يُعد المفكر الراحل محمود أمين العالم أحد أبرز رواد الفكر اليساري والاشتراكي في مصر والوطن العربي، حيث ترك بصمةً عميقةً وإرثًا فكريًا ثريًا ما يزال يلهم الأجيال الشابة، وبعد مرور 15 عامًا على رحيله في مثل هذا اليوم، ما زالت أفكاره وكتاباته حية راسخة في الوجدان الجمعي.

وفي مقالٍ نُشر بمجلة "الهلال" عام 1993م، كتب أمين العالم ذكريات بدايات تكوّن وعيه السياسي منذ سنّ مبكرة، حين كان طالبًا بإحدى المدارس الثانوية في مصر.

قال العالم: حدث لي حادث سياسي - لعله كان أول حادث سياسي يمسني بشكلٍ شخصي - عندما قام طلبة مدرستي (مدرسة الحلمية الثانوية)، وكانت وفدية آنذاك، بتنظيم مظاهرة داخل المدرسة تأييدًا لتوقيع معاهدة 1936 مع بريطانيا".

وأضاف أمين العالم أنه كان من بين أقلية من الطلبة عارضت تلك المعاهدة، فتعرّض هو ورفاقه لمضايقات بقية الطلبة، غير أن حكمة مدير المدرسة أنقذتهم من بطش الغالبية المؤيدة للمعاهدة.

واختتم المفكر الراحل محمود أمين العالم مقالته بالإشارة إلى أنه شكّل بعد تلك الحادثة، مع مجموعة من طلبة مدرسته وطلبة مدارس أخرى، مجموعة سرية أطلقوا عليها اسم "المجد الفرعوني"، ووصف أن أهداف تلك المجموعة الطلابية كانت مزيجًا من معاداة الاحتلال البريطاني، والدعوة إلى الإصلاح، والاهتمام بالرياضة.