سلط مقال نشرته صحيفة (الجارديان) البريطانية الضوء على تدهور العلاقات بين الكوريتين الشمالية والجنوبية بعد الكلمة التي ألقاها زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون أمام البرلمان اليوم والتي أكد فيها استحالة توحيد الكوريتين ودعوته لتعديل الدستور لتغيير وضع كوريا الجنوبية بوصفها "الدولة المعادية الأولى لكوريا الشمالية".
وقال كاتب المقال جوستين ماكري إن الزعيم الكوري الشمالي بموقفه هذا ينهي التزام بلاده بتوحيد شبه الجزيرة الكورية بعد أن أعرب عن اعتقاده خلال كلمته اليوم، بأن التوحيد لم يعد أمرا ممكنا بعد الآن متهما كوريا الجنوبية بمحاولة زعزعة الاستقرار في بلاده وتغيير النظام الحاكم.
وأضاف المقال أن الدولتين الجارتين توصلتا إلى هدنة لإنهاء الحرب التي نشبت بينهما منذ عام 1950 واستمرت أربع سنوات إلا أنهما لم تتمكنا من التوصل لاتفاقية سلام، مشيرا إلى أن زعيم كوريا الشمالية أكد أن بلاده لا تريد الحرب مع جارتها الجنوبية إلا أنها في نفس الوقت "ليس لديها النية لتجنبها".
وأشار المقال إلى ما ذكرته وكالة أنباء كوريا الشمالية اليوم ،أن السلطات ستقوم بإغلاق ثلاث وكالات كانت تتولى الإشراف على عملية توحيد الكوريتين وتنسيق تدفق السياح بين البلدين، موضحا أن تلك الهيئات هي لجنة التوحيد السلمي واللجنة الوطنية الاقتصادية وإدارة السياحة الدولية.
ولفت المقال إلى القرار الذي تبناه برلمان كوريا الشمالية بما مفاده أن الكوريتين الشمالية والجنوبية في حالة مواجهة حادة في شبه الجزيرة الكورية بعد أن أصبح احتمال توحيد الدولتين بعيد المنال.
وتطرق المقال أيضا إلى رد فعل كوريا الجنوبية بعد تصريحات الزعيم الكوري الشمالي حيث أعلن رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول إدانته لموقف كوريا الشمالية، متهما بيونج يانج باستفزاز بلاده من خلال التدريبات التي أجرتها مؤخرا بالذخيرة الحية قرب الحدود المشتركة .. مؤكدا في نفس الوقت أن بلاده ستواجه تلك الاستفزازات على جميع المستويات.
وأوضح المقال أن موقف زعيم كوريا الشمالية يشكل نهاية لفترة امتدت لعقود من العلاقات بين الدولتين الجارتين سادت فيها روح التفاهم والسعي لتوحيد شبه الجزيرة الكورية على الرغم من بعض التوترات التي سادت العلاقات من وقت لآخر.
ويشير المقال في الختام إلى آراء بعض المحللين الذين أكدوا أن إعلان كوريا الشمالية جارتها الجنوبية "دولة معادية" قد يمثل تبريرا لاستخدام السلاح النووي في حرب محتملة بين البلدين، ولاسيما بعد تصريحات زعيم كوريا الشمالية التي أكد فيها أن بلاده بإمكانها توجيه ضربة قاضية لكوريا الجنوبية من خلال استهداف القوات الأمريكية المتمركزة هناك والتي يبلغ عددها 30 ألف جندي.