نجحت نيكي هايلي في استمالة الناخبين في نيوهامبشر مع انتقال الانتخابات التمهيدية للجمهوريين إلى الولاية الواقعة شرقا والتي تعد حاسمة في مسعى هذه المرشحة لكسب ترشيح الحزب أمام خصمها الأوفر حظا دونالد ترامب.
وتظهر الاستطلاعات أن المندوبة السابقة للولايات المتحدة في مجلس الأمن، المرأة الوحيدة في السباق، تمثل التهديد الرئيسي لمساعي ترامب للفوز بولاية جديدة في البيت الأبيض.
في الأسابيع القليلة الماضية ارتفعت أرقام شعبيتها والتبرعات والتأييد لها.
لكن أملها في معركة يتنافس فيها شخص واحد أمام الرئيس السابق، منيت بانتكاسة عندما تغلب عليها حاكم فلوريدا رون ديسانتيس ليحتل المركز الثاني في انتخابات المجالس الشعبية في أيوا الإثنين.
وخيبة الأمل هذه فاقمت الضغوط على هايلي لوضع ديسانتيس في المقعد الخلفي في نيوهامبشر الثلاثاء ومواصلة تحديها لترامب فيما تقترب المعركة من مسقط رأسها ولاية كارولاينا الجنوبية.
وقال حاكم ماريلاند السابق وأحد مؤيد هايلي لاري هوجان "إذا حققت هايلي نتائج جيدة في نيوهامبشر فإن ذلك سينقل الزخم والطاقة والإثارة إلى حملتها في كارولاينا الجنوبية" .
ولم يسبق أن خسر أي مرشح السباق بعد فوزه بأول ولايتين وقد يكون من شبه المؤكد أن ترامب الذي سحق ديسانتيس وهايلي في ولاية أيوا سيعلن انتهاء معركة ترشيح الجمهوريين بفوز في نيوهامبشر.
وجعل ذلك من الولاية ميدانا يحدد قواعد اللعبة لهايلي في وقت تشير تقارير إلى وقف التبرعات إذا فشلت في الفوز أو الحلول في المركز الثاني بنتائج قريبة من ترامب.
و قالت هايلي لأنصارها متحدثة الأربعاء في مدينة روتشستر الصغيرة، إنها صوتت مرتين لترامب لكن "لا يمكن أن يكون لدينا بلد في حالة من الفوضى وعالم يحترق ونذهب إلى أربع سنوات أخرى من الفوضى. لن ننجو من ذلك".
واضافت "لا يمكن هزم فوضى الديموقراطيين بفوضى للجمهوريين" منتقدة ترامب والرئيس جو بايدن في نفس الوقت.
ويبدو أن معركة ترامب أصبحت أسهل في فبراير إذ بدأت الولايات الجنوبية الأكثر محافظة في التصويت قبل "الثلاثاء الكبير" الكاسح في 16 ولاية ومنطقة في الخامس من مارس.
لكن يجب على دونالد ترامب أولا أن يكسب انتخابات نيوهامبشر أولا حيث تراجعت شعبيته أمام تقدم لهايلي بتواجدها أكثر على الأرض.
وأحد الأسباب التي تجعل هذه الولاية أكثر صعوبة بالنسبة لقطب العقارات هو الشريحة الكبيرة للمستقلين الذين يصوتون في الانتخابات التمهيدية وغالبا ما يؤيدون مرشحين أكثر اعتدالا.
وتمكنت هايلي من خفض نسبة التأييد لترامب في الخريف من 35 إلى 14 بالمئة، كما أطاحت ديسانتيس الذي بات يحتل المرتبة الثالثة في الاستطلاعات بفارق كبير، لتجعل الانتخابات التمهيدية سباقا بين مرشحين اثنين.
ويُنظر إلى قرار حاكم نيوجيرزي السابق كريس كريستي سحب ترشيحه، بمثابة دفعة لهايلي، وكذلك تأييد حاكم نيوهامبشر الجمهوري كريس سونونو لها.
لكن هايلي، ابنة مهاجرين هنديين أثارت تساؤلات خلال حملتها أولا بسبب عدم الاعتراف بالعبودية سببا للحرب الأهلية، ثم لتأكيدها الثلاثاء أن أمريكا "لم تكن أبدا بلدا عنصريا".
ويتسامح أنصار ترامب مع تجاوزات من شأنها أن تطيح بهايلي أو أي مرشح آخر، وقد اتخذت هجماته على حاكمة ولاية كارولاينا الجنوبية السابقة ميلا عنصريا واضحا.
وأشار إليها الثلاثاء باسمها الأول نيماراتا، فيما اعتُبرت رسالة هدفها لفت الانتباه إلى أصولها.
وروّج لمنشور يزعم إن المرشحة البالغة 51 عاما غير مؤهلة لخوض الانتخابات الرئاسية لأن والديها لم يكونا مواطنين أمريكيين لدى ولادتها.
وحاولت تحقيق توازن بين الرد على ترامب بسبب الجدل الواسع المحيط بترشيحه وكسب مؤيديه المخلصين.
فقد قللت نيكي هايلي من أهمية التهم الجنائية ال91 التي يواجهها وامتنعت عن التعليق على اتهامه بالاعتداء الجنسي قائلة إنها "لم تنظر" في القضية.
لكنها كثفت هجماتها الأربعاء عندما وزعت حملتها مذكرة تصور ترامب "أكثر ضعفا مما يعتقد عادة" وروجت لإعلانات تلفزيونية تصور ترامب متنمرا وكاذبا.
وأعلنت هايلي أيضا أنها لن تشارك في مناظرتين قبل الانتخابات التمهيدية ما لم ينضم إليها ترامب على المنصة، لتعزز رسالة مفادها أنه لا ينبغي بعد الآن النظر إلى ديسانتيس كمرشح ذي مصداقية.