الخميس 21 نوفمبر 2024

ثلاث قصائد

  • 24-2-2017 | 13:23

طباعة

داليا رياض

شاعرة عراقية، درست اللغتين العربية والإنجليزية، حصلت في منتصف التسعينيات على جائزة "حسب الشيخ جعفر" للشعراء الشباب. صدر لها منذ عدة سنوات ديوان "عشرة آلاف لمحة بصر".

وطنٌ تنقصه البلاغـة

قال وطني أو بعضٌ منه قال

 كلكم أبطال يا أبنائي

... والله!

كلكم مبدعون

ولا تقبل عدالتي أن أقيم

مأتما عظيما

لشاعر عظيم واحد

... لذلــك

قـررتْ عدالتـي

أن تكون أيامكـم كلهـا

... مسيرة في مأتم عظيم

***

خارطة الطريق

لو كنتَ جرثومةً في جسدي

وكنتَ متجها من داخلي صوب جلدي

ستمر ببغداد... بيني وبين جلدي.

ولو خرجتَ من جلدي

ستجد نفسك في بغداد أيضا...

فالخارطة التي لن يغيرها الإرهاب

هي بغداد ـ جلدي ـ بغداد

لهذا أبدو كالخروف المسلوخ عندما أخرج من بغداد

وأبدو كالخروف المُعَدّ للسلخ عندما أكون فيها

****

صوتك

صوتك عجينتي السحرية

أصنع منه وحوشا

أو أصنع منه ترنيمات للنوم

أصنع منه فنارات لسفني

أصنع منه أصناما أكفر بها وأكسرها،

أصنع منه جدارا وأضعه في الماضي

وأعود إليه بسيارتي إلى الوراء

حتى أرتطم به وأتحطم وأموت

أستطيع أن أضع وجهك في صوتك أيضا دون أن يتجعد.

وعندما ترسل ليSMS ، يخْتِل صوتك خلف الباب

ليرى اللوحة التي ترسمها رسالتك على وجهي.

يختل خلف الباب ويتنصت ويبتسم.

صوتك، أيضا، يمكن أن يصير زيتا يعمدني

أو يسهّل تزحلقي نحو الخيبة التي

أدري بها تدري بي وتتربّص.

صوتك يمكنه أيضا ـ لو أنا تمنيت على نجمة؟

أن يرجعك مُضغةً

فأبلعك وأشرب بعدك كوب سعاداتٍ ومخاوف

فتصبح جنيني

ولن ألِدَك أبدا

ولا حتى بعد ثلاثة شهور أو تسعة!

صوتك عنده أصابع وشفتان

وعنده قدمان... يمكن أن يأتي بهما

ويمكن أن يذهب ولا يعود...

صوتك أحيانا سخيف

مثل رجل ضرب زوجته

والآن يحتسي الشاي في المقهى ببلادة.

وأحيانا يكون معجزة

مثل صوت محبوب في أذن من تحبه.

صوتك كائنات تنزل من السماء وتَلُفُّني كالضباب وأنا أنظر.

صوتك كل هذا لأني أسمعه

لو أُصبتُ بالصمم

سيبكي صوتك

مثل الثواني في ساعة عاطلة.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة