أكدت الصين وجامعة الدول العربية ضرورة وقف إطلاق النار على نحو فوري وشامل في غزة، ورفض التهجير القسري للمدنيين الفلسطينيين، وضرورة أن يصغى مجلس الأمن إلى نداءات الدول العربية والإسلامية وغيرها من الدول التي عبرت عن رفضها لاستمرار الحرب الإسرائيلية ضد السكان المدنيين في غزة، وأن يتحمل مسئولياته نحو صيانة الأمن والسلم الدوليين بشكل جدي، ويتخذ إجراءات ملزمة في هذا الصدد، كما أعرب الجانبان عن الانزعاج الشديد إزاء تصعيد الأوضاع في البحر الأحمر.
جاء ذلك في بيان مشترك صدر عن الجانبين في ختام الاجتماع الذي عقد اليوم بين أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية وعضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وزير الخارجية الصيني وانج يي أثناء زيارته لجامعة الدول العربية حيث أجرى مباحثات مع أبو الغيط، تبادل فيها الجانبان وجهات النظر حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على نحو معمق، وتوصلا إلى مجموعة من التوافقات.
وأكد الطرفان ضرورة وقف إطلاق النار على نحو فوري وشامل، والتنفيذ الشامل والفعال للقرارات المعنية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الوضع في غزة، والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وحماية المدنيين بخطوات ملموسة، ووقف كافة أعمال العنف التي تستهدف المدنيين والتصرفات التي تخالف القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ورفض التهجير القسري للمدنيين الفلسطينيين، والدعوة إلى سرعة الإفراج عن جميع المحتجزين، وسرعة إنشاء آلية التنسيق الإنساني، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وفق آلية مستدامة وسريعة وآمنة، ومن دون عوائق.
وقال البيان إنه يتعين على المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل حثيث للدفع بتهدئة الأوضاع ووقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن ويتعين على الدول ذات التأثير على وجه الخصوص أن تلعب دوراً بناء في هذا الخصوص بشكل موضوعي وعادل.
وأضاف البيان إنه على مجلس الأمن الدولي أن يصغى إلى نداءات الدول العربية والإسلامية وغيرها من الدول التي عبرت عن رفضها لاستمرار الحرب الإسرائيلية ضد السكان المدنيين في غزة، وأن يتحمل مسئولياته نحو صيانة الأمن والسلم الدوليين بشكل جدي، ويتخذ إجراءات ملزمة في هذا الصدد.
وأكدت الصين وجامعة الدول العربية ضرورة التزام أي ترتيب حول مستقبل ومصير فلسطين بمبدأ "حكم فلسطين من قبل الفلسطينيين وضرورة العمل على تحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية مع التأكيد على دعم الجانبين الصيني والعربي إلى حوار وطني شامل تشارك فيه جميع الفصائل الفلسطينية للوصول إلى هذه الغاية، مع العمل على تعزيز السلطة الوطنية الفلسطينية ودعم دورها في المرحلة المقبلة.
كما أكد الجانبان على أن "حل الدولتين" يظل الأساس لأية ترتيبات مستقبلية تخص مصير الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية (بما فيها القدس الشرقية) وبما يجسد حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة.
وأكد البيان المشترك الصادر عن الصين والجامعة العربية على ضرورة العمل على نحو جاد وفعال لإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية، مع دعم فلسطين لتكون عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة، ودعم إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبدأ "الأرض مقابل السلام" وما ورد في "مبادرة السلام العربية".
وأعرب الجانبان عن الانزعاج الشديد إزاء تصعيد الأوضاع في البحر الأحمر في الآونة الأخيرة، مؤكدين أهمية احترام سيادة اليمن ووحدة أراضيها مع ضمان سلامة خطوط الملاحة التجارية الدولية في البحر الأحمر، وضرورة درء المخاطر التي تهدد أمن الممرات البحرية باعتبار ذلك أولوية تتعلق بالأمن والسلم الدوليين، ودعوة كافة الأطراف إلى الدفع بتهدئة الأوضاع وخاصة إنهاء الحرب في قطاع غزة في أسرع وقت ممكن وتفادي مزيد من التداعيات الناجمة عنها والحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة بشكل جدي.
ودعت الصين والجامعة العربية إلى عقد مؤتمر دولي موسع للسلام في أسرع وقت ممكن وعلى نحو يعكس المصداقية الدولية لإيجاد خريطة طريق ملزمة لتنفيذ حل الدولتين وفق جدول زمني محدد، مع الدفع باستئناف مفاوضات السلام بين فلسطين وإسرائيل على هذا الأساس، من أجل تحقيق التعايش السلمي بين دولتي فلسطين وإسرائيل، الأمن والسلام لشعوب المنطقة جميعاً.
وأعرب الجانب الصيني عن تقديره للدور المهم للجانب العربي في دفع تهدئة الأوضاع في المنطقة ومنع حدوث أزمة إنسانية شاملة في قطاع غزة.
كما ثمن الجانب العربي عالياً كافة الجهود التي بذلتها الصين من أجل إنهاء الصراع ووقف إطلاق النار في قطاع غزة ودعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني، كما أشاد الجانب العربي بـ"ورقة موقف لجمهورية الصين الشعبية عن تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
وأعرب الجانبان عن حرصهما على مواصلة تعزيز التواصل والتنسيق وبذل جهود دؤوبة في سبيل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإنهاء الأزمة الإنسانية الخطيرة التي يعاني منها أكثر من 2 مليون فلسطيني، مع العمل على إنهاء الاحتلال وإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية.