للأطفال الذين قتلوا بالفعل أكثر من 5300 طفل، بحسب منظمة اليونيسف.

وقالت إنهم لم يختاروا أن يولدوا هناك، وهم أبرياء، لكنهم يتحملون وطأة هذه الهجمات"، وبحسب سريدهار، "مأساوي أن تكون الوفيات والإصابات غير المسبوقة تقريبا التي شهدناها حتى الآن البداية لا أكثر"، وأكدت سريدهار أن خبراء الصحة العامة يرجحون أن نرى عددًا أكبر من الأطفال يموتون بسبب أمراض يمكن الوقاية منها مقارنة بالرصاص والقنابل.

وأوضحت الدكتورة مارجريت هاريس، المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، أن معدلات الإسهال بين الأطفال في مخيمات اللاجئين في غزة كانت في أوائل نوفمبر أكثر بنحو 100 مرة من المستويات الطبيعية، وفي غياب أي علاج، يمكن أن يصاب الأطفال بالجفاف ويموتون بسرعة.

كما تعد أمراض الإسهال السبب الرئيسي الثاني لوفاة الأطفال دون سن الخامسة في جميع أنحاء العالم، وهي ناجمة عن مصادر المياه الملوثة وعدم إمكانية الحصول على سوائل الإماهة الفموية. كما زادت حالات التهابات الجهاز التنفسي العلوي، وجدري الماء، والأمراض الجلدية المؤلمة أيضًا، وهناك مخاوف من أن تؤدي الفيضانات الأخيرة إلى اختلاط مياه الصرف الصحي غير المعالجة بالمياه العذبة المستخدمة للشرب والطهي، والتسبب في تفشي مرض الكوليرا".

وأردفت سريدهار أن التقديرات تشير إلى أن 85 في المئة من سكان غزة نزحوا من بيوتهم، ويقدر الخبراء الذين يقومون بتحليل عمليات نزوح اللاجئين السابقة في مجلة "لانسيت" أن معدلات الوفيات لكل 1000 شخص (معدل خام) كانت أعلى بأكثر من 60 مرة عما كانت عليه عندما بدأ كل صراع في المتوسط.

تقول سريدهار: "في غزة، كان معدل الوفيات الخام قبل الصراع 3.82 في عام 2021 (منخفض نسبيًا بسبب ديمغرافيتها الشابة)، ويمكن أن تصل معدلات الوفيات إلى 229.2 في عام 2024 إذا استمر الصراع والنزوح بالمستوى الحالي، ولا يزال سكان غزة يفتقرون إلى إمكانية الوصول إلى المرافق الصحية والمرافق الطبية والسكن الدائم".

اختتمت سريدهار مقالتها في "الجارديان" بالقول: "ما لم يتغير شيء ما، سيواجه العالم احتمال وفاة ما يقرب من ربع سكان غزة الذين يبلغ عددهم مليوني نسمة، أي وفاة نحو نصف مليون إنسان، في عام واحد. وستكون هذه الوفيات ناجمة عن أسباب صحية يمكن الوقاية منها، وعن انهيار النظام الطبي".

تحاول المنظمات الدولية دق ناقوس الخطر، "وأنا أعمل في مجال الصحة العامة العالمية منذ 20 عامًا، ولم أسمع قط إغاثة أممية بهذا القدر من القلق بشأن مستوى المعاناة والوفيات في غزة.

فهذا صراع غير مسبوق، يحطم الأرقام القياسية الأكثر مأساوية، وبينما قد يناقش الخبراء ما إذا كان ما يحصل إبادة جماعية أم لا، الحقيقة هي أننا نشهد قتلًا جماعيًا لسكان غزة، بالقنابل أو بالرصاص أو بالتجويع أو بالمرض".