جليل حيدر
ولد عام 1945، واحدٌ من أبرز الأصوات الستينيّة في الشعر العراقيّ، وصدر ديوانه الأول «قصائد الضدّ» 1974. ظلّ السؤال عن مدينته يجرحه ويلاحقه حتّى قبل أن يكتب في مقطع من نصّ «ديكتاتورية نفسي»: وهو صاحب كتابات الرفض والاحتجاج، لتتمظهر في هويّة فنيّة جديدة. وكانت بيروت محطّته التالية، ومنذ وصل إلى ستوكهولم عام 1989 واصل كتابة الشعر والترجمة وأصدر عام 1999 كتابه المشترك مع هنري دياب «بورتريه للملائكة: الشعر السويديّ الحديث».
تنويمة
لم أعُد أسأل الطيورَ عن مقاصِدِها
حينَ تغنّي . لا
ولا المغزى الذي كوّنه الشخص
لأضوائِه .
ولا الببّغاواتِ عن ملقِنّها
بل أعلق القمر الأملس
مرآةً
على مدخل عالمي
ورثت ُغريقا ذاتَ غروب،
والأمل ُيقيس نأيه ُالعاري
بين قارئٍ يحلم بجارية يفكّ قيدها
وضابط هُزمَ في حربه وانكشف في المحاق
وجار ٍبانفلاتةِ جَمَل ٍوضبعنة نوايا
طابور ٌمن أوادم َمختومين بخريف طبيعيٍّ
وأبواب تتسول ُسواد ذنوبها
باب الشيخ بمجانينه يعتقون خمرة الملائكة
بابُ المُعّظم مرقدهُ الأخضر والضحّية
الباب الشرقيُ شعرُ أبي نؤاس وثمرة ُالإثم ِ
بابُ إدريس الموتُ والكيمياءُ
باب منارة الذهب أبرياء ُيصطلحون َ
وبابُ الحوائج ِينطوي على ُزرقة ِالشوق
باب الطاق ِحمامة ٌتهدل ُلذكرها الغائب ِ
****
باب الطلسم
هنا لوعة ُالمشهد شهِقتْ،
وقمر ٌغاب عن القاتلين َ
هنا يكفي أن ُتشير إلى هاويةٍ،
لتقع في الغامضِ ِ
يكفي أن تسأل الشجرة، لترتفع َفأس ٌ
بعد سؤال الأنثى وجواب الذكر
حَرْث ٌ أينما اندلع اللهب ُ
أينما وقع فأس،
كلّما استيقظ جريح
****
هوى
بهدوءٍ أرسلَ رموزه . أيقظ َهواتفنا
بهدوءٍ نثر كنزهُ وألقى به إلينا
ملأ أيدينا بالثمار،
بلا ثمن ، سواهُ
هذا المتسلّلُ، الأنيقُ المعتذرُ، اللامسُ،
كغريزة نمر
هذا الشعاع المقترنُ بالأمل
الأثرُ الذي نقتفي
بهدوءٍ، يهوي بنا
مع طائرٍ سماويّ
إلى حقلهِ المشتعل،
إلى كلماتٍ دافقةٍ بالرمز
لم يعد هادئا