استضافت العاصمة الإيطالية روما أمس الاثنين، أعمال قمة "إيطاليا ـ إفريقيا.. جسر للنمو المشترك"، والتي تهدف إلى بحث التعاون والمصالح بين الأطراف المشاركة.
وعقدت القمة بحضور رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقيه، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي غزالي عثماني، وعدد من المسؤولين الأوروبيين والقادة الأفارقة،
وأكدت رئيسة الوزراء الإيطالية خلال القمة رغبة بلادها في استغلال رئاستها الحالية لمجموعة السبع للديمقراطيات الصناعية الكبرى لإعادة هيكلة العلاقات مع القارة الأفريقية.
وقالت: "إن مصائر أوروبا وأفريقيا بالأخص مرتبطة على نحو وثيق، وما هو مطلوب اليوم "التعاون بين النظراء". وأشارت إلى أن أفريقيا سيكون لها "مقعد شرفي" في قمة مجموعة السبع التي تعقد في يونيو في أبوليا بجنوب إيطاليا.
ودعت إلى "ضرورة تفكيك الروايات المشوهة" كون إفريقيا ليست قارة فقيرة بأي حال من الأحوال فهي تستحوذ على 30 في المئة من الموارد المعدنية في العالم و60 في المئة من الأراضي الصالحة للزراعة كما أن 60 في المئة من سكانها تحت سن 25 عاما وهي القارة الأكثر شبابا في العالم ما يجعلها أيضا أرضا ذات إمكانات هائلة من رأس المال البشري".
وشهدت القمة بحث المبادئ التوجيهية لخطة "ماتيي"، وهي الخطة التي تعتزم إيطاليا بلورتها مع ممثلي الحكومات الإفريقية، وتقديمها إلى الدول الأوروبية الأخرى كنموذج للتعاون والتنمية المتكافئة.
وبشأن تمويل الخطة، أوضحت ميلوني أن التمويل "يمكن الاعتماد على مخصص أولي يزيد عن 5ر5 مليارات يورو (نحو 6 مليارات دولار) ما بين ائتمان وعمليات بالمنح وضمانات".
وأوضحت أن هذه الموارد المقرر توفيرها للخطة تنقسم لنحو ثلاثة مليارات يورو (3.25 مليار دولار) سوف تخصص من الصندوق الإيطالي من أجل المناخ بالإضافة إلى حوالي 2.5 مليار يورو (2.7 مليار دولار) من موارد هيئة التعاون من أجل التنمية الحكومية الإيطالية، معربة عن تطلعها إلى إشتراك المؤسسات المالية الدولية وبنوك التنمية المتعددة الأطراف والاتحاد الأوروبي والدول المانحة الأخرى في تمويل الخطة، لافتة إلى أن هناك نية لإنشاء أداة مالية جديدة بالتشارك مع (صندوق الإيداع والإقراض) لتيسير استثمارات القطاع الخاص في مشروعات الخطة.
من جانبه، أعرب رئيس جزر القمر والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي غزالي عثماني عن تفاؤله بالاستثمارات الواسعة، وقال مسؤولون إن قادة من أكثر من عشرين دولة أفريقية جاءوا إلى روما لحضور الاجتماع، بينما أرسلت دول أفريقية أخرى وزراء خارجيتها.
وأوضح أن إفريقيا تعقد آمالا عريضة على ترؤس إيطاليا لمجموعة السبع في عام 2024، حيث بوسعها أن تضطلع بدور هام في تدعيم الاستثمارات وتعزيز البنى التحتية بالنسبة للدول ضعيفة الدخل.
أما رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فكي، فقد أكد أن إفريقيا هي القارة التي يتعين عليها أكثر من غيرها مواجهة العديد من التحديات المعيشية، الأمنية والمناخية، لافتا إلى أن "خطة ماتيي" تمثل نموذجا ناجعا يجسد رغبة أوروبا في مساعدة إفريقيا على نحو ملموس.
وناقشت القمة، والتي استمرت يومًا واحدًا ملفات التعاون بين إيطاليا والدول الإفريقية في المجال الاقتصادي والبنية الأساسية، والأمن الغذائي وأمن الطاقة.