الثلاثاء 21 مايو 2024

عمالقة وادي السيليكون يوظفون الذكاء الاصطناعي للإطاحة ببايدن

الرئيس الأمريكي

عرب وعالم20-1-2024 | 09:30

دار الهلال

يوظف رواد الابتكار أو عمالقة التكنولوجيا في وادي السيليكون "سيليكون فالي" بالولايات المتحدة، أدوات الذكاء الاصطناعي للإطاحة بالرئيس الأمريكي جو بايدن.

وفي تحول مفاجئ للأحداث، تشكلت حديثاً حملة "نحن نستحق الأفضل"؛ وهي واحدة من لجان العمل السياسي التي تُعرف اختصاراً بـ(PAC)، والمعنية بجمع التبرعات من الأفراد وإنفاقها على الحملات الانتخابية للمرشحين للرئاسة والكونجرس، بحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

وسلط التقرير الضوء على التقاطع بين التكنولوجيا والسياسة، واستعداد بعض المانحين في وادي السيليكون لتحدي الأعراف السياسية التقليدية، باستخدام أدوات متطورة مثل الذكاء الاصطناعي.

"نحن نستحق الأفضل" تسعى للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في محاولة للتأثير على الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، فضلاً عن أنها تحظى بدعم كبير من شخصيات مؤثرة في وادي السيليكون، قطب التكنولوجيا الأمريكية التي تستضيف المقرات الرئيسية لآلاف الشركات التكنولوجية العملاقة.

وتلقي لجنة العمل السياسي، المدعومة من مؤسس شركة "أوبن إيه آي"، سام التمان، والملياردير الشهير بيل أكمان، بثقلها خلف المنافس الديمقراطي دين فيليبس. وقدمت للتو برنامج كمبيوتر جديد يتحدث تماماً مثل فيليبس، وينقل رسالة فحواها التأكيد على احترام الرئيس بايدن، ولكن في الوقت ذاته الإشارة إلى أن العديد من الأمريكيين يريدون التغيير.

وبهدف الترويج لأفكار فيليبس بطريقة فريدة من نوعها، قدمت لجنة العمل السياسي "نحن نستحق الافضل" بدعم من أشخاص مؤثرين في سيليكون فالي، برنامج "Dean.Bot"، وهو برنامج كمبيوتر يمكنه الدردشة مثل الشخص الحقيقي، فيما يمكن القول إن هذه المرة هي الأولى التي يتم فيها استخدام الذكاء الاصطناعي في الانتخابات والحملات السياسية.

ومن جهتهم، قام مبتكرو روبوت الذكاء الاصطناعي "مات كريسيلوف" و"جيد سومرز"، وهما من رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا، بإطلاق حملة "نحن نستحق الأفضل"، بسبب قلقهم من تدني شعبية بايدن في استطلاعات الرأي، حيث أرادوا فعل شيء حيال ذلك، لذا توصلوا إلى فكرة استخدام الذكاء الاصطناعي لدعم جهودهم.

وبتمويل كبير قدره 4 ملايين دولار، تسعى لجنة العمل السياسي إلى التواصل مع ناخبي ولاية نيو هامبشاير، من خلال وسائل مبتكرة، مثل استخدام مقاطع الفيديو الشخصية وإعلانات وسائل التواصل الاجتماعي للترويج للمرشح "دين فيليبس" وتسليط الضوء عليه.

وعلى الرغم من كونهما مبتدئين في السياسة، إلا أن "كريسيلوف" و"سومرز"، أعربا عن مخاوفهما بشأن ما أسموه بالتراجع الملحوظ في أداء الرئيس بايدن خلال العام الماضي، ويعتقدان أن الكثيرين من رواد الصناعات التكنولوجية الأمريكية يشاطرونهم هذا التصور.

ويأتي ذلك، بينما نشر بايدن بيانات طبية من طبيبه الخاص تؤكد أهليته للرئاسة.

ورغم أن جهود لجنة العمل السياسي قد لا تساعد كثيرا مرشحاً مثل "دين فيليبس"، الذي لا يحظى بشهرة ودعم كبيرين، حتى مع انخفاض شعبية بايدن، إلا أنها تسلط الضوء على الاستياء المستمر بين الديمقراطيين، لاسيما المانحين الأثرياء، من ترشح الرئيس الحالي عن الديمقراطيين في انتخابات 2024. كما تشير إلى استعداد المانحين من وادي السيليكون لإزاحة بايدن بمساعدة أدوات الذكاء الاصطناعي.

وتظهر التطورات الأخيرة التي قدمتها حملة "نحن نستحق الأفضل" كيف بدأت التقنيات الجديدة والخطرة في التسلل إلى الانتخابات الرئاسية لعام 2024، فيما يحذر الخبراء من أن التكنولوجيا الصوتية التفاعلية، كتلك المستخدمة في برنامج Dean.Bot، تشكل مخاطر كبيرة على العملية الانتخابية، كما يخشى المنتقدون لهذه السياسات من إمكانية استغلال روبوتات الذكاء الاصطناعي لخداع الناخبين، وبالتالي تآكل الثقة في التواصل السياسي.

ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 2024، يثير دمج الذكاء الاصطناعي في الحملات السياسية مخاوف بشأن احتمال إساءة استخدامه والتلاعب بالناخبين.

وفي ظل تطور التكنولوجيا، واستعداد بعض الشخصيات البارزة في وادي السيليكون لتحدي الأعراف السياسية الراسخة، كما يتضح من النهج غير التقليدي للجنة العمل السياسي "نحن نستحق الأفضل"، تبرز التعقيدات والمخاطر المترتبة على تبني أدوات متطورة في المشهد السياسي.