السبت 4 مايو 2024

مئوية فوزي سليمان

مقالات6-1-2024 | 11:49

جدير بنا الاحتفال بشخص ودور الأستاذ فوزي سليمان الصحفي والناقد ومؤسس المهرجانات السينمائية وبلغتنا الآن المنشط الثقافي في كثير من  الملتقيات والمهرجانات والمراكز الثقافية، هذا العام حيث ولد فوزي سليمان في يوم 8 يناير 1924 في القاهرة، أي يمر اليوم مائة عام على مولده.

فدوره كان مثل موتور السيارة غير واصح للعين المجردة لكنه هام وضروري ولا يمكن أن تسير السيارة بدونه.

فلم يكن صاحب منصب هام ولم يسعى ولم يكن ناقد سليط يجر شكل المبدعين، كان رجل عمل جاد، على دراية كبيرة بالحركة الثقافية والفنية في مصر وكثير من البلاد العربية والغربية. يحضر مهرجانات السينما في كان وكارلوا فيفاري وميونخ ويكتب عنها ويدأب لترشيح فيلم مصري للمشاركه بها.

وكان أثناء توليه إدارة نادي السينما في معهد جوتة حلقة وصل بين السينمائيين في مصر وألمانيا وكان هدفه أيضا شباب السينما والمسرح في المعاهد الفنية والكليات، يدعوهم للمشاركة والنقاش وحضور ورشات العمل وغيرها من فعاليات أفسحت أمامنا مجالات رحبة من التعلم عبر المشاهدة والنقاش.

 تعلمت من الأستاذ الكبير فوزي سليمان دروس متعددة واعد نفسي محظوظة بالتعامل معه ومرافقته لمشاهد أفلام ومسرحيات وحضور ندوات ثقافية كان يوجهني وغيري لمتابعتها.

 من دروس الأستاذ فوزي احترام الرأي الأخر وقبول الاختلاف، فليس كل الأمور متفق  عليها وخاصة في الفن، هناك أراء ووجهات نظر لابد من تقبلها رغم اختلافك معها.

الدرس الثاني كان فكرة شمولية الثقافة فالناقد المثقف لابد وأن يتابع كل الفنون ولا يقتصر على التخصص الذي درسه أو يهواه فقط بل يجب أن يتذوق ويشاهد البالية ويحضر حفلات الموسيقى العربية والغربية والأوبرا ويقرأ أحدث ما صدر في الشعر والقصة والرواية ويتابع الأفلام والمسرحيات ويكتب حول كل هذا، كتابة تصف الجمال فيها وتشير للمأخذ إن وجدت كل هذا بصدق ومحبة.   

الحقيقة أن معرفة هذا الأستاذ الكبير القلب الودود السمح مكسب كبير لكل من عرفه، فما بالك لو اعتبرك صديق وزميل مهنة. أن يحبك فوزي يعني أن يعطيك من وقته وجهده ويرافقك لمشاهدة السينما والمسرح، أن يهتم برأيك ويناقشك، أن يحبك فوزي يعني أن ينصحك بما يفيدك، أن يدفعك لمزيد من العمل والمشاركة والقراءة والكتابة، أن يحبك فوزي سليمان نعمة من الله تستحق الحمد، فقد أهداك قلبا طيبا حنونا وعقلا راجحا قلما تجده وسيبقى أثره داخلك حتى رغم رحيله.

 

Dr.Randa
Dr.Radwa