خلال الأيام القليلة الماضية، عادت قضية جزيرة إبستين لتشهد اهتماما دوليا، بعد الكشف عن وثائق إبستاين، وهي مجموعة من الوثائق لقضية رفعتها سيدة تدعى فيرجينيا روبرتس جيوفري، ضد جيلين ماكسويل، صديقة رجل الأعمال جيفري إبستين، والتي أدينت بمساعدته في الاعتداء على فتيات قاصرات، وهي وثائق رفعت السرية عنها وتضمنت أسماء شخصيات بارزة مثل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والرئيس الأسبق بيل كلينتون كجزء من قضية، ومن المتوقع أن تخرج المزيد من الدفعات تلك الوثائق خلال الأسابيع المقبلة.

واتهمت السيدة الأمريكية إبستين بالاعتداء عليها جنسيًا عندما كانت قاصرًا وأن غيسلين ماكسويل، صديقة إبستين السابقة، ساعدت في الاعتداء، وفي ديسمبر الماضي، قضت محكمة أمريكية بأنه لم يعد هناك أي مبرر قانوني لحجب أسماء أكثر من 150 شخصًا مذكورين في القضية.

جيفري أبستين

تضمنت الوثائق التي تتكون من 900 صفحة، الكثير من الأسماء منها اسم الأمير أندرو ابن ملكة بريطانيا الراحلة وشقيق الملك تشارلز، والرئيس الأمريكي السابق كلينتون، ونشرت مئات الصفحات منها، ما يقرب من 200 اسم، بما في ذلك بعض متهمي إبستين ورجال الأعمال البارزين والسياسيين وربما أكثر.

في 2019 عُثر على رجل الأعمال الأمريكي جيفري أبستين منتحرا في زنزانته في سجن بنيويورك بينما كان ينتظر المحاكمة على خلفية اتهامات بتهريب بشر لأغراض جنسية، بحسب وسائل الإعلام الأمريكية.

بدأت قضية محاكمة إبستين في 2008، بتهمة استغلال قاصر بغرض ممارسة الرذيلة، وبعدها أعيد للمحاكمة مرة أخرى في 2019 بتهمة تهريب بشر لأغراض الجنس وإدارة شبكة واسعة للإتجار الجنسي بالبنات القصر، وظهر أمام محكمة في نيويورك بتلك التهمة.

ووجهت له تهمة إغراء فتيات قاصرات بزيارة قصور يمتلكها في مانهاتن وفلوريدا بين عامي 2002 و2005، بعضهن عمرهن 14 سنة، وكن يحصلن على مئات الدولارات من إبستين مقابل أعمال جنسية.

وقال المدعي العام لجنوب نيويورك جيفري بيرمان، إن الشرطة عثرت لدى تفتيشها لمنزل إبستين في مانهاتن على صور يبدو أنها لفتيات عاريات.

وثائق إبستين

وكشفت وثائق إبستين تفاصيلا جديدة، ومنها شهادة السباحة الدولية السابقة جوانا سيوبيرج، التي وصفت الأمير أندرو وهو يلمس صدرها بطريقة مازحة أثناء التقاط الصور، وقالت إن إبستين ضغط عليها في بعض الأحيان في تقديم جلسات تدليك جنسية.

وكشفت الوثائق أيضا عن قضية الأمير أندرو، شقيق الملك تشارلز، وفيرجينيا جيوفري التي اتهمته بدعوى اعتداء جنسي، ونفى أندرو الاتهامات الموجهة إليه، لكنه في 2022 توصل إلى اتفاق تسوية مالية معها.

كما كشفت الوثائق عن علاقات إبستين بالرئيس الأمريكي بيل كلينتون، حيث قالت السباحة الدولية السابقة في شهادتها عام 2016 أن إبستين تحدث معها عن بيل كلينتون، وقالت إنه كلينتون وإبستين كان بينهما تعاملات، اتهام بارتكاب مخالفات أو جرائم.

