الخميس 21 نوفمبر 2024

ثقافة

في أول فبراير.. المسرحية الشعرية «في محطة مصر» على خشبة تياترو آفاق

  • 7-1-2024 | 16:35

فريق المسرحية

طباعة
  • همت مصطفى

يستقبل مسرح تياترو آفاق بوسط البلد،  المسرحية الشعرية «في محطة مصر»، عن مسرحية «ثنائية الليل والسكين» لفريق صوت الجنوب، وذك خلال الأيام المقبلة، في مطلع الشهر المقبل 1، 2 فبراير 2024، من تأليف: محمد المساعيدي، وإخراج عريان سيدهم.

 

 المسرح الشعري

 

ويقول مخرج  المسرحية عريان سيدهم: المسرح الشعري فن مهم من فنون الأدب.. يعود إلى القرون القديمة، والمسرحية الشعرية نص يتم إعداده وفقًا لضوابط الشعر، أساسه القصيدة المقفاه.. ومع الوقت طغى عليه المسرح النثري حتى إن الشاعر الإنجليزي وليم شكسبير استخدم النثر في بعض مسرحياته، وفي مصر كان أمير الشعراء أحمد شوقي رائداً لهذا اللون في مسرحياته منها: «مجنون ليلى» و«عنترة» و«كليوباترا».. كما برز شعراء آخرون في فترة الستينيات بالقرن الماضي منهم:«عزيز أباظة  وعبد الرحمن الشرقاوي و نجيب سرور وصلاح عبد الصبور»، ولأننا نمتلك هذا التاريخ في المسرح الشعري، يثار التساؤل الآن: لماذا توارى ولم يعد ظاهرًا في واقعنا الأدبي كما كان ؟!».

العولمة والتصورات 

و أضاف«سيدهم»: «إن المسرح يعد انعكاسًا لحقيقة الحياة وتغيرات الظروف المادية للحياة الاجتماعية والسياسية والفكرية، فهذه المسرحية هي استنطاق للذاكرة المركبة والممتدة باعتبارها فيضًا للتقلبات الفكرية والجسدية بكل طروحاتها البلورية، حيث تعج بقضايا إنسانية مرتبطة بالمكان والزمان، فالإنسان في هذا العمل الدرامي يعيش صراعًا داخليًا وخارجيًا، لأنه بات يحيط به من كل جانب، هذا الوحش الذي يعرف بالعولمة، وهذه الهيمنة في التصورات والأفعال البشرية التي تفقأ العين».

 

 وتابع: «في محطة مصر» هي اختيار طقسي يتجاوز المألوف، وهي فضيلة معرفية لكل إنسان حكيم ومتعال، لأن الأصل هو ذاته وهو كذلك تجلياته أو تجسيداته كأشكال وطرق من التفكير والتعبير، فليس الأصل بكلمة ثانية روحًا وجوهرًا وحسب، وإنما أيضًا من أنواع  الأشكال التاريخية التي يتجسد فيها الأصل فهي ما تسميه بالثقافة أو الحضارة.

 

المسرح لا يُكتب إلا شعرًا

 

 وقال مؤلف العرض محمد المساعيدي: «أتذكر مقولة  المؤلف  والمسرحي صلاح عبد الصبور.. «المسرح لا يُكتب إلا شعرا»؛ فالشعر من وجهة نظره ضرورة في المسرح، وهو أقدر من النثر على تجسيد الصراع الدرامي، لكن يبدو أن كثيرين لا يشاركونه الرأي فمعظم المسرحيين لدينا ليسوا شعراء، والشعراء لا يميلون لكتابة النصوص المسرحية إلا قليلًا» .

 تحقيق المعادلة

وتابع «المساعيدي»: «إن المسرح الشعري فن صعب لأنه يحتاج إلى تحقيق المعادلة بين الشعر والدراما.. ومن أسباب اختفائه أنه لا يوجد كثير من الشعراء يكتبونه في الوقت الحاضر مثلما كان في فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي المنصرف، حيث كان هناك ثراء في الأعمال رفيعة المستوى سواء عربية أو مترجمة لكبار الشعراء أمثال: أحمد شوقي  ونجيب سرور و صلاح عبد الصبور و فتحي سعيد، ولكن حاليًا هناك غياب لكتاب المسرح الشعري الذين يستطيعون نقل أحاسيسهم  للمتفرج بالإضافة إلى عدم إتقان الممثل للغة العربية وعدم إقبال المخرجين على تقديم هذه النوعية من المسرحيات، كما أن الجمهور لم يعد لديه شغف لهذا النوع من الفن، فرغم وجود نصوص لكبار الشعراء لكن الكوادر غائبة.

 

الشعر المسرحي

 

ويضيف «المساعيدي»: هناك أسبابا عدة وراء تواري الشعر المسرحي منها عدم تشجيع الشعراء الذين كتبوا المسرحيات الشعرية لتقديمها على خشبة المسرح وهذا يفقدهم حماستهم لاستكمال المسيرة ... ومنها وجود مشكلات في الإخراج فهناك عدد قليل من مخرجي المسرح الذين يجيدون إخراج هذه النوعية من المسرحيات.. ومنها أيضاً ضعف إتقان الممثل للغة العربية.. وعدم الاكتراث برعاية الدماء الجديدة التي يعتمد عليها لدفع الحركة المسرحية لقيام نهضة المسرح الشعري.. فلو تأملنا المسرح الشعري العالمي نجد بلادًا متقدمة مازالت تقيم مهرجانا سنويا لشعرائها مثل  شكسبير في إنجلترا، بغرض تعريف الأجيال الجديدة بتاريخهم ليستكملوا المسيرة.

 

وأكد «المساعيدي» إن أزمة المسرح الشعري تعود إلى عدم الإحساس بالهوية، وإنه ليس هناك اهتمام بالموسيقى وإمكاناتها الإيحائية وبالتالي عدم اهتمام بالمسرح الشعري، مشيرًا إلى أنه يعتبر غياب المسرح الشعري في الفترة الحالية إشارة خطر.. فالمشهد خال من النصوص الشعرية، وإن وجد شعراء مثل فاروق جويدة الذي قدم مسرحية شعرية منذ أكثر من عام لكنها لم تعرض.

 

وأشار «المساعيدي»: إلى أن هذه الأزمة لا تقتصر على مصر،  بل تتجاوزها إلى الدول العربية التي كانت تحتضن المسرح الشعري بمختلف أنواعه سواء في سوريا أوالعراق أو غيرها.

 

واختتم«المساعيدي»: أن السبيل للخروج من هذا النفق هو عودة اهتمام وزارة الثقافة بهذا النوع الأدبي وأن تقوم بدورها المنوط بها للنهوض به مرة أخرى عن طريق مراكزها الثقافية التي غابت طوال الفترة الماضية.

 

فريق المسرحية

 

مسرحية «في محطة مصر» بطولة وتمثيل: أحمد عبد الصبور، مجدي عبد الحليم، حمادة شوشة، دينا عادل، عماد أبو العنين، مريم موسى، ميشيل نبيل، موني فرج، ماري محفوظ، سميح ولسن، علاء رمضان، سامي سلوم، سلوى ميلاد، بيشاي ميلاد، بيتر سمير غناء وعزف عود: رامي حشمت.

 

المخرجان المنفذان: كرم بولس، بيشوي حليم، ومصمم الاستعراضات سامي ثابت، وموسيقى وألحان ناصر الشباوي، وإشراف فني سلوى ذكري، والمسرحية من تأليف: محمد المساعيدي، وإخراج عريان سيدهم.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة