سيظل يوم ٦ أغسطس محفورًا فى ذاكرة التاريخ، سنحفظه ياصانع الفرحة ضلوع القلب ثنايا العقل، سنظل نروى عنه لأبنائنا وأحفادنا، نروى قصة المصريين الذين وقفوا بكل شموخ وكبرياء يتحدون أنفسهم ويتحدون الإرهاب ويتحدون العالم ليصنعوا إنجازًا غير مسبوق ويحفرون قناة جديدة هى بالفعل هدية مصر إلى العالم.
وأعتبر نفسى محظوظًا لأننى حضرت هذه الاحتفالات وشاركت فيها من داخل مدينتى الهادئة الجميلة الإسماعيلية والتى احتضنت الاحتفالات الرسمية لتدشين قناة السويس الجديدة التى خطفت أنظار العالم كله فى هذا اليوم الذى سيبقى محفورًا فى ذاكرة التاريخ وأعتبر نفسى محظوظًا أيضا، لأننى كنت أحد الذين رافقوا أول سفينة تعبر قناة السويس.
لم تسعنى الفرحة وأنا أشاهد الرئيس وهو يقف شامخًا فوق ظهر اليخت (الحرية) وكنت فخورًا به وهو يقفز من فوق سلالم المحروسة قفزة ثقة لها دلالات ورسائل كثيرة شعرت وكأنه كان يقفز بمصر نحو المستقبل الذى نصنع جميعًا خيوطه الآن.
تركت الاحتفالات الرسمية على شاطىء القناة وخرجت لأتنفس هواء الفرحة مع صناع الفرحة الحقيقيين فى شوارع وميادين وحوارى الإسماعيلية. مع الناس... كل الناس... الرجال والسيدات والشيوخ والأطفال.
سيناريو الفرحة كان يرسم ملامحه على وجوه البشر، ينشر السعادة على الملامح المصرية الأصيلة، يخترق المسام ليصل لأعماق الجسد... كل شىء حولى يشع باللون الأحمر والأبيض والأسود... ألوان علم مصر الذى
أصبح رمزًا للكبرياء فى بلد المجد والكبرياء، رمزًا لإرادة لن تنكسر مرة أخرى تحت أى ظرف من الظروف ومهما كانت الضغوط والتحديات.
آهات مدوية تخترق المسام لتصل لأعماق الجسد تنطلق فى كل الشوارع تحملها أمواج القناة الزرقاء تصنع منها خيوط الفرحة والأمل و السعادة التى لا يشعر بحلاوتها إلا كل محب وعاشق لتراب هذا الوطن العظيم... خرج الجميع ليؤكدوا لزعيمهم ولوطنهم ولأنفسهم أنهم قادرون بالفعل على تحدى المستحيل وتحدى الإرهاب الأسود والمشاركة فى صنع المستقبل.
الفرحة حلوة... والوطن أحلى... يا بختك يا سيسى بشعبك يا بختك بحب الناس ليك.. بإيمانهم بأفكارك وعزمك وإصرارك.
يا بختك ياسيسى لأن الناس شعرت أخيرًا أنه أصبح لهم رئيسًا منهم... ليس غريبًا عنهم ... رئيسًا يريد لهم الخير.
رئيس لا ينتمى لحزب أو جماعة أو عشيرة فانتماؤه الوحيد لشعب يعشقه...
كلنا أهلك يا ريس .. تلك كانت رسالة الناس الغلابة التى انطلقت فى كل شوارع مصر تحتفل بيوم الفرحة.
يا بختك يا سيسى بهذا الشعب الذى تستطيع أن تقوده لصنع نهضة حقيقة تغير وجه الحياة على أرض هذا البلد.
يا بختك يا سيسى بحب شعبك لك وبإيمانهم بيك كل هذا الإيمان المطلق.. إيمان صنعه وفاؤك بعهدك ووعدك لهم بإنجاز القناة وصنع المستحيل لإسعاد كل المصريين... هذا هو شعبك يا سيادة الرئيس... خرج دون أن يطلب منهم أحد ليكرر مبايعته لك ويحملك أمانة ربما تنوء عن حملها الجبال.. أمانة صناعة الأمل فى نفوس المصريين فلا تلتفت يا سيادة الرئيس إلى شماشرجية الأنظمة السابقة وخدم كل الأنظمة.. لا تنظر إلى إعلام فاسد صنعته أموال مشبوهة فى الداخل والخارج لتدمير هذا الوطن لا تنظر لجماعات عنف وإرهاب أسود خسيسة أصبحت تلفظ أنفاسها الأخيرة وسننتصر عليهم حتمًا بإذن الله، لا تنظر إلى دكاكين يسمونها أحزاب... ولا تنظر إلى عقول بالية يطلقون على أنفسهم صفوة أو نخبة.
اقتص للشعب من إرهابيين حقيقيين يسمون أنفسهم رجال أعمال امتصوا دماء هذا الشعب ولم يتركوا له أى وسيلة من سبل الحياة... الجميع يعرفونهم بالاسم وأنت أيضا تعرفهم يا سيدى...
لا تلتفت إلى من يريدون سرقة فرحة ومستقبل هذا الشعب من جديد...لا تحزنك مؤامرة هنا أو هناك فإنا بإذن الله لمنصورون، هذا هو قدرك وقدر مصر وقدر شعبها الذى لا تقهره المحن مهما كان حجمها.
هذاهو شعبك الحقيقى الذى نصرك فى ٣٠ يونيه، والذى ضحى ومازال بفلزات أكباده وأبنائه فى معركتنا ضد الإرهاب وهو الشعب الذى صمد وتحدى كل الظروف وأنجز حفر القناة، وهو الشعب الذى منحك حبه وثقته ومبايعته وتأييده...
بجد بقولها من قلبى.. يا بختك بشعبك يا صانع الفرحة.
كتب : محمد كشك