الثلاثاء 30 ابريل 2024

تعرّف على "سيشات" التي تحتل بوستر معرض الكتاب

بوستر معرض الكتاب

ثقافة16-1-2024 | 16:35

شمس علاء الدين

يتميز بوستر معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55 هذا العام بروح الفن المصري القديم بالاندماج مع فن الخط العربي، حيث تحتل "سيشات" إلهة الحكمة والمعرفة والكتابة الجانب الأيمن من بوستر المعرض، في تصميم بازر.

يرجع الفضل في اختراع الكتابة في مصر القديمة للإلهة "سيشات"، واسم سيشات يعني "التي تدون" باللغة المصرية القديمة، كما تعتبر حارسة النصوص والسجلات، وارتبط اسمها بكل العلوم التي ترتبط بالكتابة والتدوين مثل علم الفلك والرياضيات والمساحة والتنجيم.

عرفت في بعض النصوص باسم "سافيخ أوبي» بمعنى «التي ترتدي القرنين» نسبة لغطاء الراس التي ترتديه، لها عدة ألقاب أخرى مثل "سيدة دار الكتب"، وأطلق عليها الملك تحتمس الثالث لقب «سيفكيت أبوي» أي «ذات السبع نقاط»، كما أنها وصفت بإلهة التاريخ التي تحافظ على المعرفة والعلوم الهامة، تعتبر هيلوبوليس "عين شمس حاليا" مركز عبادتها وموقعها المقدس.

تظهر المعبودة سيشات في النقوش القديمة على هيئة إمراة تحمل شعار سباعي الأذرع فوق رأسها، ممسكة بيديها قلما ينقش شقوق على جريدة نخل، وتدل هذه الشقوق على تدوين الوقت وبالأخص تسجيل ورصد حياة الحاكم، وهناك بعض النقوش صورتها بأدوات أخرى، كتصويرها ممسكة بحبال معقدة وممدودة لتحديد مساحة الأرض.

ظهرت الإلة "سيشات" في الكثير من الأحيان وهي ترتدي جلود الحيوانات مثل الفهد أو النمر، وهي الثياب المخصصة للكنهة الجنائزيين، ويعبر أرتداء مثل هذه الملابس المرقطة التي تشبه جلود القطط عن النجوم التي تزين السماء، والذي يعتبر رمزا للخلود بحضارة مصر القديمة.

قدّس المصريون القدماء "سيشات" كإلهة المقاييس والمكاييل والكتابة والمعرفة، كما اعتقدوا أيضا أنها كانت بمثابة يد العون للحاكم في الممارسات التي تتعلق بالكتابة والمعرفة والحكمة، ويعتقد أيضا أنها ساعدت حُكّام مصر في مختلف الفترات في طقس "مد الحبل"، وهو طقس مرتبط برسم أسس المعابد والمباني الهامة.

كان لها دورًا مهمًا في إعادة رسم خطوط الحدود بين الأراضي الزراعية في مصر بعد الفياضانات السنوية، بالإضافة إلى مسؤليتها عن كتابة خطبة مراسم تتويج الحكام، ورصد كل مايتعلق بالحروب من تسجيل الأسرى والغنائم، ثم تغير دورها في تسلسل الآلهة المصرية القديمة لتصبح سيشات بمثابة إله الحكمة.

 

Dr.Randa
Dr.Radwa