وأكد متحدث باسم "كلينتون" في عام 2019 أن الرئيس الأمريكي السابق سافر على متن طائرة إبستين الخاصة لكن دون، لكنه قال إن كلينتون لا يعلم شيئًا عن الجرائم الفظيعة التي ارتكبها إبستين، وهو ما أعاد تأكيده في مقابلة لشبكة CNN، قائلا إنه "مر الآن ما يقرب من 20 عامًا منذ آخر اتصال للرئيس كلينتون مع إبستين".

وورد أيضا اسم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي ارتبط بعلاقة قوية مع إبستين، ولم يتم اتهام ترامب بارتكاب مخالفات تتعلق بإبستاين في الوثائق.

فيما قالت جيوفري في شهادتها أن صديقة إبستين "ماكسويل" وجهتها إلى ممارسة اتصال جنسي مع أشخاص من بينهم حاكم ولاية نيو مكسيكو السابق بيل ريتشاردسون، والأمير أندرو، وخبير التكنولوجيا مارفن مينسكي، وعارض الأزياء الفرنسي الشهير جان لوك برونيل والمستثمر الأمريكي جلين دوبين، وهو ما نفاه دوبين في بيان صادر عام 2019.

ووفقًا لملفات المحكمة، لا تزال أسماء بعض الضحايا محجوبة بسبب الطبيعة الحساسة للجرائم،.

 

تجنيد الفتيات القاصرات

وأظهرت الدفعة الثانية من أوراق المحكمة كيف تم تجنيد العشرات من الفتيات في قصره المطل على الشاطئ، حيث أوضحت الوثائق شهادات أحد المحققين وهو جوزيف ريكاري في فلوريدا في أن 30 امرأة تحدثن معه كان يجبرن على إجراء جلسات تدليك والعمل في منزل إبستين في الولاية، وأن صديقته ماكسويل شاركت في تجنيد الفتيات.

وأوضح ريكاري أن غالبية تلك الفتيات كن تحت سن 18 عامًا، وأن إبستين طُلب من كل ضحية ذهبت إلى المنزل إحضار أصدقائها إلى المنزل، وبعضهن كن يحصلن على أموال مقابل تجنيدهن والقيام بأعمال وممارسات جنسية.

وذكرت الوثائق أن الأمير أندرو أنه اعتدى جنسيًا على قاصر في لندن ونيويورك وفي جزيرة إبستاين في جزر فيرجن، كما قالت متهمة تدعى "جين دو رقم 3"، أن إبستاين قام بالاتجار بها "لأغراض جنسية للعديد من الرجال الأقوياء الآخرين، بما في ذلك العديد من السياسيين الأمريكيين البارزين، ومديري الأعمال الأقوياء، والرؤساء الأجانب، ورئيس وزراء معروف وغيرهم من زعماء العالم.

جزيرة إبستين

جزيرة إبستين وهي جزيرة ليتل سانت جيمس، تقع في أرخبيل جزر فيرجين الأمريكية، وبنى بها قصرا، وأطلق عليها جزيرة الآثام أو جزيرة المتعة، حيث ذكرت بعض المتهمات من السيدات اللائي قلن إنهن تعرضن لانتهاكات، أن تلك الجرائم الجنسية وقعت في جزيرة إبستين وأنه لم يكن بمفرده.

 

أسماء بارزة في وثائق إبستين

وكشفت الوثائق عن العديد من الأسماء الأخرى من الفنانين منها مايكل جاكسون، وديفيد كوبرفيلد، حيث قالت السباحة الدولية السابقة سيوبيرج إن الفنان الراحل مايكل جاكسون كان في قصر إبستين في "بالم بيتش"، وأنها التقت بالساحر الشهير ديفيد كوبرفيلد.

فذكرت أنها التقت بمايكل جاكسون في القصر لكنها لم تقم بأي جلسات تدليك له، أما كوبرفيلد، فقالت إنه حضر العشاء في أحد منازل إبستاين وقام ببعض الحيل السحرية.

وورد العالم الراحل ستيفن هوكينج في وثائق بإبستين، لكن صحيفة "الإندبندنت" نفت تورطه في أي من تلك الفضائح.

كما قيل أنه ورد ذكر اسم أوبرا وينفري المذيعة الأمريكية الشهيرة، لكن لم يشر مصدر موثوق إلى ورود اسمها في الوثائق.