بعد أن انتشرت فكرة العرض الخاص للأعمال السينمائية وراجت رواجاً كبيراً، بدأت تظهر على الساحة الفنية فى الفترة الأخيرة الفكرة ذاتها للأعمال الدرامية، التى انتشرت على غير العادة، وهو الأمر الذى كان مألوفاً فقط فى السينما، حيث قام صُـنَّاع مسلسل «وبينا ميعاد» بعمل ترويجى للمسلسل بعرض خاص له، بعد أن سبقهم لذلك صُـنَّاع مسلسل «الآنسة فرح»، للنجمة رانيا يوسف بعمل عرض خاص لمسلسلهم، لتبدأ الفكرة فى الظهور وتأخذ فى الانتشار رويداً رويداً فى أكثر من عمل تليفزيوني.. وهو ما يدعو للتساؤل: هل هناك فائدة من وراء تلك العروض الخاصة.. وإذا كان الأمر كذلك، فما الفائدة إذن؟
فى التحقيق التالى تحدَّث إلينا عدد من النجوم والنقاد، لنستطلع آراءهم فى تلك الفكرة، ومدى فائدتها للعمل والممثل فى الوقت ذاته.
تقول النجمة رانيا يوسف: العرض الخاص للمسلسل، عبارة عن بطاقة تعريف يقدمها العمل للجمهور، من حيث الأبطال، والفكرة العامة، بما يجذب الجمهور إلى العمل لرؤيته ومتابعته، والحديث عنه من خلال وسائل الإعلام، ورغم أن هذا الأمر غير مألوف تليفزيونياً، ويحدث فقط فى الأفلام، إلا أنه حدثٌ لابد أن يستغله صُـنَّاع الدراما التليفزيونية؛ للترويج لأعمالهم. وتضيف رانيا: منذ 3 أعوام، وأثناء عرض مسلسل (الآنسة فرح) قامت الشركة المنتجة بعرض خاص له، وكان هذا الترويج للأعمال التليفزيونية تقليداً غير معروف للجمهور، لكنى أعتقد أن ذلك سيكون فى قادم الأيام ظاهرة صحية، خاصة فى عصر السوشيال ميديا، وهو ما يبدو واضحاً من اتجاه كثير من الأعمال التليفزيونية مؤخراً إلى هذا الاتجاه، حيث تبنَّـت بعض المسلسلات فكرة العرض الخاص لها مثلما يحدث فى الأفلام، وهو ما يساهم بشكل كبير فى تعريف العمل التليفزيونى للجمهور، وتوقيت عرضه، خاصة أن هناك بعض الأعمال يتم عرضها دون دراية الجمهور.
وتقول الفنانة إلهام شاهين: من الضرورى جداً الترويج للأعمال التليفزيونية، ومن أهم آليات الترويج التى ظهرت فى الفترة الأخيرة فكرة العرض الخاص، الذى طالبنا به منذ زمن، لأهميته، وقد تحمست فى أكثر من مسلسل لعرض الفكرة على المنتجين، ولكن كان هناك تباطؤ لتنفيذ هذه الفكرة. وتكمل إلهام: الأمر متعلق فى المقام الأول بجهة الإنتاج، وللأسف واجهنا سابقاً عدداً من العراقيل لتنفيذ الفكرة، ولكن مؤخراً وجدنا أكثر من مسلسل تحمس لهذه الفكرة، التى أصبحت موجودة على أرض الواقع.
أما السيناريست وليد يوسف، فيقول: فكرة العرض الخاص للأعمال التليفزيونية فى غاية الأهمية، وأرحب جداً بها، وأنا متحمس جداً لها وأشجع كل المنتجين وصُـنَّاع الدراما التليفزيونية عليها وتكرار هذه التجربة. وأضاف: منذ فترة طويلة اقترحت أكثر من مرة على بعض المنتجين أثناء كتابة المسلسل، عمل عرض خاص له، ولكن كانت الفكرة غير مألوفة، وكان المنتج يخشى الانتقاد من العرض الخاص للمسلسلات، بحجة أن ذلك الأمر معروف أكثر بالنسبة للأفلام السينمائية، ولكن الآن بدأت الفكرة تظهر للنور، وهى فكرة مفيدة بكل تأكيد، للعمل وللممثل فى آن واحد؛ لأن ذلك يوفر فرصة جيدة كى يشعر أبطال العمل بتعبهم ومجهودهم ومشاركة الجمهور الاحتفال بنجاحهم.
ويتحدث الناقد طارق الشناوى، فيقول: هذه الظاهرة جديدة على الجمهور وصُـنَّاع الدراما التليفزيونية، وكانت هناك عدة محاولات فى الألفية الجديدة لعمل عرض خاص للأعمال التليفزيونية، التى بلا شك أثبتت حالياً أنها فى صالح الدراما التليفزيونية والجمهور معاً. ويضيف الشناوى: أتمنى أن نستمر على هذا النهج والترويج لكل عمل تليفزيونى مثل الأفلام السينمائية؛ لأن هناك أعمالاً تليفزيونية قد تظلم؛ بسبب عدم الترويج الجيد لها، وغالباً سيتَّبع الجميع هذه الظاهرة فيما بعد، وستصبح تقليداً معروفاً لدى صُـنَّاع الدراما التليفزيونية، وأن يتم عرض بعض المشاهد داخل العرض؛ من أجل الترويج والتشويق للأحداث الخاصة بالمسلسل، ولكنى لا أتصور أن يتم الترويج لها بنفس أدوات الفيلم السينمائى ودور العرض، إنما الأمر يقتصر على بعض المشاهد للمسلسل واللقاءات التليفزيونية.
ويقول المخرج أحمد خالد موسى: يعد العرض الخاص للمسلسل دافعاً قوياً لصُـنَّاع الدراما التليفزيونية؛ لتحفيز أبطال العمل وتقديراً لمجهودهم طوال مدة التصوير، وهو ما ينعكس بالإيجاب على الفنان وكذلك على العمل من خلال الترويج له، وهى فكرة مرحب جداً بها بالأعمال التليفزيونية. وأكمل: للأسف، سبق وأن عُرض عليّ الموضوع فى أكثر من مسلسل، ولكن الوقت والظروف وقتها لم تسمح لنا بذلك، خاصة أن معظم المسلسلات كانت فى رمضان وكنا متأخرين فى التصوير فى أغلب المسلسلات وكانت الظروف غير مواتية لتحقيق ذلك، وقد حرمنا من تلك التجربة سابقاً لأمور خارجة عن إرداتنا، لكنها بلا شك فكرة جيدة نرحب بها فى المستقبل.