الإثنين 6 مايو 2024

«عزيز».. رواية ثورية في ثوب نضال إريتري

غلاف الكتاب

ثقافة17-1-2024 | 11:14

آلاء طنطاوي

صدرت رواية "عزيز" للكاتب الاريتري هاشم محمود، والتي صمم غلافها الفنان حسين جبيل، عن دار النخبة المصرية وعن دار ابن رشيق الأردنية، والتي قد تصنف أنها من أدب السجون، فتتناول حياة السجين المناضل داخل زنزانته الرثة المعتمة، وكيف له وهو على يقين من براءته أن يتحمل قسوة الظلم والتهم التي تلقى على عاتقه، لكن الإجابة كانت واضحة فلأجل الوطن يمكن تحمل أي شيء، فهذا المعلم الإريتري الحر عبدالعزيز يثور على الظلم ويعلم الجميع أنه يثور مثله ومعه و على كل من يتقنون ويجيدون فن العداء للوطن ولأبناءه، فلا يجب أن تسير على جانبي الطريق خوفًا، عليك أن تسير في وسطه شامخًا رافعًا رأسك مهما كانت بشاعة زنزانتك.

ورغم أن هذا العمل يسرد بُعدًا كبيرًا لشخصية المناضل الإريتري عزيز داخل سجنه المظلم، إلا أنها تحمل طابعًا ادبيًا به الكثير من خيال المؤلف في سياق الاحداث، كما تصوغ تصورًا لحياة أسر السجناء من الصغار والكبار، وكيف أن الحياة تقف عند فقدان السجين، ومعاناة الغياب القسري، لكنها في المقابل تسير على نفس النهج وإن اختلفت الآلية، فالاسرة يشغلها الوطن كما شغل السجين.

كما يلقي العمل الضوء على وحشية الانظمة المستبدة تجاه أصحاب الضمائر والوطنيين الحقيقين، فتسعى بكل الطرق لتلفيق التهم إليهم من أجل اسكاتهم وترهيبهم، وبث الخوف في نفوس من يتبعوهم، فلا تريد لهم صوتًا، فيمارسون عليهم كل سبل التعذيب النفسي والبدني، فليس السجين من هو بداخل زنزازنته فقط، بل هناك السجن الأكبر وهو سجن الأنظمة المستبدة.

ويتناول العمل بعض من عناصر المجتمع الاريتري، فالوطنيون الذين يدفعون ضريبة وطنيتهم بالسجن وتلفيق التهم، وكان أسرع التهم التي تقلى عليهم "خائن" ويهدد الأمن العام ،إعمالًا بمبدأ "إن أردت أن تسحق معارضيك فشكك في وطنيتهم، فلا أحد يتعاطف مع خائن"، وبين الخونة الحقيقين الذين يبيعون البلاد من أجل مصالحهم الشخصية، وآخرون بين هذا وذاك، فإما مع الوطن وإما ضده دون موقف لهم يذكر  ومن هم في عالم آخر موازي لا يشغلهم سوى قوت يومهم.

الأمل في وطن حر وفي عزيز دون قيد كان هو نهج المؤلف من بداية العمل حتى نهايته، فصنع عزيزًا يحمل الكثير من العزيز الحقيقي.

Dr.Randa
Egypt Air