سلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على تفاقم حالة المجاعة التي يعاني منها سكان قطاع غزة في الوقت الراهن جراء الحرب المستعرة هناك منذ السابع من أكتوبر الماضي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بعد نفاد الغذاء والماء ومواد التدفئة في جو قارس البرودة.
مشيرا إلى أن عمال الإغاثة في القطاع أكدوا أن هناك العديد من المناطق أصبحت تعاني من مجاعة حقيقية في ظل الحرمان من جميع الاحتياجات الأساسية من ماء وغذاء ووقود.
وقال كاتب المقال جاسون بورك إن تلك الأوضاع المأساوية في غزة دفعت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة إلى توجيه نداء عاجل بالسماح بدخول مواد إغاثة عاجلة لسكان القطاع.
ولفت المقال إلى ما أعلنته وكالات الأمم المتحدة للإغاثة أن قطاع غزة في أمس الحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة في ظل تلك الأوضاع المتردية في الوقت الذي أعلنت فيه السطات الفلسطينية أن عدد الشهداء جراء القصف الإسرائيلي على سكان القطاع تجاوز 24,000 شخص منذ بداية الحرب.
وتطرق المقال إلى البيان المشترك الذي أصدره برنامج الغذاء العالمي ومنظمة اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية طالبت فيه بتوفير ممرات آمنة لتزويد سكان القطاع بما يحتاجونه من مساعدات انسانية.
وأضاف المقال أن الحرب التي تشنها إسرائيل في الوقت الحالي على قطاع غزة تسببت في دمار شامل لأجزاء واسعة من القطاع كما أنها تسببت في نزوح معظم سكان القطاع عن ديارهم والبالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وأشار المقال إلى أن المناطق الشمالية من قطاع غزة هي الأكثر تضررا من الحرب الحالية، موضحا أن عمال الإغاثة لا يمكنهم الوصول إلى ما يقرب من 300,000 من المتضررين من الحرب من سكان تلك المناطق والذين يعيشون بين ركام وأنقاض المباني المتهدمة ولا سبيل إلى الوصول إليهم في ظل استمرار القصف.
ونوه المقال إلى تصريحات صادرة عن الأمم المتحدة أول أمس /الأحد/ تشير إلى صعوبة وصول المساعدات الإنسانية لمقاصدها في شمال قطاع غزة بسبب القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية حيث لا يصل من شاحنات المساعدات سوى ما يقرب من 25 بالمائة فقط.
وللفت المقال ، في الختام ، إلى تقديرات خبراء التغذية الدوليين الذين يقولون أن من ضمن كل أربعة بيوت في غزة يوجد بيت واحد على الأقل يعاني من نقص حاد في الغذاء، مؤكدين أن هؤلاء السكان سيواجهون خطر الموت جوعا خلال ثلاثة أسابيع.