الثلاثاء 30 ابريل 2024

في ذكرى وفاتها.. فاطمة رشدي تكشف عن مغامراتها بحوار نادر لـ«الكواكب»

فاطمة رشدي

فن23-1-2024 | 12:04

لؤلؤة النجمي

تُعد الفنانة القديرة فاطمة رشدي، من الرائدات الأوائل بالمسرح والسينما العربية، و نجحت في تأسيس فرقة مسرحية باسمها لتصبح ثاني سيدة مصرية، تدير فرقة مسرحية، وتحمل اسمها، وكذلك مغامرتها بالإقدام على تجربة الإخراج لتصبح أول مخرجة في مسيرة المسرح المصري، وذلك إضافة إلى دخولها  إلى عالم الإخراج السينمائي.

 وفي ذكرى وفاتها نقدم لكم حديث لها مع مجلة الكواكب عن مذكراتها

حكاية الألف جنيه

ترکنا« باريس » الى « دوفيل»..

وكنت أول فنانة مصرية تدخلها

وأراد « ايلى » أن يدخل بي صالة لعب القمار، وإذا بالموظف الواقف بالباب يمنع دخولي، وسأله «ایلی» السبب فأجاب:

.لأن المدموازيل لم تبلغ السن القانوني بعد

ولم يفلح مع الرجل اقناع أو اغراء . وقلت لايلی:

 - معلهش ، سأعود الى الفنـدق ولتبق انت لتتسلى باللعب كماتريد ثم تلحق بي .

 -لا .. بل انتظاري هنا

وتركني ، ودخل ، وعاد بعد لحظة ومعه مدير الكازينو ومساعدوه ، يقدمون لى الاعتذار تلو الاعتذار ويدعونني للدخول في قاعة اللعب وهم ينحنـون ويحيون . ودخلت قاعة اللعب كما تدخل الملكات . واتضح لی ان ایلی دفع لمدير الكازينو ۱۰۰۰ جنيه « حتة واحدة » أجر دخولي!!

 وفي تلك الليلة خسر ایلی ۲۰۰۰۰ جنيه على مائدة القمار وانتهت ایام دوفيل ، وعدنا الى القاهرة بعد غياب 4 أشهر.

 عدت الى المسرح .. والى فرقتی

كتاب بالانجليزية عنى

ووضع ايلى الدرعي تحت يـدي

كل ما ارادته الفرقة من نفقات وهو يقول لى:

- لا بأس . اطلبي ما تشائين . . انني أعرف أن الفرقة هي البئر التي لا تشبع من الفلوس.

وقلت له في احدى المرات :

فلنعتبر هذا المال قرضا ارده اليك عندما يتوفر لدى المال.

وأجابني وهو يربت على كتفى في حنان وكرم :

 ـ المنح خير من الاقراض عندي ، لان العاقبة واحدة في الحالين .. عدم الرد !!

وبدأت الموسم بمسرحية «ابراهيم باشا» . ولاول مرة يشرك عزيز عيد في اخراجه المسرح بالصالة والممثلين بالجمهور في هذه الرواية.

ولاول مرة يدخل العرض السينمائي ليقـدم بعض مشاهد المسرحية الجماعية.

ولاول مرة تمثل ابنتي عزيزة وهي طفلة في هذه الرواية.

 تم تتابعت المسرحيات :

( الكابورال سيمون)

 ( وبسلامته بيصطاد)

 (وحواء )

 ( ومدام سان جين )

 ( والنسر الصغير )

( وغادة الكاميليا ).

ولم يكن من السهل مرورمعظم هذه المسرحيات من رقابة الداخلية في ذلك الوقت.

 وكان اعضاء اللجنة المكلفة بالرقابة من الشيوخ الطاعنين في السن ، نكنت اذهب اليهم احمل المسرحية بنفسي وانا ارتدى فساتين عارية الصدر والظهر ، فأذهلهم وأثر لواعج ذكريات شبابهم ، واخرج من عندهم وقد ختمت المسرحية بخاتم الرقابة وأجيز تمثيلها ؟؟

واذكر من بينها مسرحية كان فيها مشهد شطبوه اولا قبل ان اذهب اليهم ، فلما ذهبت صرحوا به !!

 وجاء إلى القاهرة مستشرق انجليزي أسمه (مستر بارير)

كتب كتابا عن « التقدم في مصر » ، و شاهد في ليلة احدى مسرحیاتی ، فأعجب بي وبمسرحي ، واخذ يوالى مشاهدة باقي مسرحياتي ، ثم يدعوني للغداء أو العشاء على مائدته . وعاد الى لندن وبعد أشهر ارسـل الى هدية كتابين : كتابا عن ( التقـدم في مصر ) وكتابا آخر اصدره معـه عن « المسرح العربي » وافرد لي فيه نصيبا وافرا.

