تهيمن ثلاثة انقسامات كبيرة على الناخبين الأمريكيين، وفقًا لتقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مع بدء "عام الانتخابات الرئاسية" في الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الانقسامات قد تحدد الفائز في الانتخابات المقررة في الخريف المقبل، والمتوقع حتى الآن أن تجري بين الرئيس الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب.
وذهب التقرير إلى أن أول هذه الانقسامات يفرض على الناخب الأمريكي الاختيار بين رئيس سابق "فاسد" مستعد لتصفية العشرات من الحسابات، ورئيس حالي قد "لا يكون مؤهلاً" لولاية ثانية.
وأشار إلى أن عشرات الملايين من الأمريكيين، شهدوا تراجع بايدن بشكل واضح، في النشاط والقدرة البسيطة على "الحفاظ على فكرة دون ملقن"، ورأى أنه من الواضح أنهم لن يصوتوا لما يبدو لهم أنه "رئاسة خفية" لا يديرها في الواقع الرجل المنتخب للمنصب.
في المقابل، قال التقرير إن ملايين الناخبين، أيضًا، غير مستعدين لخوض أربع سنوات رئاسية جديدة من التوتر اقتصاديًا واجتماعيًا بفعل سياسات ترامب الهجومية والعدائية في الداخل ومع دول العالم.
وبحسب التقرير، تتمثل ثاني الانقسامات بالهوة الواسعة والمختلفة كليًا في طريقة تعامل كلا الرجلين مع قضايا الأمن القومي وملفات الهجرة وتأمين حدود البلاد.
وأوضح أن رئاسة بايدن اتسمت بالضعف الشديد بسبب الخروج الكارثي من أفغانستان عام 2021، وحرب أوكرانيا عام 2022، والهجوم الذي قامت به حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، علاوة على انهيار أي شيء يشبه الحدود الآمنة مع المكسيك.
في المقابل، اعتبر التقرير أن الكثير من الناخبين الأمريكيين "يروق لهم" عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات ترامب الصارخة، والخطيرة جدًا بحسب البعض، لكونها تردع وتُخيف العديد من الدول والتنظيمات، لا بل وتجعلها تقف عند حدها، كما أن ترامب يحقق نجاحات في السياسة الخارجية وقضايا الأمن القومي أكثر من تلك التي أخفق فيها بايدن.
ويرى التقرير أن الانقسام الأخير يتعلق بشخص ترامب وحده، فرغم تأييد نسبة كبيرة، أظهرتها الاستطلاعات الأخيرة، للرئيس السابق ترامب، إلا أنه لا يمكن إنكار خشية كثير من الناخبين الأمريكيين فُقدان "أمريكا الديموقراطية" التي يتغنون بها في حال فوز ترامب في انتخابات 2024.
ويخشى بعضهم أيضًا، بحسب الصحيفة، من أن عام 2024 قد يكون آخر انتخابات حرة في البلاد إذا فاز ترامب، "الديكتاتور"، كما يصفه بعضهم، لأنَّ هذه المرةَ سيرفض ببساطة ترك منصبه.
وأكد التقرير أنه في حين أنه من غير الواضح لترامب أن ينجح بالبقاء كرئيس في ظل نظام دستوري، فإن الناخبين قلقون بشأن ذلك.