تعود كرة القدم الإفريقية من جديد لتشد أنظار المهتمين باللعبة الأكثر شعبية في مختلف أنحاء العالم، عبر الدورة 35 لنهائيات كأس أمم إفريقيا التي افتتحت يوم السبت 13 يناير 2024 في كوت ديفوار بمواجهة منتخب البلد المنظم لنظيره لغينيا بيساو، في مباراة الافتتاح.
ويسجل الحضور العربي في هذه الدورة عبر منتخبات مصر والمغرب والجزائر وموريتانيا وتونس. ويبقى الأمل أن يكون الحضور العربي أكثر تميزا، وأن يعود اللقب لمنتخب عربي، لتعزيز حصيلة العرب، في ما يخص الألقاب في هذه التظاهرة.
على غرار جماهير كل بلد عربي يعقد الجمهور المغربي الأمل على أسود الأطلس للتوقيع على حضور جيد وتجديد العهد مع اللقب الذي طال انتظاره، إذ يعود اللقب الوحيد الذي أحرزه المغرب إلى دورة إثيوبيا عام 1976، بقيادة النجم أحمد فرس.
وبالنظر إلى طول المدة فإن عددا كبيرا من صانعي اللقب الأول انتقلوا إلى دار البقاء آخرهم حسن أمشراط الشهير بعسيلة الذي كان يشكل ثنائيا متميزا مع أحمد فرس.
يبقى السؤال المطروح لماذا يخفق المنتخب المغربي على الواجهة القارية؟
للسؤال ما يبرره لأن المنتخب المغربي يسجل حضورا مهما على مستوى كأس العالم سواء في مونديال المكسيك عام 1986 حيث أصبح أنذاك أول منتخب عربي وإفريقي يجاوز الدور الأول، وفتح باب الأمل أمام منتخبات القارة للذهاب بعيدا في هذه التظاهرة.
بالأمس القريب وبالضبط في مونديال قطر 2022، رفع المغرب التحدي في وجه منتخبات قوية وتأهل إلى الدور الثاني متصدرا لمجموعته، وواصل مغامرته بإقصاء إسبانيا والبرتغال ليصبح أول منتخب عربي وإفريقيا يتأهل إلى المربع الذهبي.
انتهت تلك المغامرة الجميلة باحتلال المركز الرابع، وجرى تعزيز التألق بالفوز على البرازيل في مباراة إعدادية، ملحقا بمنتخب السامبا، أول هزيمة في تاريخ مواجهته للمنتخبات العربية.
تأسيسا على ما سلف يعلق الجمهور المغربي آمالا كبيرة على المجموعة التي اختارها المدرب وليد الركراكي لخوض المغامرة القارية، التي تنطلق بالنسبة لأسود الأطلس يوم الأربعاء 17 يناير 2024.
إن المراهنة على أسود الأطلس لا تعني إغفال الاختلاف الكبير بين كأسي العالم وإفريقيا، ولا تعني أيضا تغييب عامل رغبة كل المنافسين في التوقيع على حضور ونتيجة جيدين ضد منتخب أصبحت له شهرة عالمية.
لابد من الإشارة إلى أن المغرب حضر نهائيات كأس العالم عام 1970، في حين يعود أول حضور له في نهائيات كأس أمم إفريقيا عام 1972 ولم يتجاوز الدور الأول رغم اعتماده على اللاعبين الذين شاركوا في المونديال. لكنه عاد بعد أربعة أعوام ليظفر باللقب الذي ظل وحيدا حتى الآن.
تظافرت عدة عوامل لتحول دون تكرار جيل الثنائي أحمد فرس والراحل عسيلة، من بينها الإخفاق التأهل للنهائيات مرات كثيرة، وأيضا مناخ البلدان التي تستضيف النهائيات، خصوصا بعد توجيه البوصلة نحو لاعبي المغرب في الخارج الذين تعودوا على الجو البارد في أوروبا، ما يجعلهم يعانون في ظل ارتفاع الحرارة والرطوبة.
ويبرر هذا تمكن المغرب من لعب مباراة النهائي عام 2004 بتونس ضد المنتخب التونسي لأن مناخ تونس قريب جدا منه في المغرب، ولعل أهمية تلك التجربة التي عاشها المدرب وليد الركراكي حين كان لاعبا في صفوف المنتخب الذي قادها الزاكي بادو، تخلق له الكثير من الحوافز لتحقيق إنجاز أفضل وهو مدرب، وطبيعي أن الأفضل من بلوغ النهائي هو الفوز باللقب.
في آخر تصريح أكد مدرب الأسود رضاه عن الأجواء التي تمر فيها التحضيرات، ولفت إلى أن اللاعبين تأقلموا مع أجواء كوت ديفوار لأنهم يقيمون منذ يوم الأحد الماضي في سان بيدرو. كما أنه لم يخف بذل كل الجهود من أجل إسعاد الجماهير المغربية على غرار مونديال قطر.
كل الإشارات التي تأتي من كوت ديفوار تبعث على الارتياح، لكن لا ينبغي إهمال أي عامل من العوامل المعاكسة تفاديا للمفاجأة لأن المغارة استأنسوا بالتوقيع على نتائج إيجابية ويأملون في أن تسود روح مونديال قطر من جديد لذلك تحدت الجماهير كل العوائق وانتقلت إلى كوت ديفوار عساها تكون شاهدة على حضور ناجح في كأس إفريقيا للأمم.
صحافي مغربي