باسم المرعبي
ولد في الديوانية. درس المسرح في أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد. كتب للمسرح وقدم أول أعماله "بيروت تغادرها النجوم" عام 1982. نالت مجموعته الأولى "العاطل عن الوردة" جائزة يوسف الخال للشعر عام 1988. من دواوينه: "الأرض المرّة"، و"سماء بطائر واحد". يقيم في السويد منذ عام 1994.
أحلام الشاعر
لا ينتظر الشاعر
تصفيقا
أو تلويحا بمناديل ملوّنة
حسبهُ أن يُصغي..
وإذا ما صادف القارئ
الجميلَ والمدهش أو المبهج في قصيدة
فما ذلك إلا لأنّ الشاعر يعرض أحلامه
****
الإعلان عن قلبي
أُريد الإعلان عن قلبي
تحت مطر العالم
في جمْعِ فتيات
تسيل ضحكاتهن كينابيع..
هناك أغسل أحزاني
كثوب قديم
وأسلم إرادتي لهواء الحقول
***
المدينة "ن"
تعرّفَ على المدينة "ن" في كتاب ما، فاتخذَ طريقه إليها. وما إن شارف على دخولها، حتى طالعته مدينة أُخرى أُقيمت محلّها. ما من أحدٍ ليسأله عن سرّ هذا التبدّل. وبدا له أنّ المدينة مهجورة. بحث عن العلامات الخاصة بـها، دون جدوى. واصل رحلته مارا بعشرات المدن، لكن ما من أثرٍ لمدينته المنشودة. أيقن بعد تطوافه الطويل، أن المدينة "ن" لم يكن لها من وجود أصلا. وكل ما عُرف عن هندستها أو المعالم المميزة لها، كان مجرد فكرة في بال مهندسها الذي تعمّد إشاعة الخلط بين تَعيُّن المدينة والتطلُّع إليها.