الأربعاء 15 مايو 2024

استشارية نفسية تؤكد وجود شعره فاصلة بين حنان الأم على طفلها وتدليله

الدكتورة إيمان عبد الله، استشاري العلاقات الأسرية والنفسية

سيدتي12-1-2024 | 11:49

فاطمة الحسيني

تقع بعض الأمهات في مشكلة تدليل صغيرها، ظناً منها أنها تقدم له الرعاية والحنان، مما يساهم في تكوين شخص غير سوي نفسياً ، ولذلك نقدم في السطور التالية الفرق بين حنان الطفل وتدليله، والآثار الناجمة عن الدلع الزائد له.

ومن جهتها، تقول الدكتورة إيمان عبد الله، استشاري العلاقات الأسرية والنفسية، أن كثير من الأمهات تخلط بين الحنان على الطفل وتدليله بشكل زائد، على الرغم أن هناك شعرة فاصلة بينهما، فحنان الأمومة هو إعطاء الصغير كافة احتياجاته ورغباته، وتقديم الحب والدعم والمساعدة له بشكل إيجابي، حتى نقوي لديه الجوانب العاطفية التي تنعكس في معاملته للآخرين عند النضج، وتجعله أمن ومسالم ولا يخشى شيء، أما بالنسبة للتدليل وهو عدم قدرة الوالدين وخاصة الأم على قول لا لطفلها، في حالة رغبته أو طلبه لأي شيء.

وأضافت استشاري العلاقات الأسرية، أن الإفراط في التدليل يساوي القسوة في علم النفس، وذلك بالنسبة لتداعياتهم وتأثيرهم على الأبناء، حيث أنهم يؤدوا للإصابة بالكثير من الأمراض النفسية، حيث نخلق طفل عديم الثقة بالنفس، وغيور حتى من اقرب الناي إليه ولو أشقائه، وشخصية اعتمادية اعتاد أن يقوم والديه بتلبية احتياجاته دون بذل مجهود، ويعيش في دائرة الاستحقاق لأنه تعود على تنفيذ ما يريد، كما يعد طفل محروم من المهارات الاجتماعية ، ويجهل التعامل مع محيطه، وليس لديه القدرة في التعامل مع مشكلات الحياة وتحليلها، فضلًا عن تكوين شخص انقيادي أعتاد أن يسير وراء أي فكر، لأنه يعاني طوال الوقت من القلق ولا يمتلك الموضوعية في تحليل المواقف، ولديه أيضا صفات حب التملك والأنانية، ومن الممكن أن يتحول لإنسان انتقامي إن لم تلبى له احتياجاته من الآخرين.

ولذلك نصحت بضرورة إتباع الأم تلك الخطوات الآتية، من أجل الحفاظ على بناء شخصية طفل سوي نفسيًا، يتمتع بالحنان دون تدليل زائد:

  • يجب أن يسمع الابن من أمه كلمة "لا"، وان لا تلبى له جميع احتياجاته ورغباته، لأنه حتى لو تم إشباعه ماديًا، فسوف تخسر الأم الجوانب العاطفية والمعنوية لديه.
  • أن تجعل صغيرها يقدر قيمة الأشياء، ولا تشعر بحرمانه عند طلبه أكثر من شيء وتنفيذ واحده فقط.
  • أن تكون التربية بشكل إيجابي، مع التوازن في الحقوق والواجبات، وان تترك الطفل يخوض التجارب ويعتمد على نفسه ويشارك في البيت ويحافظ على أدوات وغرفته.
  • ضرورة وضع حدود وحرمان جزئي للطفل في حالة ارتكابه للأخطاء، من خلال منعه من بعض الألعاب أو الخروج.
  • أن تتواجد الصرامة مع الحنان، وأن نشارك الطفل ونأخذ رأيه دون أوامر.
  • نعطي للأبناء الهدايا والمكافآت، في المناسبات وعندما يقوم بفعل إيجابي يستحق عليه التقدير.
  • أن تدرك الأم أن الحنان للطفل، سيتواجد في الحضن والابتسامة واللمس، وقراءة قصة قبل النوم، والخوف عليه من المرض، وضرورة احترام الآخرين، كي ننشأ جيل نتباهى به ولا ينزعج منه الغير.