الخميس 21 نوفمبر 2024

تحقيقات

ماحكم الصوم في شهر رجب؟.. الأزهر يوضح

  • 12-1-2024 | 13:59

شهر رجب

طباعة
  • محمود غانم

في مستهل شهر رجب، أول الأشهر الحرم، تطرح الكثير من التساؤلات حول هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في الشهر المعظم، ولعل أبرز مايتعلق بذلك عن حكم الصوم في الشهر الحرام.

ويؤكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، على أن شهر رجب من أشهر الله الحرم التي يحسن بالمسلم فيها أن يكثر من الأعمال الصالحة؛ لما للعمل الصالح فيها من الثواب الجزيل، وقد ورد في سنن أبي داود بسنده عن أبي مجيبة الباهلية أو عمها رضي الله عنه مرفوعًا: «صُم من الحُرُمِ واترك»، وفي سنن النسائي عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله ما أراك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان! قال: «ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان..» الحديث.

ويشير المركز في فتوى سابقة إلى قول الإمام الشوكاني: (ظاهر قوله في حديث أسامة.. أنه يستحب صوم رجب؛ لأن الظاهر أن المراد أنهم يغفلون عن تعظيم شعبان بالصوم كما يعظمون رمضان ورجبًا به).

وينتهي إلى أن الصوم في شهر رجب مُباح، بل هو مُستحب، وليس هناك ما يمنع من إيقاع العبادة -أيِّ عبادة- في أي وقت من العام إلا ما نص الشرع الشريف على منعه وفق الضوابط والأحكام الفقهية المُستقرة.

ورجب هو أول الأشهر الحرم، أي التي يُحَرَّمُ فيها القتال،

وهي التي وردت في قول الله تعالى، {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم فلا تظلموا فيهن أنفسكم}[التوبة:36].

وقد أوضح الرسول -صلى الله عليه وسلم- تلك الأشهر بقوله في حجة الوداع: [إن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات ذو القَعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان](متفق عليه).

وهذه الأشهر حرمها العرب في الجاهلية، وسبب تحريمهم ذي القعدة وذي الحجة ومحرم هو أداء شعيرة الحج، فكانوا يحرمون قبله شهراً ليتمكنوا من السير إلى الحج، ويسمونه ذا القعدة؛ لقعودهم عن القتال فيه، ثم يحرمون ذا الحجة، وفيه أداء مناسكهم وأسواقهم، ثم يحرمون بعده شهراً ليعودوا إلى ديارهم. وحرموا شهر رجب في وسط الحول لأجل زيارة البيت والاعتمار، فيأمن قاصد البيت الغارة فيه.

وفي هذا الشهر، كانت معجزة الإسراء والمعراج، وهي المعجزة الكبرى التي اختص الله بها نبيه محمدًا عليه ـ الصلاة والسلام ـ وقد أشار القرآن إلى الإسراء في قوله ـ تعالى ـ: (سُبْحَانَ الَّذي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الإسراء:1).

وأعلنت دار الإفتاء المصرية، مساء أمس، أن غداً السبت أول أيام شهر رجب للعام 1445 للهجرة، داعية المولى عزوجل أن يبلغنا شهر رمضان.

الاكثر قراءة