الأربعاء 29 مايو 2024

قيامة السوق

24-2-2017 | 13:15

شوقي عبد الأمير

ولد عام 1949 في الناصرية، حاصل على الماجستير في الأدب المقارن من السوربون (1974). عمل مدرسا بالجزائر، ثم سكرتير تحرير مجلة (العالم العربي) ، ومستشارا صحفيا في سفارة اليمن الديمقراطية (اليمن الجنوبي سابقا) في باريس، ويعمل منذ عام 1991 مديرا للمركز الثقافي اليمني في باريس. من دواوينه الشعرية: حديث لمغني الجزيرة العربية 1976، أجنة وسراويل صحراوية، أبابيل، حديث النهر، حديث القرمطي، حجر ما بعد الطوفان. وله ديوان مترجم بعنوان: سنبلة الحقول الوثنية (1990).

أنا أكتب

في مدينة الثورة

الزبالون أكثر جدوى مني

إنهم يجهدون في لملمةِ الجثث

أو ما تبقى..

أنا أكتب

المارّةُ المسرعون لقضاء حاجاتهم

يتعثّرون بالفاكهة والأحشاء المسحوقة

أعمى يُزيحُ بعُكّازهِ رأس فتاةٍ

يعترضُ طريقه

 أنا أكتب

الديُنُ عُبوّةٌ ناسفة

 أنا أكتب

الصحفُ تُنقلُ مباشرة

من المطابع

إلى المزابل

 أنا أكتب

الابنُ الناجي الوحيد

يلبسُ حذاء ملطخا بالدم

للذهاب إلى المدرسة

أنا أكتب

البيوت التي لم تكنْ تتسع لكل الأبناء

صارتْ واسعة وفرهة

أنا أكتب

الجثث تهذي طوال الليل

لا أقدرُ على إسكاتها

أنا أكتب

 

إنها ديدانٌ بشريّةٌ

خرجتْ من جبّانةٍ بين ظهرانينا

أنا أكتب

خارطةُ العراق تفوز بجائزة

أغرب شكلٍ سوريالي

لتابوت...

أنا أكتب

لا علاقة لي بالصُوْر

 

ولا بالنشور

أنا أكتب

صفحتي البيضاءُ سوداء

حبري مثل صمتي

لا لونَ له

أنا أكتب

كفى

كفى

أنا أكتبُ موتي.