الأربعاء 1 مايو 2024

صاحب «الإلياذة الإسلامية» .. ذكرى أحمد محرم نبت النشأة الروحانية الوطنية

أحمد محرم

ثقافة20-1-2024 | 15:32

أروى أحمد

تحل اليوم ذكرى ميلاد الشاعر المصري أحمد محرم،  والذي يعد أحد أهم  شعراء القومية والإسلام ومحور شعره كله، ومن دعاة الإصلاح الاجتماعي والوحدة الوطنية، فكان يدعو المصريين إلى التسامح والمحبة فيما بينهم.

ولد أحمد محرم بقرية «إبيا الحمراء» التابعة لمحافظة البحيرة عام 1877م، وهو من عائلة ذات أصول شركسية، نشأ في دمنهور وتربى تربية دينية فيها، وبدأ يقرأ منذ صغره السيرة النبوية والتاريخ، وحفظ الحديث الشريف والشعر، وطالع الكثير من النصوص الأدبية.

أنبتت  نشأة  "محرم" الدينية روحاً قوميةً وطنية  بداخله؛ حيث عاصر الشاعر الكفاح الوطني لكل من الزعيمين مصطفى كامل، وسعد زغلول وتأثر به، فلم يتعارض عنده الوطني مع الديني، واعتاد عقد ندوته الشعرية كل ليلة بقهوة المسيري بدمنهور، التي ارتادها مفكرو الإسكندرية والبحيرة وشعراؤها.

انتمى أحمد محرم إلى مدرسة الإحياء والبعث في الشعر العربي؛ وهي تلك المدرسة التي تضم شعراء عُظام أمثال: محمود سامي البارودي، وأحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، وقد نذر  نفسه مدافعًا عن الخلافة الإسلامية أمام المفكرين والأدباء الشاميين.

ومن أبرز الأعمال الشعرية التي انفرد بها الشاعر أحمد محرم  «ديوان مجد الإسلام» أو ما أطلق عليه: «الإلياذة الإسلامية»؛ وهي ملحمة شعرية قام من خلالها بتصوير البطولة الإسلامية في السيرة النبوية، حيث نظمها في ثلاثة آلاف بيت، وبتسلسل زمني مرتب على وزن واحد متضمنة الوقائع الثابتة، والمعارك والغزوات فصورها مجردةً من الخيال الواهم والأحداث المفتعلة، ونشر منها أجزاء بجريدة البلاغ، وجريدة الفتح، ومجلة الأزهر.

وكانت هذه الملحمة بعد نشر أجزاء منها سببا في شهرته بالعالم العربي رغم أن أحمد محرم لم ينشر هذا الديوان في حياته، وبقي مخطوطًا حتى طبع في القاهرة سنة1963م.

وعندما برزت على ساحة العمل الوطني قضية فلسطين ومأساة شعبها بعد وعد بلفور سنة 1917، كان أحمد محرم في طليعة الشعراء العرب الذين أيقظوا الوجدان والشعور، وعلا صوتهم بالجهاد والنضال، وجعل من شعره أداة لبث الحمية في النفوس.

وأراد أحمد محرم أن يحاكي بذلك شعر الملاحم عند الغرب، وبخاصة إلياذة هوميروس المعروفة وهي ملحمة شعرية، وكتب أثر ذلك عدة دواوين.

 ووضعَ الأديبُ أحمدُ مُحرَّم قَبلَ وفاتِه العديدَ من المُؤلَّفات والتي من أهمِّها: الدواوينُ الشعريّة، ومنها: ديوانُ الأقصى الحزين، وديوانُ مجد الإسلام، وديوانُ السياسات، وديوانُ الاجتماعيّات والمراثي.

 المقالاتُ: ومنها مقالاتٌ نُشِرَت في مجلّاتٍ، وصُحفٍ، مثل: أنيس الجليس، والمفتاح، والاستقلال، والثرية، والهلال، والمُقتطَف،  الأبحاثُ النقديّة، ومنها: بحثٌ في الشِّعر العصريّ، وآراء في تعليم المرأة وتربيتها، ونَقدُ الشاعر حافظ إبراهيم، ومقالاتٌ في السياسة، وبحثٌ في شعر الهِجاء.

نال أحمد محرم  شهادة الامتياز بين شعراء النيل من لجنة التحكيم في عيد جلوس الخديوي عباس حلمي عام 1916م، ونال أيضًا عدة جوائز في مسابقات شعرية ونثرية أخرى.

وتوفي  الشاعر أحمد محرم عام 1945م، عن عمر يناهز الثمانية والستين عامًا بعد أن ترك إرثًا شعريًّا عظيمًا.

Dr.Randa
Dr.Radwa