قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يصعد من هجماته العسكرية التي تستهدف بشكل مباشر مراكز الإيواء والنزوح في قطاع غزة؛ وذلك في إطار سعيه لتنفيذ خططه العلنية للتهجير القسري للسكان من القطاع، وبث الشعور لديهم بأن لا مكان آمن في غزة، ومفاقمة معاناتهم في ظل حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وشدد المرصد، في بيان له، على أن قيام الاحتلال بشن هجمات عسكرية متعمدة ضد مراكز الإيواء والنزوح ينتهك صراحة قواعد القانون الدولي، لا سيما الدولي الإنساني، فالأصل أن تكون مراكز الإيواء والنزوح التي تم تحديدها هي أماكن آمنة، بل ويقع على عاتق الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية ضمان أمانها وسلامتها.
وأشار البيان إلى التصريحات العلنية الصادرة عن العديد من كبار المسؤولين في الكيان الإسرائيلي بشأن السعي إلى تهجير قسري لسكان قطاع غزة والبحث عن دول تستقبل أكبر أعداد منهم.
ولفت إلى أن قوات الإسرائيلي أنذرت ابتداء من 12 أكتوبر الماضي نحو 1.1 مليون من سكان الجزء الشمالي من قطاع غزة بالانتقال إلى الجنوب، دون ضمان السماح لهم بالعودة مستقبلا أو ضمان الأمن لهم خلال طريق نزوحهم، بل على العكس، ففي العديد من المرات قام الاحتلال باستهدافهم بشكل مباشر أثناء نزوحهم في الطرق التي كان قد أعلن عنها بشكل سابق باعتبارها ممرات آمنة.
وأكد المرصد، في بيانه، أن إصرار الاحتلال على إبقاء الغالبية العظمى من سكان قطاع غزة نازحين يعني استمرار عدم تمكنهم من الحصول على الرعاية الصحية اللازمة، خاصة فيما يتعلق بالمصابين بالأمراض المزمنة، وذلك في ظل استمرار الاحتلال في منع وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك المؤن الغذائية والامدادات الطبية، بما يلبي الحاجة الفعلية لسكان قطاع غزة.
وتابع: "وبينما يضطر النازحون إلى بناء خيام والتكدس في مناطق الخلاء في مدينة رفح والمحافظات الوسطى لقطاع غزة، فإنهم يبقون غير قادرين على الوصول إلى الأماكن والمستلزمات الصحية الأساسية، الأمر الذي يفاقم انتشار الأمراض المعدية ويهدد بكارثة صحية واسعة النطاق".
وأوضح المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أنه وثق استهداف قوات الاحتلال بلا هوادة مراكز إيواء النازحين ومنازل سكنية كان يتخذها نازحون ملجأ لهم في مختلف مناطق قطاع غزة.