انني لم اكن الهو .. ولم أكن أعيش كأنثى . كان المسرح حبيبى ومعشوقي وزوجي وولدى.. كنت اذا ما احرجتنی الخسارة في بعض المسرحيات ، الجأ في السر الى بيع بعض ما أغدقه على ایلی من مجوهرات وحلى ، وانـا خجلي من اغراقه معي في خسارتی دائما . ولكنه كان لا يلبث أن يكتشف ما فعلت، ويعوضني الخسارة.. والمجوهرات والحلى.

ومع كل هذا الجهد والارهاق كنت أخصص وقتنا لدراسة اللغة العربية و آدابها ، واللغتين الانجليزية ، والفرنسية ،والتاريخ ..فقد كنت مغرمة بالتاريخ والسير . وتعلمت عن نابليون انه لامستحيل في الدنيـا وشجعني الايمان بهذه المقيدة على المضي في مغامرني لتدعيم المسرح المصرى بصفة خاصة ، والمسرح العربي بصفة عامة بالمسرحيات والاخراج والعناصر الفنية الممتارة ليأخذ مكانه الممتاز بين مسارح العالم.

 وخصصت بعض حفلات فرقتی لطلبة المدارس والجامعة ، يشهدون فيها مسرحياتي بالمجان . وظفرت منوراء هـذه التضحية منهم بلقب (صـديقة الطلبة )فأضفت الى اللقبين السابقين اللذين منحنى اياهما الجمهور لقبا جديدا عزیزا.. واقصد بهذين اللقبين « سارة برنار الشرق » و « ممثلة الشرق الاولى ) ..

كيف التقيت بشوقی

وفجـأة . وفى ذات ليلة ، بين فصول احدى المسرحيات طرق باب مقصورتي عزيز عيد ، ودخل على ومعه رجلان « احمد شوقی » امير الشعراء و (مستر سمارت) السكرتير الشرفي بالسفارة البريطانية . وقدمهما الى وتنافس الرجلان في تهنئتي واطرائی وكانت أول مرة اتعرف فيها بشوقی .

وكان شوقى رابع رجل له اثر في حیاتی ۰۰

الاول كان محمد تيمـور ..

 عرفته في البوسفور .. ابدی اعجابه بي كمطربة ناشئة ، وشجعني .. ولما عرفت انه مؤلف مسرحی قلت له :

-انني لست مطربة فقط ، بل ممثلة ومؤلفة

 - مؤلفه ؟

-نعم .. انني استطيع ان اؤلف كل يوم رواية.

ـ عـال . وريني الروايات اللي الفتيها

وجئت بروایاتي ، وكانت اقرب الي خيال الاطفال،لكن محمد تیمور تلطف وترفق بي ولم يرضى ان يجرح غروري ، ويصدم امالي بل شجعني على مواصلة التاليف.

 و تصادف ان دخل علينا يومها راجل قصيراصلع فناداه محمد تيمور ليعرفنا ببعض:

الانسة فاطمة رشدى المطربة. . الاستاذ عزيز عيد المخرج.

وقال عزيز وقد سمر بصره على:

- تشرفننا

ومضى محمد تيمور يقول لعزيز : فاطمة ممثلة ، وكمان مؤلفة مسرحية .. خلاص راحت علينا . وظل بصر عزيز عيد مسمرا على ، حتى نبهه تيمور وهو يتنبأ لي بمستقبل عظيم وابدی عزیزاعجابه بي ، وامن على تكهنات تیمور.

 

وكان عزيز عيد الرجل الثاني في حیاتی ، الذي اقترنت به حیاتی الفنية فترة طويلة ، وارتبطت به حياتي الزوجية فترة قصيرة.

 وكان أيلى الدرعي الرجل الثالث

 وشوقى الرجل الرابع ..

وجلس معى شوقى فترة في مقصورتی ، وقال لي :

انني اتابع مسير حياتك كلها ، وانا معجب بك وبفنك كل الاعجاب وقال لي في النهاية وهو يصافحنى سأهديك هدية عظيمة تستحقينها

 ترى أي هدية عظيمة قرر شوقي أن يهديها الى ..؟ هذا ماسنتنبئه في الحلقة القادمة من هذه المذكرات

 

Dr.Randa
Dr.Radwa